اللاقوط والنابور والعافور.. تعرف على السلم الوظيفي للعاملين في قطاف الزيتون
“بأيام الزيت صبّحت مسيت”، تروي أم أكرم (60 عاما ً) بعض تفاصيل موسم قطاف الزيتون، المعروفة منذ عقود مضت، المستمرة حتى أبد الآبدين، حسب تعبير السيدة القاطنة في ريف حمص الغربي.
“كول خبز وزات وناطح الحاط”، تبدأ أم أكرم حديثها لتلفزيون الخبر بمثل شعبي ولهجة عامية ريفية غالباً ما تتبدل معها مخارج الحروف، لتصبح الياء ألفاً، ليدل ذلك المثل على قوة تأثير زيت الزيتون على جسم الإنسان.
“النابور ملك زمانو”، تقول أم أكرم، فهو كالملك يعتلي السيبة على أطراف الشجرة، ويصدر الأوامر حول كيفية الالتقاط والانتباه لكل حبة وموضع سقوطها، وغالباً ما يكون الزوج أو الأخ الأكبر.
“روح قلبو يعطي أوامر”، تكمل السيدة الستينية، فيصدر تعلميات أماكن العمل واتجاهات وضع المدّات، وموعد الفطور وانتهاء العمل، وغالباً ما يبدي انزعاجه بشكل مستمر دون أي سبب يذكر”.
“وجع الضهر للاقوط”، تشير السيدة التي تنحدر من ريف حمص الغربي إلى أن: “مهمة ملتقي حبات الزيتون من أكثر الواجبات صعوبة خلال العمل، حيث يتوجب عليه حمل زوادة الطعام والمدات والامشاط والمنابر”.
“منبطحاً جاثياً مشية البطة”، تعدد أم أكرم وضعيات العمل التي يتبعها اللاقوط في رحلة جمع حبيبات الزيتون، فيستلقي تارة وينبطح تارة أخرى، وأغلب الأحيان يتخذ مشية البطة المعروفة في الخدمة العسكرية”.
“لا تسأل عن تنميلة الرجلين”، تتابع أم أكرم وصف معاناة اللاقوط خلال العمل، وهو العنصر الأكثر اضطهاداً وتعرضاً للوم والملاحظات، كما يتوجب عليه دائماً إشعال النار وتجهيز الشاي”.
“بين الشوك والديس”، تتابع أم أكرم لتلفزيون الخبر في حديثها عن اللاقوط، وهو الذي يمد كلتا يديه بين الأشواك والأحجار للبحث عن حبة سقطت هنا أو هناك ووضعها في التنكة المخصصة لجمع المحصول”.
“عناصر مخفية عالسكيت”، تتحدث أم أكرم عن بعض الأفراد الذين يعملون بصمت على أعالي الاشجار، وغالبا ً ما يكونون من العناصر الشابة، وصغار السن ممن يمتلكون لياقة ومرونة كبيرة في الوصول إلى أماكن لا تصلها السيبة”.
“مؤتمر جنيف مو هيك”، تقول أم أكرم لتلفزيون الخبر إن: “طقوس العمل في موسم الزيتون يشكل أفضل مناسبة عائلية لتبادل الآراء والأفكار والتجارب، مع جرعة كبيرة من الشلي والنميمة عما حصل في القرية”.
“المكدوس والشنكليش بالأرض أطيب من اللحمة”، تؤكد أم أكرم أن اجتماع العائلة على الفطور من أكثر الطقوس روعة جمالية خلال العمل، مع تناول أصناف المونة الشهيرة في حمص، مضاف إليها شاي منكّهة بطعم الشحوار ودخان الحطب”.
“العافور جراد الموسم”، تختم أم أكرم لتلفزيون الخبر بالتطرق إلى فئة تسمى بالعوافير، وهم من يذهبون إلى الحقول لجمع حبيبات الزيتون المنسية بعد انتهاء الموسم، ليقوموا ببيعها لاحقاً أو عصرها للاستفادة منها على شكل زيت.
“الركبة بالتراكتور مسك الختام”، تصف أم أكرم شعور الرضى الذي ينتاب العائلة بأكملها بعد جمع خيشات الزيتون ووضعها في التريلّا، بينما يتأملون غروب الشمس خلف جبال قريتهم تنورين، فتكون أجمل بكثير من تلك التي غنتها فيروز.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر