العناوين الرئيسيةموجوعين

“بعطيه قلبي بس يطيب”..”أبو دياب” وحكاية أبٍ ينتظر شفاء ابنه في المستشفى

على مقعد ثلاثي في ساعات المساء الأولى، يجلس أحمد حرب “أبو دياب” أمام غرفة المستشفى في مدينة حمص بانتظار نتيجة تحليل خاصة بابنه حسن، بعد اكتشاف مشاكل في القلب.

كأس من الشاي في يده، وفي الأخرى سيجارة حمراء قديمة،
يجلس الرجل الستيني، ويسحب منها ما يستطيع من دخان، علها تخفف قليلاً من توتره وألمه على أصغر أبنائه البالغ من العمر 7 أشهر فقط.

يمشي ذهاباً وإياباً في “كاريدور” المشفى، يحمد ربه على ما كتب له، ليقوم بجولة كل عشر دقائق يطمئن بها على ابنه النائم بفعل الأدوية الموضوعة في “السيروم”.

“حسّون هو العاشر” يقول أبو دياب لتلفزيون الخبر، وكنا أسعفناه إلى المشفى بداية الأمر بعد إصابته بالتجفاف والإسهال، إلا أن الأطباء أكدوا وجود مشاكل في قلبه، إما فتحة أو تضخم، وننتظر الصورة الطبية كي تؤكد ما يعاني منه.

“حكاية الدواء دويخة”، يتابع أحمد، حيث وصلت إلى كرم الشامي وبابا عمرو لتأمين علبتي دواء بسعر 14 ألف ليرة للعلبة الواحدة، ناهيك عن صعوبة تأمين الحليب بكلفة 60 ألف ليرة للكيلو”.

“ما تعذبت بكل ولادي قد حسن”، يحكي أبو دياب رحلة معاناة وألم عاشها طفله الصغير، وهو ما لم يحصل سابقاً مع إخوته التسعة، من عملية في عينه ومرضه الأخير، مع كل ما ترتب من ديون عليه”.

ويكمل أحمد لتلفزيون الخبر: “كلفت ولادة حسن مليون ليرة، ووصل المبلغ الذي ترتب علي من ديون ما يزيد عن 5 ملايين، وعلى ما يبدو فإن رحلتنا طويلة مع العلاج، إلا أن كل ذلك “فدا رمش عيونو”.

ليستعرض أبو دياب عبر جواله، عشرات الصور لابنه حسن منذ ولادته، ويدعو الله لمساعدته على الشفاء بأسرع وقت ممكن، كون الصغير لم يتجاوز من عمره شهره السابع.

“حبيت هوا حمص”، يتحدث أبو دياب المنحدر من بلدة معربا بريف دمشق عن تعلقه بمدينة حمص، منذ أن قضى خدمته العسكرية فيها منذ 31 عاماً، ليتزوج فيها ويقضي حياته بين أحيائها.

وعن عمله الذي يمارسه منذ سنوات، قال أبو دياب: “أعمل في استراحة بولمانات على طريق دمشق، إلا أنني ومنذ مرض ابني بقيت هنا ملازماً له لتأمين المستلزمات من الطعام والدواء وغيره.

“على ما يبدو رحلتنا طويلة في العلاج”، يكمل رب الأسرة والأب لعشرة أبناء، توفي أحدهم واستشهد آخر، ورغم المبالغ الكبيرة التي ترتب علي دفعها إلا أن ذلك لا يعني لي شيئاً لمجرد شفاء حسن.

ويختم أبو دياب بالشكوى من غلاء الأسعار الراهن من الدواء والطعام ومستلزمات الحياة كافة، فاليومية التي يتقاضاها في عمله لا تكفي عائلة مكونة من 8 أشخاص لتناول البطاطا فقط.

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى