اختصاصي يحسم الجدل حول علاقة فصل الشتاء والعدوان على غزة بالزلازل؟
سجّلت محطات الرصد في المركز الوطني للزلازل 11 هزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، أكبرهم بقدر 4.9 درجة في لواء إسكندرون، وتبعد 77 كيلومتراً شمال غرب إدلب، بحسب ما نشره المركز عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، الخميس.
وشعر سكان محافظات شمال غرب سوريا فجر الخميس بهزة أرضية “قوية نسبياً”، بحسب إفادات، الأمر الذي استدعى لجوء عدد كبير من القاطنين إلى الشوارع، خاصةً في مدينتي اللاذقية وجبلة، ليعود الحديث عن “الهواجس الزلزالية” لدى السوريين إلى الصدارة، وخاصةً مع دخول فصل الشتاء، والذي تصلنا باستمرار تساؤلات حول أسباب تزامن وقوع الهزات معه.
وقال مدير الدفاع المدني باللاذقية، العميد الركن جلال داؤد، لتلفزيون الخبر، أن “لا أضرار في اللاذقية وجبلة جرّاء الهزة الأرضية التي ضربت فجر الخميس، إلّا أن حالة من الذُّعر تشكّلت لدى القاطنين أدّت إلى التزام بعضهم الشوارع لفترة قبل عودتهم إلى منازلهم”.
وحاول تلفزيون الخبر التواصل مع مدير عام المركز الوطني للزلازل، الدكتور رائد أحمد، للوقوف على معطيات هزة فجر الخميس وتجدد النشاط الزلزالي شمال غرب سوريا، وكيف تتم قراءة الحدث لطمئنة المواطنين وربما زيادة اطلاعهم على ما يحصل؟، ولم نلقَ أي استجابة على تساؤلاتنا بالرغم من معرفته بهوية المتصل وأسباب الاتصال.
وأوضح أستاذ الجيوفيزياء في جامعة دمشق، الدكتور نضال جوني، لتلفزيون الخبر، أنه “لا يوجد ارتباط مباشر بين فصل الشتاء وهطول الأمطار وحدوث الزلازل”.
وتابع “جوني”، أن “الارتباط غير المباشر بينهما يهم الباحثين، حيث توجد دراسات خاصة جداً، تشير إلى أنه قد تلعب المياه الجوفية عبر ملايين السنين دوراً ما في النشاط الزلزالي، وذلك في المناطق ذات النشاط الزلزالي والفوالق والصدوع العميقة نسبياً”.
وحول آثار العدوان والقصف “الإسرائيلي” على غزة، وهل يلعب دوراً محرّضاً في حدوث الزلازل؟ أجاب “جوني”، أنه: “هناك فوالق وهي نشطة بشكلٍ خاص في منطقتنا، عند منظومة صدع البحر الميت”.
وأضاف الأستاذ الجامعي، أن “تفجيرات بمستوى الحاصلة في الحرب على غزة والتي تعادل أكثر من 4 قنابل من قنبلة هيروشيما، حتماً سيكون لها تأثير على نشاط الفوالق، والتي ستقع تحت إجهادات كبيرة، بالتالي تلعب دوراً محرّضاً”.
وذكر الدكتور “جوني”، أنه “من الصعب تحديد حجم دور هذه التفجيرات وطبيعة تأثيراتها، ونظرياً هنالك تأثير، وخاصة الأسلحة والقنابل ذات القدرة التفجيرية الكبيرة، والمهم هو موقع هذه التفجيرات في غزة، والذي يلعب دوراً سلبياً بطبيعة الحال”.
وتتكرر الهزات الأرضية بشكلٍ يومي تقريباً منذ حدوث زلزال 6 شباط، بعضها يكون محسوس نسبياً، ويشكّل ذُعر وهواجس لدى السوريين، آخرها الهزة التي شعر بها سكان مدينة حمص في 30 تشرين الأول الماضي، وتضاربت التصريحات حولها آنذاك.
يُشار إلى أن تأثيرات زلزال السادس من شباط الارتدادية لا تزال مستمرة، كما ازدادت مخاوف المواطنين من وقوع زلزال كبير مجدداً، مع الأحاديث المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول دور العوامل التحريضية المتمثلة بالحرب “الإسرائيلية” على غزة بزيادة الإجهادات على فالق البحر الميت.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر