“لاترموه منعيزو”.. شعار الأمهات بجمع “الكراكيب” وتحويل المنزل إلى “سوق الجمعة”
“لا ترموه يا أمي إلا ما نعيزو”، عبارة ترددت بلا شك من قبل الأمهات في معظم منازل السوريين، دون أن يقتصر ذلك على رجاء التي حولت سقيفة منزلها وشرفته إلى “سوق الجمعة”، حسب تعبير ابنها إيهاب.
(خردوات، حنفيات، قطارميز، مقالي، طناجر، خراطيم) وغيرها العشرات من اللوازم المستعملة التي مضى عليها زمن طويل دون استخدامها، فقررت ربة المنزل الاحتفاظ بها من باب الحيطة واحتمال لزومها في المستقبل.
“عنجد كلو بيلزم”، تقول رجاء، وهي موظفة متقاعدة، لتلفزيون الخبر: “فما من شيء باق في سقيفة منزلي إلا ويلزم لأمر هنا أو هناك، سيما وأن أولادي الثلاثة يعملون حالياً على إكساء منازلهم، ووجود هذه “الكراكيب المو عاجبتهم” يوفر عليهم مبالغ مالية ليست بالقليلة.
“ما إلي قلب أرميهم”، تضيف رجاء، فهذه اللوازم تم جمعها من كل حدب وصوب، وبقيت معي من كل المنازل التي سكنت بها سابقاً، وكثيراً ما ألجأ للسقيفة عند حاجتنا أي قطعة مفقودة في المنزل، دون أن أفهم ما يزعج أبنائي، فلا أطلب منهم الصعود إليها سوى مرة واحد أو مرتين خلال العام بأكمله”.
“عجقة وغبرة على الفاضي”، يبدي إيهاب امتعاضه من تجمع تلك الخردوات على شرفة المنزل دون أي فائدة منها، ويضيف: “مضى على وجود هذه الخردوات أكثر من 5 أعوام، وبات روتيناً أن نقوم كل عام بإعادة ترتيبها وتنظيمها لا أكثر ولا أقل”.
“حقل ألغام ومصيدة فيران”، يضيف الشاب لتلفزيون الخبر: “حيث يتوجب عليك الزحف بحذر شديد أثناء الصعود إلى السقيفة للبحث عن الكنز المفقود بنظر والدتي، ناهيك عن مصائد الفئران المنتشرة بكثرة في المكان”.
من جهتها، قالت أميرة من سكان حي وادي الذهب: “تمتلئ المطابخ السورية وغير المطابخ بالقراضة والخردوات وعلب بلاستيك مالا لزوم، مطربانات فاضية، قناني، اغطية علب بكافة المقاسات، دنب مقلاية مكسورة ،مسكة غطا طنجرة، براغي، مسامير، والأهم الكيس اللي معبى أكياس ورا الباب”.
وأضافت أميرة لتلفزيون الخبر: “يقوم الرجال بالأعمال التخريبية وتحويل هذه المستلزمات إلى فوضى عارمة، لذلك نقوم دائماً بإعادة ترتيبها وخلق أجواء منزلية بعيداً عن أجواء المستودع وحركات الجرد الذي يسعى الرجال إلى توظيفنا فيه بلا أجر ولامنية”.
وقالت زينب وهي من سكان ضاحية الوليد قالت لتلفزيون الخبر: “امتلأت كل زوايا المنزل بمحتويات غير مفهومة وغير مترابطة من سياخ تربيط، راديوهات قديمة، سيشوارات، علب كل المقاسات وغيرها”.
وأكملت زينب مازحةً: “قمت أثناء غياب زوجي عن المنزل بجلب جرار زراعي ذو حجم كبير وملأته بأكتر من أربعين كيس ورميتهم كنفايات، ولشدة أهميتهم فإنه لم يلاحظ ذلك، بل إن كل ما لاحظه زيادة مساحة دون معرفة السبب”.
أما رامي الذي يعمل ممرضاً، أضاف لتلفزيون الخبر: “ترفض والدتي بشكل مطلق رمي الأغراض الموجودة على السقيفة، من مروحة ومولدة كهرباء وغاز سفاري، أباريق وجرة غاز، وبطانيات، وكرتونة فيها بعض الثوم”.
وأكمل رامي: “أجزم أنه بالإمكان ملئ سيارة سوزوكي من سقيفة المنزل، بكل ما يخطر في بالك، من أشياء تراثية وأنتيكا وخردوات وأغراض بقيت منذ أيام طفولتنا، علما أن حركة البحث والترتيب تنشط خلال أيام الجمعة”.
يشار إلى أن تشبيه هذه “الظاهرة” بسوق الجمعة لم يأت عن عبث، كون ذلك السوق الشهير في مدينة حمص يحتوي على بسطاته كل ما يخطر في بال الإنسان، من أصغر القطع حتى أكبرها، ومن أكثرها توافراً حتى أندرها.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر