“في حال شراء الخضروات بأسعار السورية للتجارة”.. كم يوم سيعيش راتبك؟
“تمشي ميساء (40 عاماً) يومياً، من منزلها حتى صالة السورية للتجارة في حي الزهراء بمحافظة حمص لشراء الخضروات بأسعارها على النشرة بغرض التوفير، لكن مع ذلك لايصمد الراتب أكثر من ثلاثة أيام”، بحسب ما قالته لتلفزيون الخبر.
وأضافت “ميساء” (ربة المنزل ولديها أربع أولاد) “يسلمني زوجي راتبه في بداية الشهر، والذي يبلغ 139 الف ليرة بعد خصم القرض”.
وتابعت: “الراتب لايكفي ثلاثة أيام للأكل فقط، فمثلاً تعتبر المقالي أكثر الطبخات توفيراً، وتكلفتها تصل إلى 50 الف ليرة، وذلك بأسعار السورية للتجارة”.
وأكملت “المقالي لستة اشخاص، تحتاج 3 كيلو بطاطا سعر الكيلو 1800، واثنان باذنجان بسعر 2000، وآخران كوسا بسعر 2700، ثم لتر زيت بسعر 15000،ولانستطيع صنع الفتوش بجانبها، لذلك نعوض عنه بسلطة من البندورة والخيار مع البصل بالزيت تصل تكلفتها ل10 الأف ليرة”.
وأشارت “ميساء” إلى أنه تمر بعض الأيام خلال الشهر دون طبخ، حيث يأكلون من ماطبخ في اليوم السابق، وذلك لتجنب أي طارئ يحدث مثل زيارة بعض الضيوف أو المناسبات.
من جانبه، شرح زوج ميساء (رائد) اسم مستعار، لتلفزيون الخبر أنه “يعمل بالإضافة للوظيفة عملين آخرين، أحدهما في تجارة الدراجات النارية، والآخر في شراء بعض الأدوات المستعملة ثم بيعها”.
وأضاف: “لايمكن الاعتماد على راتب الوظيفة الذي لايكمل الثلاثة أيام للطبخ فقط، ومع وجود عملين آخرين نحاول إكمال مصروف الشهر دون الحساب لأي شئ طارئ”.
ولفت “رائد” إلى أن” الفواكه الصيفية أصبحت من المحرمات، ولايمكن شراء سوى في بعض الأيام القليل من التفاح ذو الحجم الصغير بسعر 2600 ليرة”.
ويعتمد “كريم” (36 عاماً) بالإضافة لراتبه وراتب زوجته على بعض الحوالات المالية من أخيه في الخارج لسد المصروف الشهري والذي يصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية”، كما عبر لتلفزيون الخبر.
وأكمل “كريم” الموظف في القطاع الحكومي، “لايوجد فرق كبير بين أسعار السورية للتجارة والخضرجية في السوق، ومع ذلك لاتوجد طبخة تحت 50 الف ليرة، وعندما نشتهي نوع من المأكولات نحاول تغير ترتيبات المصروف الشهري”.
“ويقبض كريم مع زوجته 300 ألف ليرة من وظائفهم الحكومية، ولكن بعد خصم مصاريف النقل، لايبقى سوى 250 ألف، وحاولت منذ حوالي السنة الإقلاع عن التدخين لأنه يحتاج راتب كامل”، كما قال كريم.
وأوضح: “يشتهر هذا الشهر بالفاصولياء والبازلاء، وسعر كيلو الفاصولياء في سوق الهال 6500 مثل سعر السورية للتجارة، كما أن سعر البندورة 2400، والفليفلة الحدة 1200 ليرة والثوم 500 ليرة، طبعاً مع إلغاء الارز والاكتفاء بالفاصولياء بالبندورة”.
وبين: “يرسل أخي المهاجر شهرياً بما يعادل 200 دولار، وذلك للتمكن من سد المصاريف الشهرية، حيث لدي ثلاثة أولاد، أصغرهم فتاة رضيعة تحتاج لوحدها مايعادل ثلاثة رواتب وظيفية”.
ونشرت مؤخراً السورية للتجارة نشرة لأسعار بعض الخضار بقصد ضبط أسعار السوق، والتي مهما انخفضت ستبقى لاتقارن بالراتب الزهيد للموظف.
ويكاد لايمر شهر دون أن يتحف الناس بزيادة ليلية لبعض الأسعار، دون المساس بالخط الأحمر لدى السوريين وهو الراتب، حسب تعبيرهم.
يشار إلى أن المواطن السوري يحاول البحث عن مصادر رزق إضافية بشتى الوسائل، ليستطيع أن يعيش مع عائلته بأبسط متطلباتها في ظل الظروف الراهنة.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر