في الذكرى الثانية لـ “نفق الحرية”.. أبرز عمليات الهروب الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال
تحل، الأربعاء، الذكرى الثانية لقيام 6 مقاومين أسرى في سجون الاحتلال الصهيوني بالهروب من سجن “جلبوع” وكسرهم للتحصينات الصهيونية الشديدة.
وفي 6 أيلول 2021 نقلت وسائل إعلام فلسطينية، أن 6 أسرى فلسطينيين، 5 منهم من حركة “الجهاد الإسلامي” وواحد من “فتح”، تمكنوا من الفرار عبر نفق حفروه في سجن “جلبوع” القريب من منطقة بيسان وهو أحد أكثر السجون “الإسرائيلية” تحصيناً.
وشملت قائمة الأسرى الناجحين في كسر تحصينات العدو كل من، مناضل نفيعات ومحمد قاسم ويعقوب محمود وأيهم فؤاد ومحمود عبد الله من حركة “الجهاد”.
والأسير السادس هو قائد كتائب “شهداء الأقصى” بمنطقة جنين زكريا الزبيدي الذي يتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن هجوم استهدف مقر حزب الليكود بمدينة بيسان عام 2002 وقتل فيه 6 صهاينة.
وتمكن الأسرى من مغادرة السجن المزدوج شديد الحراسة، وباشرت سلطات الاحتلال تمشيطاً وتفتيشاً واسعين في محيط السجن بمشاركة مروحية تابعة للشرطة فور اكتشافها الفرار لتتمكن سلطات الاحتلال من القاء القبض على الأسرى تباعاً.
وعقدت محكمة الاحتلال جلسات محاكمة للأسرى الستة الذين هربوا عبر “نفق الحرية” من “جلبوع” مع أسيرين آخرين اتهما بمساعدة الأسرى الستة، حيث ظهروا بوضع صحي سيء جداً.
وفي الذكرى الثانية لعملية “سجن جلبوع” نستعرض أبرز عمليات الهروب الفلسطيني من سجون الاحتلال عبر تاريخ النضال الفلسطيني.
ويعود تاريخ أوائل عمليات الهروب إلى عام 1958، حيث سميت العملية التي قررها 190 أسيراً فلسطينياً في سجن “شطة” بالعملية الأكبر في تاريخ سجون الاحتلال، واستشهد على خلفيتها 11 أسيراً وقتل اثنين من سجانيهم، فيما نجح 77 أسيراً في الهروب.
ويحفل تاريخ الأسير حمزة يونس بعمليات الهروب الناجحة، حيث تمكن من الهرب 3 مرات أولها من سجن “عسقلان” في نيسان 1964، والثانية من المستشفى عام 1967 والثالثة من سجن “الرملة” عام 1971.
وفي عام 1969 تمكن الأسير محمود عبد الله حمّاد ابن قرية سلواد شمال شرق رام الله من الهروب خلال نقله من سجن إلى آخر، وظل مطاردا لتسعة أشهر قبل أن ينتقل إلى الأردن، كذلك نجح ابن سلواد أيضاً الأسير ناصر عيسى حامد في الهروب من محكمة الاحتلال برام الله في كانون الثاني 1983 لكنه اضطر لتسليم نفسه بعد أيام من المطاردة.
وأبرز هذه العمليات كانت عملية الهروب الكبير من سجن غزة عام 1987 بعد قص قضبان نافذة المرحاض، وكان العقل المدبر للهروب هو الشهيد والأسير السابق مصباح الصوري والذي سبق وحاول الهروب من سجن بئر السّبع أكثرَ من مرة.
وتمكن الصوري من الاختفاء 4 أشهر لكنه استشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال، ثم استشهد محمد الجمل وسامي الشيخ خليل بعد أشهر واعتقل صلح اشتيوي بعد 7 أيام من الهرب، في حين تمكن عماد الصفطاوي وخالد صالح من مغادرة غزة.
أما في التسعينيات فكان بدايتها من عام 1990 حين تمكن الأسير عمر النايف وهو من مدينة جنين من الهروب من السجن عندما نقل للعلاج في مستشفى ببيت لحم إثر إضرابه عن الطعام، وذلك بعد مضي أربع سنوات من اعتقاله ثم غادر إلى بلغاريا عن طريق الأردن، واغتيل داخل مبنى السفارة الفلسطينية هناك عام 2016.
ولاحقاً في عام 1996 نجح غسان مهداوي ورفيقه توفيق الزبن في الهرب من سجن “كفار يونا” عبر نفق بطول 11 متراً في أول هروب لأسيرٍ فلسطيني عبر نفق، وذلك بعد خلع البلاط، لكن الاحتلال أعاد اعتقال مهداوي في العام التالي فيما اعتقل الزبن عام 2000.
وفي العام ذاته حاول 16 أسيراً الهروب عبر حفر نفق أرضي في سجن عسقلان وتمكن الأسرى من حفر مسافة 17 مترا تحت الأرض، لكن انسداد شبكة الصرف الصحي أثارت شكوك إدارة السجن بوجود عملية حفر لنفق وأجرت تفتيشا وهو ما أفشل العملية.
وبعدها بعامين حاول عدد من الأسرى الهرب عبر حفر نفق أرضي من داخل الزنزانة إلى خارج السجن، ونجحوا في ذلك عام 1998، لكنهم فوجئوا بعد خروجهم من النفق خارج السجن باكتشاف كلاب بوليسية لهم، حيث تم اعتقالهم مجدداً، أما عام 2016 تم إحباط عملية هرب أسير فلسطيني من سجن “إيشل” عبر طاقة تهوية.
يذكر أن الكيان يعتقل في سجونه نحو 4850 أسيرا بينهم 41 من النساء و225 طفلا و540 معتقلا إداريا وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر