العناوين الرئيسيةمجتمع

“الملقسة”.. أكلة منطقة مصياف التراثية وصديقة الجمعات النسائية 

تجتمع أم محمد (65 عاماً) في جلسة عائلية مع بناتها الثلاثة حول طاولة مطبخها في مدينة مصياف بريف محافظة حماة، وتوزع فيما بينهن مراحل إعداد أكلة “الملقسة”، وهي إحدى الأطباق التراثية المحببة لأهالي المدينة.

أم محمد، شرحت في حديث لتلفزيون الخبر خطوات تجهيز ” الملقسة”، فهي تبدأ بصنع العجينة المكونة من برغل وطحين مع قليل من المياه أو الزيت والقليل من الملح ومن ثم تركها فترة كافية حتى تختمر.

وتابعت أم محمد: “نجتمع أنا وبناتي لتحضير هذه الأكلة التي تتطلب مجهوداً كبيراً ووقت تحضير يصل حتى 4 ساعات، ولذلك يساعد العمل الجماعي على تسهيل المهمة وخلق جو من المرح”.

وأكملت المرأة الستينية حديثها: “أقوم بعد ذلك بتقطيع العجينة وتوزيعها على بناتي لتقوم كل واحدة منهن بتحويلها إلى شكل طولي، ونأخذ قطعاً صغيرة منها بحجم حبة الحُمص تقريباً تسمى كرات الملقسة،لنقوم بعدها بصنع أقراص الكبيبات، وهي التي تشبه الكبة المعروفة لكنها تكون بحشوة مختلفة من العجينة ذاتها”.

 

وتابعت: “أقوم بعدها بتجهيز حشوة الكبيبات المؤلفة من الفليفلة، البقدونس، الجوز، التوم والحامض، ليكون حشي الكبيبات أخر مراحل تجهيز الملقسة قبل طبخها .

 

وأردفت أم محمد: “نضع طنجرة مملوءة حتى منتصفها بالماء على الغاز، ثم أبدأ بإضافة كرات الملقسة وأضيف أقراص الكبيبات بعدها مع ملقعة من الطحين حتى تتماسك مع بعضها”.

 

وبينما تنتظر أم محمد وصول الطنجرة إلى مرحلة الغليان، توضح كيفية تجهيز “التقلاية” عن طريق قلي قطع البصل أو الثوم حسب الرغبة مع القليل من زيت الزيتون لوضعها على وجه الطبخة مع إضافات أخرى حسب الرغبة مثل البقدونس أو دبس الرمان.

 

من جهته، تحدث المصور مهند شاهين لتلفزيون الخبر، وهو المهتم بتوثيق الأماكن التراثية المختلفة في المدينة، عن أكلة “الملقسة” التراثية فهي الأشهر والأشهى منذ عشرات السنيين حتى يومنا هذا بالنسبة لسكان مصياف، حسب قوله.

 

وقال مهند: “إن الملقسة تؤكل في جميع الفصول لكنها تعتبر أكلة الشتاء المفضلة حيث تساعد سخونتها على تدفئة الجسم في مواجهة برد مصياف القارس، وإن حبنا لهذه الأكلة ينبع من جو الألفة والمحبة الذي يرافق مراحل تحضيرهاحيث تجتمع الصبايا و النساء وسط أجواءٍ من المرح و الدردشات”.

 

وتتميز منطقة مصياف بالعديد من الأطباق والمأكولات المعروفة ببساطة مكوناتها و قلة تكاليفها والتي اضطر معظم المواطنين للعودة إليها نظراً الظروف الاقتصادية الحالية.

 

مرح ديب – تلفزيون الخبر – حماة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى