أين هي لجنة “تهيئة الرأي للعام”؟

أصدر رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس القرار رقم “2007” بتاريخ 2/12/2021 القاضي بتشكيل لجنة دعم إعلامي برئاسة معاون وزير الإعلام لشؤون التطوير الإعلامي.

ونص القرار على عدة بنود تشرح عمل اللجنة أهمها “تنسيق المعلومات المتداخلة بين الوزارات المعنية المتعلقة بكل قرار مزمع إصداره وصياغة مسوغاته لإصداره وتحديد مسؤولية كل وزارة عند تطبيقه وتوحيد الخطاب الإعلامي والمعرفي الموجه إلى الرأي العام”.

إضافة إلى “التنسيق مع وسائل الإعلام لتهيئة الرأي العام قبل صدور قرارات تتعلق بالحياة المعيشية للمواطنين على أن تجتمع اللجنة بشكل دوري أو عند الضرورة بدعوة من رئيسها”.

وضمت اللجنة في عضويتها بحسب القرار كل من معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة لشؤون المجالس ومعاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية لشؤون التنمية الاقتصادية ومعاون وزير النفط والثروة المعدنية لشؤون التكرير ومعاون وزير الصناعة.

كما تضم معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لشؤون التجارة الداخلية ومعاون وزير النقل لشؤون النقل البري والبحري ومعاون وزير الكهرباء لشؤون تنظيم قطاع الكهرباء ومعاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي لشؤون الإنتاج النباتي .

واعتاد السوريون على صدور قرارات تتعلق بالخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين كان آخرها “تحديد” أسعار البنزين أوكتان 95 وأسعار أسطوانة الغاز المنزلي المدعوم والحر والصناعي.

ونص القرار على “تحديد” سعر البنزين أوكتان 95 ب7600 ليرة وسعر أسطوانة الغاز المنزلي المدعوم 15 ألف ليرة والحر من داخل البطاقة أم من خارجها ب50 ألف ليرة وأسطوانة الغاز الصناعي ب75 ألف ليرة.

وجاءت هذه القرارات كسابقاتها من حيث إصابة المواطن بالذهول والصدمة لجهة التوقيت ليس توقيت الصدور ف”الليل” أصبح موعداً ثابتاً لقرارات “تحديد الأسعار” لا يختلف عليه وزير.

لكن الصدمة لما تكابده البلاد من حصار اقتصادي غير مسبوق أخر ما يحتاجه المواطن فيها “تحديد” سعر هنا و”تعديل” آخر هناك (كون رفع الأسعار غير مُدرج في الخطاب الرسمي).

وحاول فريق تلفزيون الخبر تتبع أثر لجنة “تهيئة الرأي للعام” بحثاً عمن يجيب عن آلية عملها وجدوى تأسيسها ومدى اتساقها مع هدفها الأساسي “تهيئة الرأي العام قبل صدور قرارات تتعلق بالحياة المعيشية للمواطنين”.

وكان “أول القصيد” هو التواصل مع الجهة “المؤسسة” للجنة وهي رئاسة مجلس الوزراء حيث تواصل فريق التلفزيون مع المكتب الصحفي لمجلس الوزراء.

وقال المعنيون بالمكتب الصحفي لتلفزيون الخبر أن “هناك وزارات مُشكلة لهذه اللجنة يمثلها معاونين ضمنها ويجب التواصل مع كل معاون وزير عضو في اللجنة على حدى ليشرح عمل وزارته ضمن اللجنة”.

ولأن الجواب لم يكن كافياً لفهم مهام اللجنة وكيفية تهيئتها للرأي العام كان يجب البحث عن “جُهينة” التي تملك “الخبر اليقين” عن اللجنة وأعمالها وبعد التواصل مع المعنيين في وزارة الإعلام أخبرونا أن المشرف على عمل اللجنة هو معاون وزير الإعلام أحمد الضوا.

وامتنع معاون الوزير “الضوا” عن تقديم أي توضيح بخصوص عمل اللجنة واجتماعاتها وفاعليتها.

يذكر أن الرئيس بشار الأسد لطالما أكد عبر خطاباته ومقابلاته مع الوزراء على ضرورة التمتع بالشفافية مع المواطنين والإعلام.

وقال الرئيس الأسد خلال اجتماعه مع الحكومة في أب 2021 أن ” في موضوع التواصل دائما لدينا مشكلة حقيقية ودور الإعلام يتمثل في أن يكون جسراً بين المواطن والمسؤول”.

وتابع الرئيس “إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعاً بين المواطنين لا يمكن للإعلام أن ينجح إذا لم تتوفر لديه المعلومة والمعلومة موجودة في باقي المؤسسات والوزارات بشكل أساسي”.

وأكمل الرئيس “إن لم تتعاونوا مع الإعلام لا يمكن أن ينجح وبالتالي إذا نجح الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه وإذا فشل الإعلام ستكونون جزءاً منه”.

وشدد الرئيس على ضرورة وجود استجابة لكل متطلبات الإعلام بالمعلومة وبالتصريح وبالبيان “أتمنى أن نعطي هذه النقطة أهمية وليس خبر الزيارة والنشاطات المواطن يهتم بالقرار والنتائج”.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر