متأثراً بوالده في حب الخشب واللون.. تامر الطليمات نحّات وفنان يبدع في أعماله
اختار تامر الطليمات، ابن مدينة مدينة حمص، مادة الخشب كخامة أساسية لأعماله الفنية، ليصنع منها أشكالا ً دقيقة وأخرى بالغة الصعوبة، من الأكواب والسفن والسيارات والطائرات.
يقول تامر (45 عاماً) لتلفزيون الخبر: “بدأت بممارسة هواية الرسم ونحت الخشب منذ الصغر، وتحديداً في المرحلة الابتدائية متأثراً بوالدي الذي اهتم بي وشجعني لتطوير إمكانياتي”.
وأضاف تامر، وهو من سكان حي المحطة بمدينة حمص: “كان أبي وما يزال محباً للأعمال اليدوية الخشبية، كما أنه شارك معي في المعرض الاخير، وشرح للزوار عن بعض أعمالي بكل حب ومودة”.
وتابع تامر لتلفزيون الخبر: “أجد أحيانا ً بعض الصعوبات في العمل من توفير المواد والخشب المناسب فيما يتعلق بالنحت والرسم وغلاء أسعارها، ناهيك عن قلة المهتمين بالخشب في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، لكنني أحاول التغلب عليها بشكل دائم”.
“لا شيء يمنع الموهبة من النجاح”، يضيف تامر، فبالرغم من كل الصعوبات تكون الموهبة هي المنفذ الوحيد للتعبير عن الذات وكل ما يدور في ذهني، ومن ربط الماضي بالحاضر والأمل الموجود دائماً في كل وقت وحين”.
وتحدث تامر لتلفزيون الخبر عن طريقة العمل، فهي تبدأ باختيار نوع الخشب وشكله من حيث تعدد ألوانه أو عدد العقد فيه، ومن ثم انتقاء الموضوع المناسب لقطعة الخشب ليتم بعدها تقطيع الخشب بشكل يدوي بواسطة المنشار”.
وتابع تامر: “أقوم بعدها بوضع المادة المانعة (اللكر الشفاف)، ومن ثم أجمع جميع القطع وألصقها ببعضها كي تأخذ الشكل النهائي”.
وتختلف المدة الزمنية لإنجاز كل قطعة خشبية بحسب التفاصيل التي تحتويها، يكمل تامر، فالأكواب الخشبية تستغرق عدة أيام، والطائرات الخشبية ما بين أسبوع لأسبوعين، والسيارات نحو شهر ونصف، والسفينة ثلاثة أشهر، بينما استغرق محرك السيارة أربعة أشهر”.
وأضاف تامر لتلفزيون الخبر: “أمارس هذه الهواية بعد الانتهاء من عملي الأساسي كوني أعمل في مجال الصيانة الكهربائية، ولذلك أتجه للنحت والرسم في اوقات الفراغ كي أشبع ذاتي من هذا الفن الرائع”.
وأشار تامر إلى أن: “المشاركة في بازار إبداع 14 كان أول معرض أشارك به على الصعيد المحلي، بالإضافة إلى تسويق أعمالي على صفحة خاصة لي على موقع فيسبوك اسمها أرابيسك للتحف”.
وعن علاقته بالخشب، قال تامر: “الخشب مادة مطاوعة للعمل نابضة بالحياة، متعددة الأشكال والألوان فمن المستحيل أن تتشابه قطعتان تماما ً، فالأمر مشابه تماماً لبصمة الاصابع”.
أما في مجال الرسم فإن انتقاء الموضوع هو الأهم لدي وإيصال الفكرة المطلوبة إلى المتلقي، يردف تامر، وكنت أنجزت عدة لوحات مثل لوحة أطلقت عليها اسم أنا وأمي، ولوحة الأمل وغيرها”.
وختم تامر لتلفزيون الخبر بأن لوحة الأمل تمثل سوريا، فالقارب يمثلها وهي عالقة في المستنقع، فالمرساة غارقة في الوحل، وأحد المجازف مفقود، والظلام يسود المكان، والصياد محتار وفاقد للأمل”.
وتابع تامر: “لكن الفانوس الصغير المعلق ينير الدرب أمام القارب ، بينما تدل الورقة الصغيرة الخضراء التي نبتت على عصا الصياد بأن الامل موجود وسيبقى دائماً رغم الظروف الصعبة”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر