محليات

حصيلة الزيارة الحكومية إلى طرطوس .. هل تتحول طرطوس إلى “مدينة عنجد” ؟

قام وفد حكومي يضم 12 وزيراً وعلى رأسه رئيس الحكومة عماد خميس بزيارة إلى محافظة طرطوس شملت أغلب مدن المحافظة وريفها، والقرارات التي اتخذت، على الورق، كانت أكبر من المتوقع.

وقرر أثناء الزيارة الحكومية إنشاء 3 مناطق صناعية في المحافظة في كل من مدينة بانياس والشيخ بدر وصافيتا، وهي جزء من خطة ﻹنجاز عشرة مناطق صناعية في طرطوس تضاف إلى المناطق الصناعية القائمة حاليا فيها.

ووضع رئيس مجلس الوزراء حجر اﻷساس لإنشاء المنطقة الصناعية والحرفية في منطقة الشيخ بدر، والتي تبلغ مساحتها حوالي الـ 70 دونماً، وتستوعب حوالي 175 مقسماً، علما أن تكلفة البنى التحتية لوضع هذه المنطقة موضع الاستثمار لا يقل عن 1.5 مليار ليرة سورية تم تخصيصها من الحكومة.

وقام رئيس الحكومة بوضع حجر اﻷساس للمنطقة الحرفية والصناعية في مدينة الدريكيش بمساحة 45 دونماً، ووجه بالبدء مباشرة بتنفيذ البنى التحتية بكلفة تبلغ 1 مليار ليرة سورية، من كهرباء ومياه وصرف صحي ومحطة المعالجة وتم تحويل المبالغ اللازمة لذلك.

وبحسب رئيس الحكومة، فإن “البداية في المنطقة الصناعية في الدريكيش ستكون بـ 120 مليون ليرة سورية تم تأمينها مباشرة ﻹقلاع تنفيذ البنى التحتية ضمن مدة زمنية محددة ستكون نتائجها واضحة للعيان خلال شهر من الآن”.

ووضع خميس حجر الأساس لمشروع المنطقة الصناعية والحرفية في مدينة بانياس بعد جولته في المنطقة الصناعية، وتبلغ مساحة المنطقة 1300 دونماً، تم المباشرة ببناء حوالي 100 مقسم فيها من اصل المقاسم المكتتب عليها والبالغة 335 مقسماً، ووجود 50 مقسم شبه جاهز والبعض منها بدأ بالانتاج.

وأكد خميس على “تعديل نظام الضابطة في المدن التي افتتح فيها مناطق صناعية، بحيث يتم التوسع شاقولياً لتستوعب أكبر قدر ممكن من خطوط الإنتاج في هذه المنطقة، بحيث يراعى المنظر العمراني والمساحات الخضراء”.

ومن أهم القرارات التي جاءت بها الزيارة الحكومية إلى طرطوس هي التوجيه بتأمين مقر لجامعة طرطوس في مركز التدريب والتأهيل الزراعي في منطقة أبو عفصة، وهي الجامعة التي ما زال أبناء طرطوس ينتظرونها منذ سنوات.

وأوعز خميس رئيس مجلس الوزراء خلال اجتماعه والوفد الحكومي المرافق مع أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة طرطوس “بعدم فتح أي كلية إلى حين استكمال البنى التحتية”.

وتم مناقشة ضرورة تأمين مقرات لكليات جامعة طرطوس والبالغ عددها 10 والخيارات المطروحة هي المدارس ومراكز التدريب الزراعي ومباني تابعة لجهات عامة.

ووضع خميس حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع السكن الشبابي في طرطوس المتضمن “1700 وحدة سكنية بكلفة 13 مليار ليرة سورية”، كما اطلع خميس على واقع العمل في المرحلة الأولى من مشروع السكن الشبابي.

وكانت المرحلة الأولى انتهت حيث “من المقرر تسليم 558 شقة هذا العام، وتسليم 498 شقة في العام القادم، علماً أنه يصل عدد الوحدات السكنية من السكن الشبابي في سوريا إلى 6000 وحدة منها 2500 وحدة سكنية في طرطوس”.

