العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

رغم إصابته بشلل ثلاثي الأطراف.. حسن خضور يحقق حلمه بنيله شهادة الحقوق

“المستحيل ليس حسن” جملة يرددها الملازم أول حسن خضور منذ إصابته في أيار 2016، لتكون بمثابة وعداً قطعه على نفسه بعدم الضعف، والسعي وراء تحقيق كل ما يحلم أو يرغب به.

وكان واحد من أحلام “خضور” (29 عاماً) دراسة الحقوق، وبالإصرار والعزيمة استطاع اجتياز 4 سنوات في الكلية والتخرّج منها بتفوق رغم إصابته بشلل ثلاثي الأطراف نتيجة رصاصة قنّاص إرهابي بخان طومان في حلب.

وتخرّج “خضور” من كلية الحقوق بعد أن عمل على مشروعه بعنوان التهريب الجمركي، متحدثاً لتلفزيون الخبر: “مشروعي ضخم جداً، وله أبعاد كبيرة أخذ مني وقت طويل، وجهد كبير حتى انتهيت منه”.

وأضاف “خضور”: “تحدثت عن التهريب الجمركي لأنه من أخطر المشكلات التي تواجه الكثير من الدول في العصر الحديث، لما له من آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي”.

“وحاول “المقاتل العنيد” (كما كان مكتوب على قبعة تخرجه) خلال البحث في دراسة مشروعه، الإحاطة بجريمة التهريب الجمركي، وبيان طبيعتها وتأثيرها على الاقتصاد الوطني، والتركيز على الآليات الدولية والوطنية لمحاربة هذه الظاهرة”، بحسب تعبيره.

وأردف: “تحدثت عن أساليب التحري الحديثة لكشف حالات التهريب الجمركي، والتأكيد على ضرورة الرقابة الجمركية”، بحسب “خضور”.

واعتبر “خضور” جملة “إذا لم تقاتل من أجل ما تريد، فلا تبكي على ما خسرت”، شعاراً يلازمه طوال حياته، ويدفعه بالمضي رغم الصعاب، قائلاً: “لن أسمح لأي شيئ يقف في وجه طموحي ومستقبلي وأحلامي”.

وقرّر “خضور” إكمال دراسته “بعد فترة من إصابته لما لديه من طموح رغم أن القرار لم يكن في هذه السهولة، لما يحمله من جهد كبير وطريق طويل، ولكن هدفه دفعه إلى المسير”.

وكشف “خضور” عن “نيته في إكمال دراسات عليا ودراسة الماجستير، وعن طموحه بالوصول إلى الدكتوراه في الأيام القادمة من منطلق ثقته بنفسه وقدراته بتحقيق كل ما يتمناه”.

وتلفّظ “خضور” جملة “ما كان حدا جنبي أبداً فقط كانوا أهلي”، مبيناً أنهم الداعم الوحيد في حياته وخصوصاً في مواجهة الظروف الصعبة أثناء الدراسة.

وذكر الجريح من هذه المتاعب والظروف الصعبة، السفر من الزهراء – حمص مكان إقامته إلى جامعة الحواش، وتحمّل ارتفاع درجات الحرارة وهطول الأمطار والبرد، وكل ما يسببه من أمراض، قائلاً: “رغم ذلك، حققت كل شيء أريده بسبب اصراري وعزيمتي”.

وحافظ “خضور” على “قوته وإرادته لأنه يستحق الحياة ويحب العيش، وساعده على ذلك شغفه وتفاؤله ورضاه، ويريد التسجيل حالياً بنقابة المحامين، والبدء في التدريب”.

وأردف الجريح: “الأهم رضا الوالدين، ووقوف رب العالمين معي بكل خطوة، أشعر ان شيئاً ما جميلاً ينتظرني بالمستقبل”.

والتحق “خضور” بالكلية الحربية رغم أنه وحيد على خمسة فتيات، واحدة منهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلاً: “كنت شاباً وحيداً لعائلتي، ولكني لست وحيداً لوطني”.

وبالرغم من أن الشلل هو عجز الإنسان عن الحركة الطبيعية، إلا أنه ليس عجزاً عن الإبداع والتميّز اللذين تحلّى بهما “خضّور” رغم مصابه، وعلى الأقل استطاع أن يحلم في الوقت الذي يعجز فيه الأصحاء عن ذلك.

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى