التراث السوري الغنائي وعالم الفن يودعان عازف القانون أمين الخياط
توفي الفنان والموسيقار أمين الخياط عن عمر يناهز 87 عاماً بعد صراع مع المرض، ليودع عالم الفن عازف القانون السوري، الذي كان له بصمة خاصة في التراث الحلبي الغنائي، ولأنامله “دندنة” لا تنتهي مفاتنها على أوتار آلته الموسيقية.
ولد “الخياط” في 21 آب عام 1936 في حي العمارة بدمشق، حيث اعتاد أن يسمع الموسيقا من صغره، ويرى أهم الموسيقيين في تلك الفترة عند زيارتهم باحة منزل والده عبد العزيز الخياط، ومن بينهم: رفيق شكري ـ نجيب السراج ـ ميشيل عوض وغيرهم.
ونشأ “الخياط” وترعرع في ثلاثينيات القرن الماضي في بيت دمشقي أصيل بحي العمارة القريب من الجامع الأموي، فشرب الأصالة وتذوق الألحان والجمال، وتربى سمعه على القصيد والموشح والقد.
ودرس “الخياط” في الكلية العلمية الوطنية بدمشق، وطغى شغفه بالموسيقا على تحصيله الأدبي والعلمي، فدرس في المعهد الموسيقي الشرقي، وكان من المتفوقين.
واختص “الخياط” في العزف على آلة القانون، ونهل الكثير من المقامات العربية وفروعها، وأتقن العزف والأوزان والضروب والنوطة الموسيقية قراءة وتنغيماً.
وعزف “الخياط” على آلة القانون عندما كان طالباً في المعهد الموسيقي أمام سيدة الغناء العربي أم كلثوم لدى زيارتها لدمشق في خمسينيات القرن الماضي، فأبدع وطربت أم كلثوم وأثنت عليه وهنأته على عزفه.
وبعد تخرجه وجد نفسه بين أساطير العزف كعمر النقشبندي وياسين العاشق، وبدأ خطواته الأولى مع المطربة سعاد محمد في أوائل أغانيها، ثم لحن لمها الجابري وسحر ومحمد خيري.
وعمل “الخياط” في إذاعة حلب مع مديرها عادل خياطة، واشتغلا معاً في تدوين التراث الحلبي الغنائي، ومن أبرز ما لحنه (ديالونج) و (تضلّي تخطري على بالي)، وقد غناه كل من الفنانة مها الجابري والفنان سمير حلمي.
ولحن “الخياط” لكثير من المطربين أشهرهم صباح فخري ومصطفى نصري وسمير حلمي وفهد بلان وموفق بهجت وفؤاد حجازي وشادي جميل وغيرهم.
وأنشأ “الخياط” فرقة الأوتار الذهبية التي كانت تضاهي فرق العزف الشهيرة آنذاك، ليسافر بعدها في جولة أوروبية أغنت تجربته الموسيقية.
وحققت فرقته الثانية “الفجر” نجاحاً جعل المطربين العرب يشترطون أن تكون معهم هذه الفرقة في حفلاتهم أمثال نور الهدى ونصري شمس الدين وصباح وسميرة توفيق وهاني شاكر وشريفة فاضل.
كما ألف ولحن “الخياط” موسيقا لعدد من المسرحيات كمسرحية عرس الدم، ووضع ألحان عدد كبير من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية، بالإضافة إلى وضع الموسيقا التصويرية لأفلام وثائقية وكوميدية.
يشار إلى أن عازف القانون تولى العديد من المناصب الإدارية الفنية، والوظائف التي من شانها أن أغنت الخط الموسيقي الثقافي في سوريا.
تلفزيون الخبر