العناوين الرئيسيةمن كل شارع

نمشي ليلاً على ضوء “الفلاش”.. كيف يتدبّر السوريون أمورهم بنصف ساعة كهرباء؟

يكثر الكلام ومعه الوعود عن تحسن الواقع الكهربائي كل شتاء دون أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، ما يدفع المواطن لتجهيز العدة قبل بدء فصل “العتمة”.

 

وعادت الأمور إلى سابق عهدٍ اعتاد عليه المواطن بعد فترة “بحبوحة” كهربائية، واستقرار نسبي عرفه في مختلف المحافظات، فاستمر الثبات في فترات التقنين بشكل ما استطاع معه تدبير شؤونه على اختلافها.

 

وجاءت غيوم الشتاء لتحمل معها صعوبات كبيرة خبرها المواطن جيداً، من فساد المونة في البرادات، وتضرر الأجهزة الإلكترونية، وانطفاء البطاريات المنزلية جراء عدم شحنها مع ساعات التقنين الطويلة.

 

وتشهد المحافظات السورية دون استثناء تقنيناً قاسياً في مدة وصل التيار الكهربائي، بما يقارب نصف ساعة كل 6 ساعات، قد تقل أو تزيد بين يوم وآخر.

 

وتضاف مشكلة أخرى إلى الصعوبات المرافقة لزيادة ساعات التقنين، وهي تفعيل الحماية الترددية في بعض المناطق، ولعل حمص أكثر من يعرفها، فيتم وصل وفصل التيار الكهربائي عشرات المرات ما يؤدي إلى تعطل الأجهزة من البرادات والغسالات وغيرها.

 

وقال أحد سكان حي الأرمن بمدينة حمص لتلفزيون الخبر: “حتى كهرباء الشارع اختفت، وبتنا لا نرى أمامنا في الشوارع الفرعية دون استخدام فلاش الموبايل، وهو الأمر ذاته في منازلنا بعد انتهاء قدرة البطاريات على إنارة اللدات”.

 

وأضافت سيدة من حي العباسية: “فاحت رائحة الرطوبة من الغسيل الموضوع في الغسالة منذ أربعة أيام دون انتهاء الوجبة، فلا تكفي 25 دقيقة لإنجاز أي عمل منزلي مهما كانت السرعة في محاولة ذلك”.

 

من جهته، قال مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، المهندس هيسم الميلع، لتلفزيون الخبر إنه: “لا وعود بالتحسن، فتوليد الكهرباء يتم حسب كميات حوامل الطاقة الواردة وعلى أساس ذلك نورّد الكهرباء”.

 

وأضاف “الميلع” :نقوم خلال فترة الخريف وبشكل دوري بعمليات الصيانة للمحطات، حيث قمنا بصيانة محطتي الزارة 1 و2 وعادتا إلى الخدمة”.

 

وبين “الميلع” لتلفزيون الخبر أن: “الكمية المولدة حاليا ً تبلغ 1800 ميغاواط حسب حوامل الطاقة، وتوزع على المحافظات بحسب عدد المشتركين فيها”.

 

وتابع مدير عام الشركة المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء: “نسمي هذه الفترة بفترة الراحة التي يتم خلالها إجراء صيانة كاملة للمحطات استعداداً للشتاء”.

 

وختم المهندس “الميلع” لتفزيون الخبر: “نأمل أن يكون هناك تحسن بكميات حوامل الطاقة الموردة، حيث يوجد لدينا نحو 2500 ميغاواط غير منتجة، والتي سيكون لها دور بتحسين الواقع الكهربائي، لكنها متوقفة بسبب نقص كميات حوامل الطاقة”.

 

وربما لم تأت هذه المادة الصحفية بجديد يهم المواطن، المعتاد منذ سنوات طوال على سماع التبريرات والأسباب ذاتها، الخبير بكيفية “تدبير راسه” بعد أكثر من عقد على مواجهة الصعوبات اليومية وحلّها بطرق مختلفة حتى بات “مسبّع الكارات ومن جميعو”.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى