معاناة مرضى الداء الزلاقي وحساسية سكر الحليب تتفاقم في ظل تكلفة العلاج
تتنقل “ولاء” بين الصفحات والمجموعات الطبية في محاولة للبحث عن معلومات تساعدها في التعرف على الداء الزلاقي، وهو مرض زوجها الذي ألمّ به حديثاً، وكيفية تنظيم حميته و مشاركته أسلوب حياته الجديد.
تروي “ولاء” لتلفزيون الخبر، أن هذا المرض ظهر لدى زوجها حديثاً، بعد فترة معاناة من الالتهابات المعوية المترافقة مع نقصٍ في الوزن.
وأضافت “ولاء”: الأطباء أكدوا لنا عدم وجود علاج تام و ألزموا زوجي باتباع حمية تخلو من القمح ومشتقاته، وبعض الخضروات التي من الممكن أن تسبب تهيجاً للأمعاء”.
وبيّنت “ولاء” أن الالتزام بالحمية أمر صعب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فالمنتجات الخالية من الغلوتين متوفرة لكن تكاليفها مرتفعة حيث يصل سعر ربطة خبز الذرة إلى 8 آلاف ليرة سورية ولا يمكن الاعتماد عليها فقط.
واضافت ” كذلك عدم القدرة على تجهيز وجبات للحمية ووجبات أخرى لباقي أفراد الأسرة، مما يضطر المريض إلى الابتعاد عن الحمية، أو يضطر باقي الأسرة مشاركته وجبات حميته”.
وتابعت “ولاء”: “أحاول التقليل من صعوبة ذلك من خلال صنع خبز الذرة في المنزل، بالإضافة لاستبدال مواد بعض المأكولات بمواد أخرى تتناسب مع الحمية، مثل تحضير الكبة من اللحمة والبطاطا، بالإضافة لتحضير حلويات من طحين الذرة والتمر”.
بدورها بيّنت والدة تيم (وهو أحد مرضى حساسية سكر الحليب اللاكتوز) لتلفزيون الخبر، أن انقطاع حليب الأطفال المخصص لعمره، واضطرارها إدخال الحليب البقري و مشتاقته في تغذية ابنها أدى إلى اكتشاف مرضه.
وقالت “والدة تيم”: “بعد تشخيص مرضه تم منعه بشكل تام عن الحليب ومشتقاته باستثناء الحليب الصناعي المناسب لعمره والخالي من اللاكتوز، الأمر الذي شكل صعوبة كبيرة لنا بسبب عدم توفر هذا الحليب في معظم الأحيان، و الارتفاع الكبير في سعره فقد يصل سعر العلبة الواحدة إلى 43 ألف ليرة سورية وهو بحاجة علبتين أسبوعياً”.
أخصائية التغذية نغم وسوف (عضو هيئة تدريسية في كلية الطب جامعة البعث) أوضحت لتلفزيون الخبر، أن الداء الزلاقي أو عدم تحمل غلوتين القمح هو مرض مناعي ذاتي، يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الأمعاء الدقيقة بعد تناول الغلوتين وهو بروتين موجود بشكل أساسي في القمح والشعير.
وتابعت “وسوف”: “من أبرز أعراضه الإسهال والألم المعدي وعسر الهضم، ومن مضاعفاته طويلة الأمد ونتيجة صعوبة هضم بعض الأطعمة وامتصاصها بشكل جيد، يحدث نقص في بعض المغذيات وبالتالي سوء التغذية، بالإضافة لنقص الوزن والاضطرابات العصبية وهشاشة العظام ومشاكل في النمو والتطور لدى المصابين من الأطفال”.
أما بالنسبة لعدم تحمل سكر الحليب شرحت “وسوف” أنه “عبارة عن مرض قد يكون خلقي أو قد يظهر في أي مرحلة عمرية، وهو ناتج عن عدم إفراز الأمعاء الدقيقة كميات كافية من إنزيم اللاكتاز القادر على هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب و مشتقاته.”
وأوضحت “وسوف ” أن” أعراضه تتمثل بشكل رئيسي بانتفاخ البطن والإسهال والآلام المعدية، مؤكدةً عدم وجود علاج حتى الأن سوى باتباع حمية والابتعاد فيها عن الحليب و مشتقاته واعتماد مصادر أخرى لتعويض الكالسيوم الموجود في الحليب كالسبانخ و السمسم والتين المجفف”.
ووجهت “وسوف” نصيحة لجميع المرضى وذويهم بقراءة اللصاقات الموجودة على المنتجات الغذائية، والتأكد من خلوها التام من الغلوتين أو اللاكتوز .
يشار إلى أن هنالك جمعيات متخصصة بدعم مرضى الداء الزلاقي عبر توفير منتجات الحمية، أو نشر معلومات توعوية للمرضى الذي أصبح يشكل مرضهم عبئاً مضاعفاً في ظل واقع صعب على الجميع.
مرح ديب – تلفزيون الخبر