العناوين الرئيسية

مع قرب الشتاء..الحدّاد صالح العيسى يستفيد من خبرته بتحويل صوبيات المازوت لتعمل على الحطب

في ورشة الحدادة الخاصة به في حي المهاجرين بمدينة حمص، خصص صالح العيسى (أبو يحيى) مكانا ً لتحويل مدافئ المازوت إلى أخرى تعمل على الحطب.

يجلس الرجل المتقاعد في ورشته رفقة ابنه يوسف، يلتقط رزقه من خلال مهنة الحدادة التي مارسها سنوات طويلة، ليجد نفسه يستفيد من خبرته في تلبية طلبات جديدة على هذه المهنة.

“بس تجي الشتوية الناس بتمسك قلبها”، يبدأ الرجل الخمسيني حديثه لتلفزيون الخبر عن ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة تأمين لوازمها وخصوصاً مازوت التدفئة خلال فصل الشتاء.

“الناس بدها توفر”، يقول أبو يحيى، فعوضاً عن شراء مدفأة حطب جديدة بما لا يقل عن 300 ألف ليرة لأرخص الأنواع، نقوم هنا بتحويل صوبيا المازوت إلى أخرى تعمل على الحطب بتكلفة لا تتجاوز 50 ألف ليرة.

وتابع أبو يحيى لتلفزيون الخبر: “تصلنا صوبيا المازوت بعمرها تشغيلي يقدر بنحو 4 سنوات، حيث أنه من غير المعقول شراء واحدة جديدة ومن ثم تحويلها، ونقوم بفحص قميص الصوبيا أولا ً، ونرمي الفرن في حال كان متهالكاً، بالإضافة لصنع جرّار خاص لجمع الصفوة”.

ويكمل : “وأخيرا ً أقوم بإغلاق الصوبيا من الأسفل عبر صنع غطاء حديدي متين، كي لا يخرج منها أي آثار للصفوة أو الشرار المتطاير أثناء الاحتراق”.

وبينما يلحم بعض القطع داخل الصوبيا، يضيف صالح: “يمكن استخدامها لفترة طويلة نسبياً، ولا شك أن هذا الطلب الجديد يدر علينا بعض المال بالإضافة لعملي الأساسي في الحدادة، وفي الوقت نفسه يوفر المواطن مبلغاً كبيراً عوضاً عن شراء صوبيا جديدة”.

“بتاكل كل شي”، يكمل أبو يحيى، حيث يمكن حرق كل شيء بداخل هذه الصوبيا من النايلون والبلاستيك والثياب وكل ما يخطر في بالك، نظراً لارتفاع سعر الحطب إلى أرقام فلكية يصعب على جميع المواطنين تأمينها”.

“آمنة بشكل تام”، يؤكد أبو يحيى لتلفزيون الخبر أن استخدام هذه المدفأة آمن، ولا يسبب أي خطر، إلا إن تم استخدامها بشكل مغلوط كأن يوضع بداخلها كمية كبيرة من السوائل أو نتيجة سوء الصنع أحيانا ً”.

“الولد والختيار بدو يتدفى”، يجد أبو يحيى عذراً مقنعاً من وراء اتجاه الناس لهذا الحل، فالبرد لا يرحم، والناس يا دوبها تأمن لقمتها، بحسب تعبيره.

“الكهربا بهدلة”، يشتكي الحداد من سوء واقع الكهرباء في الحي الشعبي، فمهنة الحدادة تتطلب الكهرباء ولا قدرة مالية لشراء المولدة بكل ما يترتب عليها من أعباء إضافية، ولذلك كان تحويل الصوبيات بمثابة مورد مالي جيد.

الجدير بالذكر أن تأمين وسائل التدفئة بات معضلة ومشكلة حقيقية في البلاد، ويحاول السوريون على امتداد المحافظات اختراع افضل البدائل وأكثرها توفيراً، من البلاستيك والنايلون ومدافئ الكحول، وصولاً إلى حلول الزمن الغابر مثل “قرقوش الجلة” المصنوع من روث الأبقار.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى