العناوين الرئيسيةمن كل شارع

أنقذوا مستقبل الكرة السورية من يد اتحاد كرة القدم

“لا أصدق أننا لعبنا أسوأ مباراة لنا منذ ثمانية أشهر وتحديداً في الليلة التي كان يجب علينا أن نكون جيدين جداً فيها على الرغم من أن اللاعبين كانوا يريدون لعب مباراة قوية فالتحضير كان جيداً والعقلية كانت جيدة في غرفة الملابس لكن الأداء كان غير متوقع من فريقي”.

 

لعبة

إذا ما أردنا (المحرر والقارئ) أن نصل بهذه المادة الصحفية لبر الأمان علينا أن نتخلى عن قواعد الخطاب الروتينية ونعقد اتفاقاً ضمنياً أنها ستكون أشبه باللعبة ندخلكم بها ولا نعلم أين ستصل بنا.

 

الكلام بداية المادة يعود لمدربنا الهولندي مارك فوته لكن إذا طلبت منكم توقع تاريخ التصريح هل ستكون مهمة سهلة، وفي حال سربت لكم أنه جاء بعد إحدى خسارات منتخبات الفئات العمرية، كيف سيكون الوضع، هل سيصبح تقدير الزمن أسهل؟

 

محاولة أُخرى، إذا سردنا لكم قصة عن مؤسسة محلية وطنية تتعرض لضغوطات شديدة من قبل الجماهير الكادحة تطالبها بتصحيح مسارها وتغيير بعض الوجوه التي أضرت بعملها، ولكي تتخلص من الضغوط تصدر المؤسسة المفترضة عبر الإعلام، مشروع تطويري وتشيع انه الحل النوعي لكل المشاكل لكنه بحاجة وقت.

 

وعند أول هزة يتعرض لها المشروع تستبق المؤسسة الغضب الشعبي وتقيل كوادر القطاع المعني كاملاً لكنها تحافظ على المسؤول عنه كونه “ّذو نظرة ثاقبة”, هل يمكنكم معرفة ماهية المؤسسة؟

 

معلومات حول اللعبة

أطلق الاتحاد العربي السوري لكرة القدم مطلع أيار الماضي ما أسماه “المشروع الوطني لبناء وتطوير كرة القدم السورية” الذي يهدف في طياته لخلق جيل كروي قادم ليمارس كرة قدم متطورة وذلك من خلال فئتين أساسيتين مستهدفتين تحت 14 عاماً و16 عاماً.

 

وجهز الاتحاد الحالي برئاسة “صلاح رمضان” كل المنابر الإعلامية والافتراضية للترويج للمشروع باعتباره الطريق الأفضل لعودة سوريا لتسيد واجهة كرة القدم عربياً وإقليمياً استناداً على إمكانيات وخبرات “أبو عيون زرق” المدرب الهولندي مارك فوته صاحب المهمات المتعددة في منتخبي الشباب والأولمبي.

 

وبعد “بروباغندا” المشروع يضاف إليها الدعم اللامتناهي “للمدرب الأشقر” وتوجهاته وخططه وتلبية كافة متطلباته على مدار العام الماضي شارك منتخبنا الأولمبي بقيادة “فوته” خلال الأيام الماضية في بطولة غرب آسيا المقامة في العراق

 

وخرج المنتخب من دور المجموعات بعد تلقيه هزيمتين أمام فلسطين وإيران على التوالي وذلك بعد خسارته مع لبنان ودياً خلال عملية التحضير للبطولة.

 

ولتجنبه الهجوم الجماهيري المتوقع قام اتحاد “رمضان” بحركة استباقية على مبدأ “لا يموت الديب ولا يفنى الغنم” حيث أعلن الأربعاء عن إقالة الكادر الفني والإداري لمنتخب سوريا الأولمبي مع الإبقاء على “فوته” مديراً فنياً مسؤولاً عن تطوير الفئات العمرية في اتحاد كرة القدم حتى نهاية عقده.

 

عودة إلى اللعبة

السؤال الأول المتعلق بتصريح مدرب منتخبنا الشاب جاء بعد خسارة منتخبنا في بطولة أسيا 2023 أمام أندونيسيا وتوديعه البطولة بعد “بروباغندا” تجهيز وتحضير مشابهة لما حدث مع الأولمبي في العراق.

 

ورغم اختلاف المفردات إلا أن “اتحاد رمضان” الذي منع الجماهير الرياضية من التعليق والتعبير عن رأيها على صفحته الرسمية منذ استلامه لأول مرة تاريخياً، أطلق قبل تصريح “فوته” في أسيا 2023 الوعود بتحسن الكرة ليعيد الأمر قبيل بطولة غرب أسيا في العراق عبر مشروع تطوير الكرة.

 

أسئلة

 

كيف لاتحاد يعمل على مشروع تطوير الكرة السورية ويدعي توفيره لكل مستلزمات المنتخبات للنجاح ان يصدر قرار بإقالة طاقم فني لمنتخب دون إقالة رئيس هذا الطاقم لا بل وإلصاق مهمة تطوير المشروع على عاتقه؟

 

هل يتغطى “أبو الطيب صلاح رمضان” واتحاده بمظلة “فوته” عبر تحميله كل تركة الفشل الحالية والقادمة كي لا يتوجه إليهم أحد باللوم وفق مبدأ “مدرب أجنبي وجبنا وخطة ومشروع وساوينا شو بدكم أكتر”؟

 

متى يستطيع الهولندي “فوته” تحمل مسؤوليته كمدرب وحل المشكلات التي ظهرت في خططه من صعوبة قراءة خصومه ومعاناته مع جميع الفرق التي واجهها وهذا ما اتضح من خلال سجل نتائجه السلبي مع منتخبي الشباب والأولمبي؟.

 

هل يعقل أن دولة محتلة منذ أربعينات القرن الماضي كفلسطين تملك المقومات للانتصار على منتخباتنا وهل يمكن للمنتخب اللبناني الذي تعيش بلاده ظروف شبيهة ببلادنا الفوز بسهولة عندما يواجه فرقنا والأمر ينطبق على موريتانيا وغيرها؟

 

متى سنحقق الانجاز ونصبح كالعراق 2004 الذي كان يقاتل على أرضه أبشع أنواع احتلال الأرض ، لكنه قدم نموذج يحتذى به للانتصاروحمل كأس اسيا هدية لشعبه العظيم، خصوصاً وأن الحجج التي كانت تنسجها اتحاداتنا السابقة عن الحرب وأثارها باتت في طي النسيان بعد كل الاستقرار السياسي والعسكري الذي تمر به البلاد؟

 

يبقى جانب الحصار الاقتصادي، وهو السبب “الساقط” حكما من كل الحسابات، كون المنتخبات التي نتحدث عنها شاركت بمعسكرات داخلية وخارجية، أكثر من أي منتخب بتاريخ سوريا على الأغلب.

 

في النهاية ورغم عزوفه عن المتابعة المحلية ووضع آمال فرحه الكروي على أكتاف منتخبات البلدان العربية تحمس الجمهور السوري قليلاً بعد “بروبغندا” مشروع تطوير الكرة لكنه لم يستمر في حماسه لأبعد من بطولة غرب أسيا الجارية حالياً في العراق حيث باتت مطالبه تتمحور ليس حول إنقاذ المنتخب من التخبطات والتجاذبات بل من يد الاتحاد الحالي ومشاريعه.

 

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى