هل من علاقة بين حركة القمر والزلازل؟
انقسم العلماء في الحديث عن القمر وعلاقته بالزلزال بين مؤيد للفكرة وبين معارض لها، لاسيما بعد ربط زلزال شباط في تركيا وسوريا بالحالة الجوية التي سادت تلك الفترة، وهل يمكن أن يكون سبباً في حدوث تلك الزلازل أو عدم حدوثها، بحسب “اندبندنت”.
وما بين الفريقين تسود نظريات عدة عن الزلازل المصنوعة بشرياً عبر أسلحة المناخ التي يتحدث عنها البعض، لا سيما السلاح الأميركي المعروف باسم “هارب”، وبين من يعتقد بحدوث تفجيرات نووية في باطن الأرض هي سبب الزلازل الحديثة.
وباتت قصة الزلازل مثيرة للانتباه والقلق بشكل واضح، ومرد ذلك أنه لم يكن من الوارد التنبؤ بها من قبل، على خلاف البراكين التي تعطي إنذارات مما يسمح للبشر بالهرب والفرار، لكن اليوم هناك من يتحدث عن توقعات مسبقة مبنية على علاقة الكرة الأرضية بحركة الكواكب والنجوم.
وصادفت بعض توقعات الهولندي فرانك هوغربيتس عالم فلك وجيولوجيا وكواكب ونجوم تحققاً فعلياً، فيما أخفقت أخرى، وبين هذه وتلك يربط “هوغربيتس” بين خطوط الصدع التي تتسبب في الزلازل وبين حركة الكواكب والنجوم، وتأثيراتها على الكرة الأرضية.
وتتصل فكرة “هوغربيتس” بالهندسة الكوكبية الحرجة، أي العلاقة بين حركة النجوم والكواكب، وحركة القمر بنوع خاص، بما يحدث فوق وتحت الأرض، مؤمناً بأن هذا الترابط الفلكي يؤدي في أوقات بعينها إلى زيادة التأثير الجاذب للقمر على الأرض.
وفي أوائل نيسان الماضي، أرفق “هوغربيتس” إحدى تغريداته بصور فلكية حذر من خلالها من التقارب بين الأرض والمريخ ويورانوس، وبخاصة في ظل اكتمال القمر، معتبراً أن الأمر يمثل لحظة حرجة للغاية وقد ينتج منها نشاط زلزالي كبير جداً، بحسب تعبيره.
وتحدث مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن الأميركية فاروق الباز، في آذار الماضي، عن العلاقة بين حركة الكواكب والنجوم والقمر بالزلزال.
وأقر “الباز” بأن “هناك بالفعل علاقة بين حركة الكواكب والنجوم والقمر بالزلزال القاتل، معترفاً بأن أول من بدأ الحديث في هذا الشأن هو عالم عراقي هو عالم الجيولوجيا صالح محمد عوض”.
وأوضح “الباز” أن “حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس تؤثر في بعض الكتل في الكرة الأرضية، مشيراً إلى أنه حين يكون هناك كواكب من المجموعة الشمسية على الخط نفسه بالنسبة إلى الشمس، يتم جذب الأرض”.
وفي أيلول عام 2016 نشرت مجلة “نيتشر جيوساينس”، التي تعد واحدة من أهم المجلات العلمية الموثوقة، دراسة عن تزايد خطر وقوع زلازل قوية عندما يكون القمر بدراً أو جديداً (محاق).
وكان صدر كتاب عنوانه “تأثير المشتري”، وكان مؤلفاه من علماء الفلك الأميركيين، تحدثا عن محاذاة كواكب النظام الشمسي للكرة الأرضية، وكيف سيخلق ذلك عدداً من الكوارث، بما في ذلك زلزال كبير في صدع سان أندرياس بولاية كاليفورنيا الأميركية، وذلك بحلول عام 1982.
وفي سياق آخر، كان علماء الفلك على دراية منذ فترة طويلة بأن “محاذاة للكواكب ستحصل عندما يكون كل من عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس وبلوتو على الجانب نفسه من الشمس، ولكنهم نفوا أن يكون هناك أي تأثير.
ويبقى عدد الأبحاث وحجم العينات ونتائجها هو الفيصل الوحيد لإثبات صحة كل ماسبق، أو فتح الأفق من جديد على باب فكرة نظرية المؤامرة، وسياقات عمل الزلازل البشرية.
يشار إلى أن “مشروع هارب السري يسهم في تغيير المناخ العالمي، من خلال قصف الغلاف الجوي بشكل مكثف بأشعة عالية التردد، ومن خلال تحويل الموجات منخفضة التردد إلى كثافة عالية، كما يستطيع أن يؤثر أيضاً في أدمغة الإنسان”.
تلفزيون الخبر