11 أيلول.. يوم قررت واشنطن كشف وجهها الحقيقي
نفّذ 19 عنصراً يتبعون لتنظيم “القاعدة” الإرهابي سلسلة عمليات انتحارية، باستخدام طائرات مدنية في 11 أيلول 2001 استهدفت برجي التجارة العالميين ومقر وزارة الدفاع الأميركية.
واستهدف العناصر أهدافهم عبر 4 طائرات مدنية أميركية، اثنين منهما اصطدما في برجي التجارة، والثالثة في مبنى “البنتاغون”، أما الرابعة والتي كان مقرر أن تستهدف “البيت الأبيض” تم السيطرة عليها من قبل الركاب قبل أن تتحطم في ولاية بنسلفانيا.
أصل الحكاية
تأسس التنظيم الإرهابي في سبعينات القرن المنصرم بدعم دولي لمقاتلة السوفيت في أفغانستان، ما أدى لخروجهم منها لكن لم يتوقف التنظيم بعد الخروج السوفيتي بل أصبح قبلة المتطرفين (الجهاديين) على مستوى العالم.
وأصدر زعيم التنظيم السعودي أسامة بن لادن في 1996 فتوى يدعو فيها للجهاد ضد الأميركان، بحجة دعمهم لكيان الاحتلال وعبثهم بالخليج والسعودية تحديداً بعد حرب الخليج الثانية بعد أن قضى سنوات يحصل على تمويل غربي أميركي على كافة الأصعدة لقتال السوفيت.
التخطيط للعملية
وضع الإرهابي خالد الشيخ محمد (من كبار قادة “القاعدة”) في 1997 مخطط العملية وشرع في تنفيذها انطلاقاً من منتصف 1998، وقام “بن لادن” بالإشراف المباشر على التخطيط والتنفيذ، حيث اختار القادة الأساسيين للعملية وهم نواف الحازمي وخالد المحظار ومحمد عطا ومروان الشحي وزياد جراح ورمزي بن الشيبة وهاني حنجور.
وقام القادة بالتدرب على قيادة الطائرات في كاليفورنيا الأميركية، وهامبورغ الألمانية برفقة المنفذين الأخرين للعملية، واستخدموا جوازات سفر مزورة لتسهيل عمليات التنقل.
يوم العملية
حسب الرواية الأميركية انقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات، ضمت كل منها شخصاً تلقى دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأميركية، وكان الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة.
وكانت الهجمة الأولى الثلاثاء 11 أيلول حوالي الساعة 8:46 صباحاً بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وبعدها بربع ساعة اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي.
وبعد ما يزيد على نصف الساعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى “البنتاغون”، بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بـ”البيت الابيض” لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.
وخلفت العمليات حوالي 3 ألاف قتيل و25 ألف جريح وعشرات المباني والشركات المهدمة بشكل كامل أو جزئي في مواقع العملية، ما أدى لخسارات بمليارات الدولارات وفقدان نصف مليون عامل لوظائفهم وخسارات قياسية في البورصة الأميركية.
هل كانت الولايات المتحدة على علم بالعملية؟
انتشرت على مدار السنوات بعد العملية وثائق تُفيد أن وكالة الأمن القومي الأميركية اعترضت في 1999 اتصالات بين منفذي العملية، عدا عن مداهمتها لبعض الأماكن التابعة للمنفذين، وعثورها على جوازات سفر مزورة ومخططات لعمليات تستهدف الولايات المتحدة.
علاوة على تحذيرات تلقتها من أجهزة أمنية دولية، إلا أن الوكالة لم تشارك المعلومات مع أي جهة أميركية أُخرى وأخفت كل ما توصلت إليه.
وجه أميركا الحقيقي بعد 11 أيلول؟
قامت القيادة الأميركية بإعلان ما أسمته “الحرب على الإرهاب” وذلك للقضاء على تنظيم “القاعدة” وكل الأنظمة الداعمة له، حيث بدأت حربها بغزوها لأفغانستان معقل التنظيم واحتلالها لحوالي 20 سنة ثم الانسحاب منها وتركها مرة أُخرى تحت سلطة “القاعدة” وجماعاتها مع ألاف الضحايا والدمار على جميع الأصعدة.
وتابعت الولايات المتحدة خطتها في خلق “نظام عالمي جديد” بقيادتها وتحت ذريعة “محاربة الإرهاب” احتلت العراق في 2003 بمزاعم وجود “أسلحة محرمة دولياً “و”نشر الديمقراطية”.
ودمرت أميركا وحلفائها العراق وحلت جيشه وشردت شعبه، وأدى ذلك لما يفوق عن مليون شهيد عراقي ودمار اقتصادي وعمراني بمليارات الدولارات، وحروب طائفية وأزمات سياسية حتى يومنا هذا.
واستمرت أميركا في خطتها، لكن بطريقة مختلفة منذ نهايات 2010 أو ما يُعرف بـ”ثورات الربيع العربي” التي هدفت لزعزعة استقرار المنطقة العربية دعماً لكيان الاحتلال ولسرقات خيرات البلاد.
وساهمت الولايات المتحدة بصعود نجم التيارات الإرهابية في العراق ولبنان ومصر واليمن وتونس، عدا عن تدمير ليبيا وتواجدها كشريك أساسي في الحرب على سوريا وشعبها، وكل ذلك لإرضاء كيان الاحتلال وسرقة الثروات وإشغال العالم العربي بنزاعات داخلية بعيداً عن القضايا الأساسية وعلى رأسها فلسطين.
التخلص من الشهود!
زعمت الولايات المتحدة أنها قتلت أسامة بن لادن في أيار 2011 بعملية أمنية في باكستان ورمت جثته في البحر، ثم أعلنت في أب 2022 عن قتل منظّر “القاعدة” أيمن الظواهري عبر عملية استخباراتية في أفغانستان دون إظهار جثته ما طرح العديد من الشكوك حول صحة العمليات.
يذكر أن الولايات المتحدة تسترت مراراً وتكراراً على نتائج التحقيقات في أحداث 11 أيلول لإخفاء ما يدينها في ذلك، وحماية شركائها كـ”السعودية” التي أثبتت الوثائق المسربة تورط قيادات ملكية في العملية، وذلك للضغط على المملكة وجلب المليارات منها بحجة السكوت.
ومازالت الولايات المتحدة تحتل أجزاء من شمال شرق سوريا وتنشر بمساعدة حلفائها من التنظيمات الإرهابية الدمار والموت بين السوريين وتسرق خيراتهم وتحرق محاصيلهم وتشردهم وكل ذلك تحت يافطة “محاربة الإرهاب”.
وتعمل اليوم على خطة جديدة تحاول من خلالها قطع طريق بغداد دمشق وربط المنطقة الشرقية بجنوب سوريا للتضييق على الدولة السورية وضرب الجيش السوري واستهداف طرق إمداد المقاومة نحو لبنان وفلسطين.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر