مواجهاً أشواكها.. “عهد حمدان” ربّ أسرة يكسب رزقه من بيع الصبار في حمص
على رصيف دوار الزهراء في مدينة حمص، غير آبه بدرجات الحرارة تحت أشعة شمس آب الحارقة، وضع الشاب “عهد حمدان” بسطته المخصصة لبيع الصبار، كي يكسب رزقه ويعيل عائلته.
اتخذ “عهد” من دوار الزهراء مكاناً للبيع، فعليه تتقاطع الطرقات وتفترق الحارات، بين آتٍ من المهاجرين والأرمن وذاهبٍ إلى السبيل والعباسية، لتكون الحركة كثيفة في هذه النقطة معظم الأوقات، ومصدر رزق جيد.
“تسرحت بسبب السكري”، يحكي الشاب قصته لتلفزيون الخبر، بعد انتهاء خدمته العسكرية لأسباب صحية، ليجد نفسه مضطراً للعمل على “بسطة” جرابات بداية الأمر، ومن ثم قرر بيع الصبار كونه وقت الموسم حالياً.
“شوب بس بدها تعب”، يقول عهد لتلفزيون الخبر، فلا قدرة مادية لاستئجار محل في ظل الغلاء الكبير، كما أن أسعار “الشمسية” مرتفع جداً بما يقارب نصف مليون ليرة.
وتابع “عهد”: “انتهت خدمتي العسكرية دون أي راتب أو تعويض، وأسكن في منزل للإيجار في حي المهاجرين، ولدي ثلاثة أطفال يتوجب عليّ تأمين لقمة عيشهم بشتى الطرق”.
وأكمل الشاب: “قام أحد الأشخاص مع توجيه كل الشكر له بمساعدتي عبر تأمين الصبار لأقوم ببيعه بقيمة 7 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وأنوي إعادة العمل لبيع الجوارب بعد انتهاء الموسم”.
“وضعي الصحي لا يسمح بالعمل بأشغال مجهدة”، يشير عهد إلى أن: “السكري يمنعني من مزاولة أي عمل عضلي، وأتلقى إبرتي (أنسولين) بشكل يومي، فوجدت في العمل على البسطة مدخولاً مادياً جيداً ومريحاً إلى حد ما”.
“الشوك يملأ يدي”، يضيف “عهد”، رغم أنني أرتدي قفازات أثناء العمل إلا أنه لا مهرب من وصول بعض الأشواك إلى الجلد، حيث أقوم بإزالتها لاحقاً، فمنها ما يُزال بسرعة ومنها ما يأخذ وقتاً للخروج”.
ويختم “عهد” حديثه لتلفزيون الخبر بأن: “الحياة صعبة في الوقت الراهن، وعلينا العمل بكل ما نستطيع من قوة، فإن لم نعمل لا نأكل، ولذلك سأبقى أعمل مهما كانت مصاعب الحياة مؤلمة كأشواك هذا الصبار”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص