الطفل المنبوذ في المدرسة.. ما الواجب على الأهل والمعلم فعله؟
يواجه الأطفال الذين يعانون الرفض أو التهميش من أقرانهم معاناة كبيرة، لذلك من المهم اكتشاف الأسباب الأكثر شيوعاً والعمل على مساعدة الطفل على الاندماج وتكوين صداقات، لتحقيق التنشئة الاجتماعية الصحية والشعور بالانتماء والنمو النفسي السليم.
وحول تلك المشكلة، أجابت الأخصائية في مجال تربية الطفل “مي أبو غزالة” لتلفزيون الخبر أن”الأسرة يمكنها ملاحظة ذلك عندما يكون الطفل رافضاً للذهاب إلى المدرسة بشكل مستمر”.
وتابعت “أبو غزالة”: “والانتباه أن لديه كره أو خوف من المدرسة، أو قيامه بتصرفات عدوانية، أو دخوله في حالة انطواء وعدم الرغبة في مشاركة أحد في المنزل أو المدرسة”.
ولفتت الأخصائية إلى أنه “عندما تكتشف الأسرة ذلك ، يفترض تغيير علاقتها مع ابنها، من خلال الابتعاد عن التأنيب الطفل بطريقة مقارنته بالآخرين، أو استخدام الجمل السلبية التي تخفّض من ثقته الطفل بنفسه”.
وأشارت “أبو غزالة” إلى أنّ “سلوكيات الأسرة يجب أن تتوجه بدقة إلى كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه، بإعطاءه مسؤوليات، ومنحه المكافأة على إنجازها”.
وأوضحت “أبو غزالة” أنه “ليس المقصود المكافأة المادية، بل بالثناء عليه (أنت قادر، دائماً الأفضل، اليوم أفضل من اليوم الفائت، أنت تتحسن بسرعة)، ليدرك الطفل أن مقارنته تتم مع نفسه وليس مع الآخرين”.
وبيّنت “أبو غزالة” أنه “يمكن للمعلمة ملاحظة الطفل المهمش بالمدرسة، ونقل الصورة إلى أسرته أم لا، بحسب طبيعة العلاقة بين الأسرة والمدرسة”.
وأكملت الأخصائية: “وفي حال كان التهميش من الطفل نفسه، بأنه مختلف (دينه، مبادئه، شكله، لديه إعاقة)، هذه الاختلافات كلها تبعد الأقران عنه”.
وأرجعت “أبو غزالة” أن “السبب الأساسي هو تعامل الشخص الكبير (المعلم/ة) الذي يبرز تلك الاختلافات”.
وقالت “أبو غزالة”: “ومثال على ذلك أن المعلمة دائماً تُجلس الطفل الجميل والنظيف، الغني أو من دين معين، في المقاعد الأولى، وتجعله يشارك دائماً”.
وتابعت الأخصائية: “عندما تشعر المعلمة الطلاب بأن ذلك الطفل مميز جداً، تؤثر فيهم وتجعلهم يحبوه ويميزوه”.
وأكملت “أبو غزالة” حديثها لتلفزيون الخبر: “وسيحدث العكس تماماً، عندما تُهمل المعلمة طفل وتوجه إليه دائماً الأشياء السلبية وتنتقده ولا تجعله يشارك”.
وبيّنت “أبو غزالة” أنه “يجب أن يكون لدى المعلم عدالة في اهتمامه بين الطلاب، بطريقة الشكل والتعليم والحركة والاختلافات كلها”.
وتحدّثت “أبو غزالة” أن “الطفل المختلف بالشكل، اللون، الدين، الطائفة، الإعاقة، من السهل أن يتعاملوا معه الأقران، في حال تمّ التعامل معه بالطريقة الصحيحة من قبل الكبار”.
وأوضحت “أبو غزالة” في مثال على ذلك “الطفل الذي يستخدم سماعات ولا يستطيع أن يسمع بدونها، يفترض قبل دخوله الصف أن تشرح المعلمة بمقدمة صغيرة لجميع زملاءه عن جميع الاختلافات”.
وأكملت “أبو غزالة”: “لتوجيه الأطفال كيف يتعاملون معه، بأنه شخص مثلهم تماماً، كما يجب معرفة تقبل الطفل وثقته بنفسه بالشراكة مع الأسرة”.
وأردفت الأخصائية: “وبالمقابل من الممكن أن الطفل الغني، المرفه، الجميل هو الشخص المنبوذ، وذلك عندما تكون تربيته خاطئة، بمنحه كل الثقة بما يمتلكه من أشياء مادية ورفاهية، عوضاً من تعزيز سلوكياته التي يجب أن تظهر للآخرين”.
وشددت “أبو غزالة” على ضرورة أن تتشارك المدرسة والأسرة في الحل، في تصحيح السلوك، مؤكدة على “وجوب دور نقل الأسرة من زبون إلى شريك في تربية سلوك الطفل”.
وحول الحلول، أكدت “أبو غزالة” على التعاون بين الأسرة وكادر المدرسة لإخراج الطفل من المشكلة بخطة مدروسة ولتعديل السلوك لديه، وكيفية جعله يشارك الآخرين”.
واقترحت الأخصائية: “بعض الحلول من خلال قيام الطفل بنشاط وجعله يشارك أقرانه، وإبراز نقاط القوة الموجودة لديه، ودعم موهبته، وتلك الحلول ليست كاملة أو عامة لأن الفروقات فردية”.
وفي حال لم تحل المشكلة، قالت “أبو غزالة”: “سيكون الطفل متنمر عليه أو هو سيتنمر على الآخرين، وفي الحالتين هناك خسارة للأقران، مع انتشار هذه الظاهرة في المدارس، مع العلم أن المعلمة أحياناً هي من تتنمر على الطلاب”.
وتابعت “أبو غزالة”: “وممكن أن يكون الطفل منبوذ، لأن هناك شخص يتنمر عليه، ويصبح الطفل منبوذاً ومتنمراً عليه، فالمشكلة ليست من عنده، ولم يستطيع أن يعبر عنها إما خوف أو خجل”.
وأضافت “أبو غزالة”: “لأن الطفل يكون غير قادر على الدفاع عن نفسه، ولا يدافع عنه أحد، ومن المهم معرفته أن المتنمرين فعلاً جعلوا منه طفل منبوذ، والذي أعاق قدرته على بناء العلاقات”.
يذكر أنّ باحثين هولنديين اكتشفوا أن شعور الطفل بالنبذ يجعله يلجأ إلى سلوك العدوان، فتكثر مشاجراته في المدرسة وغيرها من التصرفات الخطرة.
فاطمه حسون_ تلفزيون الخبر