مع “شبه الكهرباء”.. ما الذي يطفئ لهيب صيف السوريين؟
لا يكاد السوريون أن يأخذوا قسطاً من الراحة بعد رحلة البحث الشاقة عن حلولٍ لمواجهة برد الشتاء القارس، حتى يجدوا أنفسهم أمام تحدٍ أخر لتخفيف لهيب حرارة الصيف في ظل تقنين كهربائي قاسٍ.
“الماء البارد أصبحاً حلماً في المنزل” هذا ما قاله أبو أحمد(67 عاماً) المتقاعد من التربية أثناء حديثه مع تلفزيون الخبر، مضيفاً “يتطلب تبريد ليتر من الماء مثلاً أن تضعه في الثلاجة أكثر من 12 ساعة في حال أتت الكهرباء نصف ساعة كاملة”.
وتابع أبو أحمد “لا يوجد أمامنا سوى البحث عن حلول مؤقتة لمواجهة ارتفاع الحرارة كشراء الثلج أو التحول البسيط نحو الطاقة البديلة لتشغيل مروحة صغيرة وهذا أيضا أصبح صعب جداً، فالراتب و بمعجزة بكاد يلبي القليل من متطلبات المنزل”.
وتبيّن أم تمام (52 عاماً) وهي ربة منزل تسكن في إحدى قرى محافظة حماة “أنها اعتادت في السنوات السابقة وكتقليد متوارث أن تعد في أيام الصيف الحارة أكلة المتبلة (وهي أكلة مصنوعة من اللبن والحنطة وتشتهر بها منطقة مصياف والقرى الساحلية) وتضعها في البراد لتنعش برودتها أفراد العائلة”.
وأكملت أم تمام “أما اليوم بنصف ساعة كهرباء فقد البراد قدرته على التبريد، واضطرتت للتوجه نحو شراء مكعبات الثلج لتجهيز هذه الأكلة وحتى للحصول على ماء بارد”.
وقالت أم تمام: “يتراوح سعر كيس الثلج الصغير بين ال1000 و 2000 ليرة سورية، وفي هذه الأيام اضطر لشراء أكثر من خمس أكياس يومياً فقط لتأمين ماء براد ليجدوه أولادي و زوجي عند عودتهم من العمل”.
من جهتها تؤكد لمى (25عاماً) استعدادها لتحمل الماء الفاتر على أن تشتري ثلج لا تعلم مصدر المياه الذي صنع منها، حيث غالباً ما تكون مياه الثلج مليئة بالشوائب على حسب قولها.
وتؤكد لمى وهي طالبة دراسات عليا “أنها منذ أصبح فصل الصيف أقسى بتقنيه الكهربائي من الشتاء نست الماء البارد وتأقلمت على شرب الماء العادي”.
وبيّن علي وهو صاحب معمل صغير لتصنيع مكعبات الثلج “أن الإقبال على شراء مكعبات الثلج زاد خلال هذا الصيف بسبب زيادة مدة قطع التيار الكهربائي فلم يبقى خيار أخر أمام السوريين”.
وأردف علي “أن جميع الكميات المصنعة من الثلج تنفذ يومياً، وأن أسعار أكياس الثلج بالجملة تصل حتى 1000 ليرة لكن في المحلات تباع ب2000 ليرة و ألواح التلج وصلت حتى 7000 ليرة سورية للوح الواحد”.
يشار إلى أن وزارة التجارة الداخلية حددت سعر القالب ب 3000 ليرة سورية، مع ترك مجال لربح المنتج ثم الموزع وبائع المفرق.
مرح ديب – تلفزيون الخبر