العناوين الرئيسيةثقافة وفن

رحيل رائدة الفن التشكيلي السورية ليلى نصير

نعى اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا، الأربعاء الفنانة التشكيلية ليلى نصير، ابنة البحر و”طفلة الأمس” كما يلقبها محبوها، وواحدة من أعلام الفن التشكيلي في سوريا.

 

وولدت رائدة الفن التشكيلي السورية ليلى نصير في اللاذقية سنة 1941، وتخرجت عام 1963 من كلية الفنون الجميلة في القاهرة – قسم التصوير.

 

وترعرعت “نصير” في عائلة مهتمة بالثقافة والأدب، حيث كانت أسرتها تملك مكتبة منزلية تحتوي على مؤلّفات كتّاب معاصرين مثل: جبران خليل جبران وطه حسين وبودلير ومارك توين.

 

وبدأت “نصير” حياتها الفنية منذ الصغر، حيث رسمت على دفترها في الطفولة حكايات ملونة للفلاحين والفلاحات، ثم جالت الشوارع ترسم ماتراه، حتى قيل عنها أول فتاة ترتاد مقاهي الرصيف لترسم حياة الناس، وفقاً لما ذُكر في الكتاب الذي حمل اسمها “ليلى نصير”.

 

وعملت “نصير” محاضرة في كلية العمارة بجامعة تشرين وحصلت على تقدير من رئاسة مجلس الوزراء، ولقبت بفنانة التجربة لأن معاينتها للألم الإنساني سبقت تجربتها الفنية.

 

ودأبت “نصير” على دراسة الحضارتين السورية والمصرية لتخرج منهما بحصيلة فنيّة جديدة معجونة بروحهما وروح العصر الذي تعيشه.

 

وشهدت لوحات الراحلة “نصير” عدة تحولات، ظلّت خلالها وفيّة لما نهلته من معارف وأسس فنيّة أكاديميّة، أثناء وجودها كطالبة في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، خاصةً من كنوز الفن المصري القديم والحديث.

 

ورسمت “نصير” لوحات وأعمال بين الواقعية التعبيرية وبين الأعمال المستوحاة من الأسطورة وقدمت معارضها منذ الستينات من القرن العشرين، حيث تعد من أعلام الفن التشكيلي في سوريا.

 

وأقامت “نصير” أكثر من خمسة عشر معرضاً فردياً، وشاركت في معارض جماعية في سوريا وفي العديد من دول العالم، وحازت على براءات تقدير من جهات رسمية عليا أولت اهتماماً للريشة والألوان .

 

وكتبت “نصير” الشعر والقصة القصيرة، إضافةً إلى ممارسة فن النحت الذي استهواها، وهي من قالت “على الفنان أن يعيش التجربة قبل أن يرسمها، لأنها بالضرورة أكثر التصاقاً بالفنان”.

 

وحصلت “نصير” في عام 1989، على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة وذلك تكريماً لعطائها الفني الواسع باعتبارها أحد رواد الفن التشكيلي السوري، وتقديراً لمنجزها الإبداعي الذي تمخضت عنه مسيرة امتدت لخمسة عقود.

 

يذكر أن أعمال “نصير” مقتناة ضمن مجموعات عامة منها المتحف الوطني في دمشق، ومؤسسة “بارجيل” للفنون في الشارقة، بالإضافة إلى عدد من المجموعات الخاصة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى