عرنوس: سوريا تعرضت لحرب ظالمة وثرواتها تسرق على مرأى العالم
قال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى القمة العالمية للعمل المناخي، رئيس مجلس الوزراء، المهندس حسين عرنوس إن: “الإجراءات الغربية القسرية ضد سوريا تطال كل مناحي الحياة بما فيها قضايا البيئة والمناخ”.
وأضاف المهندس عرنوس في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” إن: “سوريا تعرضت لحرب ظالمة في كل المناحي، وكان للبيئة نصيب في التدهور جراء هذه الحرب الإرهابية”.
وتابع “عرنوس” لأن هناك قسماً كبيراً من المنشآت التي بنيت في إطار التخفيف من الآثار البيئية، ومنها محطات المياه ومشاريع التحول إلى الري الحديث، تعرضت للتخريب والتدمير والسرقة وخرجت عن الخدمة بشكل كامل”.
وتابع المهندس عرنوس “إن قسماً من ثروات سوريا الباطنية يسُرق على مرأى ومسمع العالم كله من قبل الاحتلال، وقسماً منها يتم تكريره بطرق بدائية سيئة جداً تترك آثاراً كبيرة على البيئة وعلى أهالي المنطقة والأراضي الزراعية والمياه”.
وأوضح المهندس “عرنوس” أن: “نقص المشتقات النفطية بسبب السرقة والحصار شكل ضغطاً على الغابات ودفع الكثيرين إلى الاعتماد عليها للتدفئة في فصل الشتاء”.
وقال رئيس مجلس الوزراء إن: “سوريا كانت تنتج 5 ملايين طن من القمح واحتياجاتها السنوية كانت 2 مليون ونصف المليون طن، وكانت تصدّر القمح وتساعد بالقمح، وهذا لم يأتِ من فراغ إذ صرفت الدولة مئات المليارات من الدولارات في استصلاح الأراضي وإنشاء أقنية الري والسدود”.
وأردف المهندس “عرنوس”: “ولكن هذا الأمر اختلف تماماً، فاليوم وبسبب الحرب الإرهابية فإن ما تتمكن الدولة من الحصول عليه هو بحدود مليون طن وتستورد مليوناً ونصف المليون طن من القمح”.
وأضاف المهندس عرنوس: “إننا في سوريا مثل أي دولة نحمل هموم التغير المناخي الحاصل والذي يمثل خطراً على العالم، ولابد من اتخاذ إجراءات جماعية وكل دولة حسب إمكانياتها سواء أكان في التخفيف من أضرار المناخ أو بالتكيف مع التغير المناخي”.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن: “التقليل من آثار الجفاف، ودعم التحول إلى الري الحديث، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل انبعاث الغازات الضارة تشكل أولويات للعمل الحكومي في سوريا”.
وأشار المهندس عرنوس إلى أن: “سوريا من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية المناخ في العام 2007، وانضمت بشكل رسمي ووقعت على اتفاق باريس، وعملت بكل الوسائل والطرق وفق البرامج المقررة، وقطعت شوطاً كبيراً في عمليات التخفيف والتكيف من خلال التحول إلى الري الحديث في الزراعة”.
وأكمل المهندس عرنوس أن: “الاستدامة في الزراعة والتحول إلى الطاقات المتجددة يسيران بوتيرة متصاعدة مثل كل النشاطات الاقتصادية في سوريا التي تنمو بشكل كبير، إضافة إلى التعاطي مع آثار الجفاف والتخفيف من آثاره والذي تثبته الوقائع ونسب التنفيذ”.
وأضاف المهندس “عرنوس”: “إن التغيرات المناخية أثّرت على الإنتاج أيضاً، فالأراضي البعلية كان تنتج القمح بنسبة 30 بالمئة، وخلال السنوات الأخيرة خرجت هذه الأراضي من الخدمة بشكل عام بسبب ظروف المناخ ونقص الأمطار”.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن: “دولة المنبع لنهر الفرات تسمح بجريان كمية لا تتجاوز 50 بالمئة من الحصة المقررة لسوريا والعراق وفق الاتفاقيات الدولية، وبالتالي كل هذه العوامل تؤثر على الإنتاج الزراعي”.
ونوه المهندس “عرنوس” إلى أن: “هذه التحديات تؤثر بشكل كبير وخاصة على الاستثمار وإعادة الإعمار، لذلك فإن سوريا تطالب أولاً برفع الإجراءات القسرية الغربية الظالمة كونها تمنع إنشاء المشاريع وتعرقل عمل المنظمات الدولية التي تريد مساعدة الحكومة السورية في بعض قضايا المناخ”.
وأوضح المهندس “عرنوس” أن: “موضوع الري الحديث هو أولوية للعمل الحكومي في سوريا نتيجة نقص المياه، كما تم اتخاذ قرار بالسير في الطاقات المتجددة التي لا تعتمد على الوقود الأحفوري سواء أكانت طاقة الشمس أو الرياح”.
وبين المهندس “عرنوس” أنه: “تم توليد أكثر من 600 ميغا واط هذا العام، وهناك توجه لتوليد 50 بالمئة من الطاقة التي تحتاجها سوريا على المدى المتوسط من خلال مصادر الطاقة المتجددة”.
ولفت المهندس “عرنوس” إلى أن: “العدو “الإسرائيلي” يحرم أهالي الجولان السوري المحتل من حقهم في المياه، ويقوم بسرقتها ويدفن النفايات في الأراضي السورية، وهذا يحرم المواطنين السوريين من حقوقهم في هذه الثروة الموجودة ضمن أراضيهم”.
الجدير بالذكر أن القمة العالمية للعمل المناخي في الامارات تستمر لمدة أسبوعين وسط حضور أكثر من 160 من قادة العالم وحوالي 70 ألف مشارك.
تلفزيون الخبر