أعوام على تطبيع العلاقات الإماراتية الصهيونية.. ماذا تغير؟
3
أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في 13 أب 2020 عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع الكيان، معتبراً أن بلاده “تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين وتحديداً ضم الأراضي الفلسطينية ودعم المفاوضات”، نافياً أن تكون هناك سفارة “قبل الاتفاق الفلسطيني الصهيوني”.
وأصدر فجر 14 أب 2020 الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاتفاق الرسمي بين كيان الاحتلال ودولة الإمارات الذي ينص على إقامة علاقات رسمية تطبيعية بينهما تحت اسم “الاتفاق الإبراهيمي”.
وصدر بيان مشترك من ترامب ورئيس وزراء الكيان “بنيامين نتنياهو” وولي عهد أبو ظبي آنذاك محمد بن زايد يعبرون فيه عن أملهم أن يؤدي هذا الاتفاق “إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط”.
وأكد ترامب و”نتنياهو” أن الإمارات ستطبع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وسيتم تبادل السفارات وتفعيل التعاون بكافة المجالات وهو ما تم فعلاً وقبل الوصول لأي حل يخص الشعب الفلسطيني.
وزعم رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أن الاتفاق سيوقف عمليات الاحتلال لضم الأراضي الفلسطينية، ولا سيما منطقة الأغوار، وهو ما نفاه “نتنياهو” بشكل قاطع، مؤكداً على التزامه بالضم.
وعيّنت الإمارات سفيرها لدى الكيان محمد آل خاجة في شباط 2021، وفي تموز من ذات العام قُص شريط افتتاح السفارة الاماراتية بالأراضي المحتلة، وقال “آل خاجة” معلقاً “هذه السفارة لن تكون فقط مقرا للدبلوماسيين بل كأساس لبناء العلاقات بيننا وتعزيز الشراكة والحوار” دون التعرض لقضايا الشعب الفلسطيني.
وغرقت الإمارات في أتون التطبيع دون مبرر، فلم يكتفي الجانبان على افتتاح السفارات بل تعدى الأمر ذلك إلى تطبيع ثقافي واقتصادي ورياضي وطبي وزراعي، بل أن الإمارات أحيت ذكرى “الهولوكست” وادرجتها في أنظمتها التعليمية.
تاريخ العلاقات بين الطرفين
جمعت الإمارات والاحتلال علاقات سرية على مدار العقود الماضية، لكن أول تلميح علني لهذه العلاقات يعود لـ 2015 عندما أعلنت خارجية العدو أنها ستفتح مكتباً دبلوماسياً في دبي.
وتلا ذلك تصريح لوزير الخارجية الصهيوني في 2019 عن تعاون عسكري مع الإمارات بوجه إيران، ثم في 2020 قال “نتنياهو” إن الإمارات ساعدت الاحتلال في التصدي لجائحة كورونا عبر إمدادها بالتقنيات الصحية اللازمة.
ماذا بعد التطبيع؟!
وسط انغماس الإمارات ودول الخليج بتطبيع العلاقات مع الاحتلال بحجة “نصرة الشعب الفلسطيني”، نفذت قوات الاحتلال مجازر وانتهاكات عديدة بحق الفلسطينيين في غزة والقدس وجنين وعموم الأراضي المحتلة، راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى والكثير من الدمار العمراني.
ولم تقوم الإمارات بأي تحرك رسمي مفيد لإيقاف ماكينة العدو العسكرية من استهداف الشعب الفلسطيني ومقدساته، عدا تصريحات القلق والدعوى للحوار ونبذ العنف مع زيادة العلاقات مع الكيان.
وبعد 3 سنوات من تطبيع العلاقات بين أبو ظبي و “تل أبيب” استمر الشعب الفلسطيني ومقاومته بالدفاع عن أنفسهم من خلال تثبيت معادلات الردع عبر عمليات الطعن والدهس والـ “الكارلو”، عدا عن قيام الفصائل الفلسطينية بصد أكثر من عدوان صهيوني على غزة وجنين، علاوة على دخول الضفة الغربية كعنصر مقاوم فاعل على خريطة النضال الفلسطيني.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر