سؤال يشغل بال الملايين.. هل يمكن فعلاً التنبؤ بالزلازل؟
في كل مرة يضرب زلزال مدمر منطقة معينة، يعود السؤال الأبرز ليشغل بال الملايين حول العالم، ألا وهو هل يمكن فعلاً توقّع الزلازل من أجل تقليص حجم الكارثة؟.
وعاد اسم العالم الهولندي المثير للجدل “فرانك هوغربيتس” إلى الظهور خلال الساعات الماضية، بعد أن زعم أنه تنبأ بالزلزال الذي ضرب المغرب فجر السبت الماضي، إلّا أن العلماء حول العالم يجمعون أنه لا يمكن توقع حدوث مثل تلك الكوارث قبل أيام، أو حتى ساعات.
وأوضح الأستاذ والباحث في جامعة “مونبلييه” والمتخصص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في المغرب، فيليب فيرنان، أنه “يستحيل ذلك علمياً”، بحسب ما نقلته “فرانس برس”.
وقال “فيرنان”، أنه “لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأي شيء، نحن نحاول تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة، ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضوياً”، وأضاف: “قد يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة بنفس المنطقة، ومن ثم قد لا يحدث أي شيء لفترة طويلة”.
وأفاد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية المصرية، جاد القاضي، أنه “لا رابط بين أي ظواهر فلكية وحدوث نشاط زلزالي على الأرض”، وذلك على خلفية المعلومات التي أُثيرت بعد زلزال المغرب المدمر الأخير.
وقال “القاضي” خلال مداخلة هاتفية على قناة “الحدث اليوم”: “حديث خبيرة الفلك والأبراج اللبنانية والعالم الهولندي وتوقعاتهما لحدوث زلزال المغرب وآخر مدمر في تركيا وسوريا بعيد خالص عن علم الزلازل وهندستها ولا يمكن التعقيب عليه، فهو بمنزلة التنجيم”.
وعن الظواهر الفلكية والتغيّرات المناخية وارتباطها بالزلازل، أجاب “القاضي”: “لا توجد علاقة بين أي ظواهر فلكية وحدوث أي نشاط زلزالي على الأرض، كما لا توجد علاقة بين التغيّرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة والنشاط الزلزالي على سطح الأرض”.
وسبق أن أكّد أستاذ الجيولوجيا في جامعة إسطنبول التقنية، سنان ألتنتاش، أنه “لا أحد يستطيع التنبؤ بالزلازل، لا هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ولا أي علماء آخرين، يمكن فقط حساب احتمال حدوث زلزال كبير ما في منطقة ما، خلال زمن عودة معيّن من السنوات”، على خلفية ما أُثير حول زلزال كهرمان مرعش شباط الماضي.
ونفى كبير الباحثين في معهد نظرية التنبؤ بالزلازل والجيوفيزياء الرياضية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير كوسوبوكوف، أن يكون هناك تأثيراً مباشراً لظاهرة القمر العملاق على النشاط الزلزالي، بحسب ما أفاد به لقناة “RT”.
وقال “كوسوبوكوف”، أنه “بالطبع، عندما يكون القمر في أقرب مسافة له من الأرض، تكون قوة الجاذبية أكبر من المعتاد، ولكن دراساتنا أظهرت أنه لا توجد علاقة بين أقوى الزلازل في العالم وبين موقع القمر أو الشمس، كما لا يمكن تأكيد وجود تواريخ محددة تحدث فيها الزلازل”.
وشدد الخبير الروسي على أن “الزلازل لا يسببها القمر، بل أسباب أخرى مثل العمليات التكتونية، والضغوط التي تنشأ في منطقة محددة من صدع معين”.
يُذكر أن بعض الدراسات مؤخراً تشير إلى تزايد مخاطر وقوع زلازل عندما يكون القمر بدراً أو على ضوء حركة بعض الكواكب، إلّا أن غالبية المجتمع العلمي في هذا المجال يرفضون تلك النظريات.
تلفزيون الخبر