وزار الوفد الحكومي أيضاً موقع العمل في عقدة الكراجات وعقدة الشيخ صالح العلي المروريتين في جنوب وشمال طرطوس، واللتان توقف العمل فيهما منذ سنوات.

ووجه خميس “بتخصيص جميع المبالغ اللازمة لاستكمال العمل وتحديداً المدد الزمنية لإنهاء المشروعين”، حيث تبلغ الكلف المالية لهاتين العقدتين المروريتين “1.3 مليار ليرة سورية”.

وأطلق خميس المرحلة الثالثة من مشروع توزيع البطاقة الذكية على المواطنين، وذلك بعد إعداد قاعدة البيانات اللازمة والتي تشمل توزيع المشتقات النفطية والمواد الاستهلاكية الأخرى عبر البطاقة الذكية على الأخوة المواطنين، على أن يتم تعاون مع المصرف التجاري لتسهيل الدفع الالكتروني وهذه البطاقة متعددة المزايا والخدمات.

وتم افتتاح معمل للدواء في مدينة بصافيتا، والمعمل كان أخذ موافقة منذ سنتين والآن بدأ العمل بطاقة مرحلية أولى بانتاج الكبسول والمرحلة الاخرى هي مرحلة تصنيع الأدوية السرطانية والسيرومات.

وأكد خميس في اجتماعاته التي أجراها على “ضرورة أن يضع رئيس الوحدة الإدارية رؤية استثمارية تخص وحدته الإدارية في مجال الصناعات الصغيرة وبرنامج مشروعي والمشاريع الصغيرة”.

وأوضح خميس أنه “لدى الحكومة مليار ونصف المليار ليرة سورية جاهزة للمنح للوحدة الإدارية تجاه المشاريع التنموية”.

وكلف خميس محافظ طرطوس “بتقييم جميع رؤساء الوحدات الإدارية والعاملين فيها وإعداد جدول يتضمن السجل النهائي لهم وإعادة تقييمهم بالكامل وتقييم عملهم وفق عناوين أساسية أهمها التنسيق مع جميع الجهات المعنية للعناية بذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين”.

وكان للتبغ حصة من قرارات الحكومة، حيث طلب خميس من محافظ طرطوس “تشكيل فريق عمل يجتمع بشكل أسبوعي في المحافظة لمتابعة كل أمور المحافظة من المعامل والصناعات الحرفية ومزارع التبغ وأصحاب البيوت المحمية وأن يكون العمل منتشراً بشكل أفقي وتقديم الدعم اللازم للمحافظة لإنجاز العمل بالشكل المثل”.

ودشن خميس مشروع توسيع منشأة “زاهد” للدواجن ﻹنتاج البيض، “حيث ستزيد الطاقة اﻻنتاجية للمنشأة من 19 مليون بيضة إلى 50 مليون بيضة سنويا بكلفة حوالي 386 مليون ليرة سورية”.

ووافق خميس على رصد اعتماد لصالح المشروع الوطني لإكثار بذار البطاطا “مقداره 700 مليون ليرة سورية، وذلك نظراً لأهميته في تامين احتياجات الفلاحن من بذار البطاطا”.

ويتم سنوياً استيراد حوالي 21 ألف من بذار البطاطا بالقطع الأجنبي وسيبدأ تدريجياً تأمين جزء من احتياجات الفلاحين من هذه البذار.

وسيسمح المشروع بالاستغناء عن قسم كبير من الاستيراد خلال السنوات القادمة، وهذه الأصناف ستنتج محلياً وتتلاءم مع الظروف المحلية بمواصفات عالمية وبأسعار مخفضة مقارنة مع كلفة الاستيراد وتم تنفيذ هذا المشروع بجهود محلية وبأيدي العاملين من مؤسسة اكثار البذار.

وكلف خميس محافظ طرطوس “تشكيل فريق عمل لتراجع نطاق ضابطة البناء في كل طرطوس ومراجعة واقع المخالفات والحد من البناء العشوائي ووضع خطة وإستراتيجية عمل مرسومة والابتعاد عن الحلول الآنية”.

وبحسب صفحة رئاسة مجلس الوزراة على “فيسبوك”، فإن “أول إستراتيجية هي وضع رؤية جديدة لإعادة التواصل مع هيئة التخطيط العمراني ووضع رؤية بإشراف وزير الإدارة المحلية لإعادة ضابطة البناء والتوسع الشاقولي بما يوائم الهوية البصرية والواقع البيئي بطرطوس ومنع التوسع العمراني على حساب الطبيعة والغابات”.

وفي مدينة القدموس، أقر تزفيت طريق الهدية نبع الحج حسن كونه خارج الحدود الإدارية وهذا الطريق يخدم أراضي زراعية فيها حوالي 3000 شجرة زيتون.

ووافق خميس على “إحداث مركز لفرز وتوضيب التبغ في المدينة، علما ان الأرض جاهزة وتتبع ملكيتها لمؤسسة التبغ”، وتم توجيه وزارة الصناعة لإعداد الدراسة اللازمة لإنشاء هذا المركز بالسرعة اللازمة.

ووعد خميس أثناء زيارته للمنطقة الصناعية في طرطوس “بتشميل الحرفيين بخطة الإقراض الجديدة وبنفس المستوى”، كما طالب الحرفيون “بضرورة ربط التعليم المهني بسوق العمل من خلال اتباع طلاب المعاهد الصناعية بدورات تدريبية لدى الحرفيين الصناعيين”.

وفي بانياس، وجه خميس “بتأمين الوقود اللازم لتشغيل مجموعات التوليد الستة العاملة على الديزل لاستمرار ضخ المياه في مشروع جر المياه والتي يصل التقنين فيها الى 45 – 50 يوماً حتى لو تطلب الأمر تخصيص صهريج يومي من المصفاة إلى المحطات مباشرة”.

ووجه خميس أيضاً وزراء الإدارة المحلية والأشغال العامة والإسكان ومحافظ طرطوس “لعقد اجتماع ولقاء الأهالي أصحاب العقارات الموجودة على الكورنيش البحري لبحث واقع مشاكل هذه العقارات، ووضع المقترحات اللازمة للمعالجة”.

وأصدر خميس خلال إجتماعه مع أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس وأعضاء مجلس مدينة طرطوس توجيهه “بإنشاء معمل لإنتاج كرتون البيض بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لهذا المعمل والفرصة متاحة للقطاعين العام والخاص للاستثمار في هذا المجال الإنتاجي”.

كما وضع خميس حجر الأساس لمشروع سد البلوطة على أحد روافد نهر الحصين في منطقة الشيخ بدر بطرطوس “بتكلفة 4.688 مليارات ليرة سورية”.

وزار خميس معمل إنتاج الحرير في مدينة الدريكيش ووجه بالاهتمام بهذه الصناعة العريقة وإعادة اﻷلق إليها، وكلف وزير الزراعة بتوزيع غراس التوت مجاناً على المزارعين في المنطقة وتشجير أملاك الدولة بأشجار التوت ليستفيد الفلاح من أوراقها مجاناً لتربية دودة الحرير.

ووجه خميس “بإحداث مكتب لذوي الشهداء والجرحى والمفقودين في مدينة الدريكيش للاهتمام ومتابعة شؤونهم ومتابعة إنجاز معاملاتهم والتواصل مع جميع الجهات المعنية لتلبية متطلباتهم”، فمن غير المقبول، بحسب صفحة رئاسة المجلس، أن “يتعبد ذوي الشهداء والجرحى من أهالي مدينة الدريكيش وغيرها من مدن طرطوس وأن يتحملوا عناء الذهاب لمركز المحافظة ﻹنجاز معاملاتهم”.

وفي الدريكيش أيضاً، وضع خميس حجر اﻷساس لبدء العمل بمشروع توسيع طريق عام طرطوس الدريكيش بطول 27 كم وكلفة إجمالية 3.7 مليار ليرة سورية.

ووصف أبناء محافظة طرطوس القرارات التي اتخذت في الزيارة الحكومية بأنها “أكثر من ممتازة، وانشالله تتطبق”، لتصبح طرطوس محافظة “عن جد” لا محافظة بحسب التقسيم الإداري فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى