درس لغوي في معنى الصمت !
سمعنا كثيراً مصطلح “صمت مطبق” لكن، هل فكر أحدنا في معنى هذا المصطلح، ومن أين جاء، وكيف يستخدم.
تتفرد اللغة العربية في تنوع معاني مفرداتها، فلا يكون لكلمتين متشابهتين المعنى ذاته حتى لو ظننا ذلك. ولهذا، وردت في معاجم اللغة معان تبين الفرق بين كلمة صمت، وكلمة سكوت.
نشرح لكم في هذا الدرس اللغوي القصير الفرق دون أن نتطرق إلى موضوع آخر، وإن رأيتم هناك تشابه مع حالة ما، فربما كان من باب “المصادفة”.
معنى الصمت:
الصمت هو: سقوط النطق لعدم القدرة على الكلام، وأصمت: أطال السكوت، والتصميت: التسكيت.
أما السكوت، فهو ترك الكلام مع القدرة عليه، أو الإمساك عنه حقاً كان أو باطلاً، ولهذا يقال: الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أمثلة: لنفرض أن جهةً ما أصدرت قراراً لم يعجب أحد الأفراد، أو مجموعة من الأفراد، ولكنهم لم يتمكنوا من البوح بما يضمرون، فما المفردة التي يصح استخدامها؟
هل نقول سكت (م) عن قرار الجهة (ح)، أم صمت (م) عن قرار الجهة (ح).
وفق ما وجدناه في معاجم اللغة، استخدام كلمة سكوت يدل على أن الفرد لديه القدرة على الكلام، ولكنه لا يريد،
بينما يشير الصمت إلى أنه لا يستطيع النطق أصلًا، أو أنه لا يريد قول الباطل دون الحق.
الصمت المطبق:
(أطبق) يعني طوى ما كان مفتوحاً ومنبسطاً، وغير ذلك من المعاني، و(المُطبِق) هو الشامل، وعليه، يكون معنى صمت مطبِق هو الصمت الشامل والكامل، أي أن صاحبه قرر أن يكون صمته شاملاً، لأنه لا يريد ذكر شيء دون شيء.
وهنا، يجب الانتباه إلى أن من يسكت عن الخطأ، فهو يسكت بقرار منه، أما من يصمت فيصمت لعجزه عن النطق، أو لأنه لا يريد قول الباطل، ومن يصمت صمتاً مطبقاً، فهو لا يريد الحديث بغير الحق لذلك جعل صمته شاملاً.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر