جامعة دمشق تنشر بحثاً علمياً مرفقاً بخريطة مسلوبة لواء اسكندرون السليب
لم تتحول قضية سلخ لواء إسكندرون وحتمية استرجاعه، رغم مرور 84 عاماً، إلى واقع جديد مفروض على السوريين كي ينسوه ويتغاضون عن حقهم باسترداده بشتى الطرق والوسائل.
وعملا ً بالشعار القائل “لا يموت حق وراءه مطالب”، فقد رفض السوريون تتريك لوائهم السليب في مختلف المحافل الدولية، وأبقوا عليه موجوداً راسخاً في حياتهم ومصطلحاتهم وحتى في كتب المناهج الدراسية.
الا أن جامعة دمشق، وفي”سقطةٍ” -غير مقصودة ربما- ولا يمكن إدراجها في الوقت نفسه في خانة “الهفوة” أو “غلطة الشاطر”، نشرت بحثاً علمياً على حسابها الرسمي مرفقاً بخريطة سوريا منقوصة اللواء.
لكن المثير للاستغراب أن الجامعة أبقت بحثها العلمي على حساباتها بالصورة المنقوصة لمدة يوم كامل، قبل أن يصحو المسؤولون أو يأتيهم “تلفون” يوقظهم من غفوة طالت لأكثر من 24 ساعة.
ولربما جاءت الصحوة بعد بضعة تعليقات نبهت “الأدمن” إلى ما تم سلخه “بكبسة زر” في زمن التطبيع والتنازلات يميناً ويساراً من حولنا، لكن المستغرب أكثر هو عدم تقديم الجامعة لأي اعتذار أو توضيح حول ما حصل.
وتعترف سوريا بأن لواء اسكندورن جزء من أراضيها، الأمر الذي لاتقره خرائط الأمم المتحدة، فيما تعتبر هضبة الجولان السورية محتلة من قبل “إسرائيل” بحسب الدستور السوري، وكذلك من قبل الأمم المتحدة.
وبمساحة تبلغ 47800 كيلو مترمربع، يحتل لواء إسكندرون أهمية استراتيجية وتاريخية خاصة، وعلى مدار العصور كان محل نزاع بين سوريا والمستعمرين المتعاقبين.
وسلخ لواء اسكندرون بعد مباحثات فرنسية تركية بدأت في 15 أيار 1939 وانتهت في 23 حزيران 1939 بالتوقيع على اتفاقية تقضي بإلحاق لواء الاسكندرونة بتركيا. وأصبح يشكل الولاية 63 من الجمهورية التركية.
ومنذ ذلك الحين حاولت تركيا -ولا تزال- ترسيخ سياستها الاحتلالية، عبر ممارسات لا شرعية لها مثل عملية تتريك اللواء وقراه، وتعرض السوريون فيه لحملات تضييق من قبل الأنظمة التركية المتعاقبة استمرت عشرات السنين، وتسببت في تهجير الكثير منهم.
وتعرض السوريون في تركيا خلال فترة زلزال السادس من شباط إلى ممارسات عنصرية من قبل نظام أردوغان، وما مارسه من تقسيم لا أخلاقي في حق السوريين المنكوبين بفعله في مناطق اللواء السليب.