مرسم “مدى”.. نقطة انطلاق المواهب الواعدة في حمص
يجتمع عشرات الشبان والشابات الموهوبون يومياً في أحد الشوارع الفرعية بحي الأرمن في مدينة حمص، ويلتقون في مرسم “مدى” كي يمارسوا هوايتهم وشغفهم في الرسم.
ويتوزع هؤلاء ضمن المرسم أو على الرصيف المجاور، كل منهم منشغل في لوحته الخاصة، بينما يستمر مؤسس المرسم، الفنان التشكيلي فريد وسوف بإعطاء الملاحظات في جو من المحبة والود.
وقال الفنان التشكيلي فريد وسوف لتلفزيون الخبر إن: “المرسم الذي افتتح منذ 9 سنوات احتضن منذ ذلك الوقت أكثر من 200 فناناً، بعضهم وصل إلى مستوى عال من الاحترافية”.
وأضاف “وسوف” أن: “المرسم استقبل جميع الفنانين وكل من يمتلك الموهبة من جميع الأعمار، بدءاً من عمر 9 وحتى 60 عاماً، فالفن لا يعرف عمراً أو جنساً”، حسب تعبيره.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أنه: “يتم تأمين معظم الاحتياجات للمشاركين بشكل شبه مجاني، لاسيما اللوحة الأولى لهم حيث أعتبرها بمثابة هدية تشجيعية لهم، بينما يترتب عليهم بعض المبالغ الرمزية لاحقاً، كوني لا أملك القدرة المالية الكبيرة لتحمل جميع التكاليف بمفردي”.
وأكمل “وسوف” لتلفزيون الخبر: “أحرص على مشاركة المواهب الواعدة في مختلف المعارض المقامة في حمص وخارجها، وذلك بحسب درجة التميز، والهدف من ذلك منحهم الثقة الكبيرة لمتابعة العمل والانطلاق بمفردهم”.
“كي نرتقي بالبلد يجب أن نرتقي بالفن”، يكمل الفنان فريد، لأن الفنان يرى الجمال ويحرص على جعل بلده جميلة، كما أنه محب للجميع، فالفن حالة إنسانية ووطنية معاً”.
“أمنيتي أن أرى كل من في الشارع يرسم أو يمارس الفن بالشكل الذي يريد”، يتابع الفنان التشكيلي، وأطالب وأرغب بأن يوضع الرسم والموسيقى ضمن مواد المنهاج الدراسي الرئيسية”.
وعن المدارس التي يفضلها، قال “وسوف” : “المدرسة الواقعية أساس كل فنان من وجهة نظري، ومن بعدها يمكن له أن يرسم بحسب المدرسة التي يريدها،فمن يرسم بالطريقة الواقعية يرسم بطريقة جميع المدارس”ّ.
وأردف الفنان التشكيلي لتلفزيون الخبر: “تتضمن المدرسة الواقعية رسم المناظر الطبيعية والبورتريه والخيال أيضا ً، فهذه المدرسة كانت توثيقية فيما مضى، وكان لها دور برسم المعارك والملوك والبيئات المختلفة ماقبل اختراع الكاميرا”.
وعن حال الفن في حمص وسوريا، أوضح “وسوف”خلال حديثه لتلفزيون الخبر قائلاً: “حاولت كسر الركود الفني في حمص بمساعدة مشروع مدى الثقافي، وبحثت عن الطرق لتحريك عجلة الفن بعدة طرق ومنها الرسم في الشارع أمام المارة”.
وأكمل الفنان التشكيلي: “حالة الفن في سوريا جيدة جداً، وهي التي خرجت وما تزال الكثير من الفنانين في مختلف المجالات، لكن الوضع الاقتصادي الراهن أثر على كل شي بما فيه الفن”.
وعن رسالته من خلال المرسم قال الفنان التشكيلي:”الفن حالة وطنية وجمالية وإنسانية، وعبر الريشة واللون نوصل فكرتنا وكلامنا بطريقتنا الخاصة من خلال اللوحة”.
من جهتها، قالت إحدى المتدربات في المرسم منى الراعي (18 عاماً) لتلفزيون الخبر: “أحببت المرسم منذ اللحظة الأولى لوصولي إليه، وبشكل خاص بعد التطور الكبير الذي لاحظته على طريقتي في الرسم والتلوين”.
وأضافت هديل العسس (18عاماً): “لاحظت التطور في طريقة الرسم لاسيما عبر المدرسة الواقعية، وأطمح للمشاركة في مختلف المعارض بعد تطوير قدراتي ومهاراتي بشكل أكبر، واتوجه بالشكر للآنسة ريتا غنوم وكادر مدرسة جهاد قدور كونهم من أكبر الداعمين لنا وهم من وجهنا لزيارة المرسم”.
الجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي فريد وسوف دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد أن صنع مزهرية من نحو 400 ألف حبة أرز، واستغرقت 636 ساعة من العمل.
عمار ابراهيم _ تلفزيون الخبر