ما هي حكاية المثل الشعبي “عاملة السبعة وزمتها”؟
تستند الأوساط الشعبية في بلادنا خلال خوض أي حديث على الأمثال، كركيزة أساسية لا يستغنى عنها لما، تمثله من أسلوب دعم لغوي أنشأته الثقافة المحلية تفيد في دعم أي حديث أو توضيحه.
وتناقل المجموع الشعبي الأمثال واستفاد منها حرف في قصة نشوء بعضها حتى تغيرت دلالة المثل من معنى إلى معنى، ونضع بين أيديكم في هذا التقرير قصة أحد الأمثلة التي تغير معناها عبر الزمن.
وبحسب المنقول، كان هناك في زمن الوالي العثماني مدحت باشا خياطة شهيرة بحي القنوات الدمشقي اسمها “ميرفت”، معروفة بمهارتها وجودة عملها حتى أن زبائنها تجاوزوا حدود دمشق، وكانوا يقدمون إليها من جميع المدن والقرى.
وقرر الوالي العثماني حينها إنشاء حركة حداثة في الولايات التابعة للسلطنة ومنها ولاية دمشق، فبدأ بجلب مخطوطات حول الموضة والألبسة من أوروبا التي كانت الموضة المسيطرة فيها هي موضة الفساتين ذات “القبة السبعة المفتوحة”.
واستطاعت الخياطة “ميرفت” تعلم كيفية خياطة “القبة السبعة المفتوحة” قبل غيرها، واشتهرت بها ثم انتشرت بين عموم خياطات دمشق.
وبعد فترة قليلة تحولت الموضة من “القبة سبعة المفتوحة” إلى “القبة سبعة المزمومة” والتي لاقت خياطات دمشق صعوبة في تنفيذها على موديلات الخياطة، إلا أن “ميرفت” أجادتها بشكل كبير.
وفاقت شُهرة “ميرفت” حينها شُهرة أي خياطة أُخرى، نتيجة قدرتها على “زم السبعة”، حتى باتت النساء عندما تأتي وتسأل عنها في الأحياء يسألون إذا كانت “بتعمل القبة سبعة”، فيأتي الجواب على أنها “بتعمل السبعة وزمتها” أو “عاملة السبعة وزمتها” كدليل على مهارتها ومن هنا جاءت قصة المثل.
يذكر أن المثل هو موروث شعبي قديم يروي حكاية كاملة في جملة مختصرة ومُركزة، تُستخدم خلال الحديث كدلالة مُدعِمة لفكرة المتكلم وشارحه لها، أو لتثبيت موقف أو نفيه أو تلخيصه أو تعليقاً عليه سواء من باب السخرية أو الإعجاب، وتنقل في معظمها خبرة الأجداد وتجاربهم.
تلفزيون الخبر