في اليوم الدولي للمتاحف.. ماذا تعرف عن متاحف سوريا؟
نطق عالم المسماريات الفرنسي شارل فيرلو عبارة تلخص قيمة سوريا في التاريخ العالمي وما تحتويه من إرث تباهي به جميع البلاد حيث قال “لكل إنسان وطنان.. وطنه الأم وسوريا”.
وفي ذكرى احتفالية اليوم العالمي للمتاحف قدم مدير المكتب الإعلامي لجمعية “أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية” هادي ابراهيم خلال حديثه مع تلفزيون الخبر نبذة عن المتاحف السورية.
وأفاد “ابراهيم” أنه “تنقسم المتاحف في سوريا لمتاحف حكومية وأُخرى خاصة تأسست بمبادرات فردية أو شخصية ويأتي في مقدمتها المتحف الوطني بدمشق الذي يعتبر من أهم 10 متاحف بالعالم بحسب تصنيف 2019”.
وتابع “يحتوي المتحف على 5 أقسام تلخص جزء من تاريخ سوريا حيث يحتوي مقتنيات نادرة مثل أبجدية أوغاريت والمدفن التدمري والقاعة الشامية وكنيس دورا أوروبوس وعدد ضخم من القطع والمنحوتات الأثرية الحجرية والفخارية المعروضة فيه”.
وأكمل “خلال الحرب على سوريا تم إغلاق المتحف بشكل كامل حفاظاً على موجوداته ومع عودة الاستقرار للمناطق السورية أعاد المتحف الوطني افتتاح أبوابه للزوار وأعيد افتتاح قسم الفن الكلاسيكي فقط والعمل جار لإعادة افتتاح كامل أقسام المتحف”.
وحول متحف حلب الوطني تحدث “ابراهيم” أنه “يعد من أهم المتاحف على مستوى العالم لما يحتويه من لقى يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد فضلا عن أعمال خالدة لأعظم فناني حلب وصنف متحفاً إقليمياً ويضم 5 أقسام”.
وأضاف “شكلت بعض آثار موقع تل حلف في شمال سوريا التي تعود للعصر الحجري الحديث النواة الأولى لمعروضاته حيث زين المدخل بنسخة من واجهة القصر الملكي في التل وتعود إلى القرن 9 قبل الميلاد”.
وأكمل “من روائع القطع الأثرية المحفوظة في المتحف تمثال أمبوشاد الكاتب الرئيسي في ماري الألف الثالث ق.م وتمثال إله من البرونز المذهب من مصياف الألف الثاني ق.م ولوح عليه إله جالس على كرسيه يعتقد أنه إيل وأمامه يقف ملك ماري الألف الثاني ق.م وتمثال أسد بازلتي من أرسلان طاش القرن 9 أو 8 ق.م ونصب لملقارت الفينيقي القرن 9 ق.م”.
وتحدث “ابراهيم” عن المتحف الزراعي المجاني بدمشق الذي يتبع لوزارة الزراعة ويتألف من ممرين 7 قاعات حملت كل قاعة اسم عالم من علماء العرب المسلمين الذين اشتهروا بعلم النبات والحيوان”
وتعرض ضمن هذه القاعات “دوات زراعية واسمدة وأدوات لمساحة الاراضي ومحلجة قطن وطيور جارحة وأليفة وغنم واسماك (حنطت كلها من اجل العرض) وخلية نحل وسلحفاة والخضار والفاكهة وحبوب ونباتات وازهار بالإضافة إلى الازياء الشعبية والمخططات والمحاريث والطوابع الزراعية وغيرها”.
ويعتبر المتحف المدرسي للعلوم بدمشق التابع لوزارة التربية بحسب “ابراهيم” واحداً من أهم المتاحف في الشرق الأوسط ومهمته توثيق وحفظ ذاكرة مدارس دمشق في التاريخ الحديث لاطلاع الأجيال الجديدة عليها وإكسابهم الغنى البصري والمعرفي اللازم لبناء شخصياتهم”.
وأردف “كان أحد أهم أسباب إنشاء المتحف هو وجود كمية كبيرة من الحيوانات المحنطة التي تبرع بها لمحافظة دمشق الصياد حسين ابش والتي جمعها منذ عام 1910 من خلال رحلات الصيد التي كان يقوم بها في إفريقيا والهند”.
وعن المتحف الأرامي بريف دمشق شرح “ابراهيم” أنه “من أهم الصروح ذات القيمة الأثرية والتاريخية وهو عبارة عن بيت تراثي عمره يتراوح بين 400 و500 سنة يوثق تاريخ الأدوات الريفية باللغة الآرامية وكل المقتنيات الأثرية الموجودة في هذا المتحف كانت موجودة في بيوت أهالي جبعدين وتم جمعها خلال الحرب للحفاظ عليها وعلى تراث جبعدين القديم الذي كان هدفاً للحرب”.
وأشار “ابراهيم” في حديثه إلى متحف الحرير الطبيعي بمصياف الذي أقامه محمود سعود لنشر الوعي حول هذه الصناعة التراثية والتعريف بها وحمايتها من الاندثار معتمداً على عرض الأدوات التراثية المستخدمة في صناعة الحرير اليدوي بدءا من أدوات تربية دودة القز وانتهاء بنول الحياكة لخيط الحرير”.
إضافة ل”عرض القطع التراثية كالفخاريات القديمة والأدوات الزراعية التي كانت تستخدم في الماضي في محاولة للحفاظ على حكايا الأجداد وأصالة العادات والتقاليد”.
وختم “ابراهيم” حديثه حول متحف عدنان المالكي بدمشق الذي حفظت فيه ذكرى أحد أهم الشخصيات في تاريخ سوريا العسكري ويحتوي على غرفتين وفناء بهو يفصل بينهما تتألف الغرفة من ناحية اليمين من طاولة ومكتبة صغيرة وسجل للزائرين يدون فيه الزيارات ومكتبة صغيرة تحتوي بعض الكتب التي تخص الش.هيد المالكي وبعض الوثائق.
أما الغرفة الثانية توجد فيها “بدلة الش.هيد العسكرية وعليها آثار الدماء لحظة وقوع جريمة الاغتيال مع المسدس الذي اغتيل به الشهيد وتحتوي الغرفة على تمثال نصفي وبعض الصور الضوئية التي تعكس حياة الشهيد ونشاطاته من عروض عسكرية وغيرها إضافة إلى لافتات قماشية تمجد أعياد الجلاء والمناسبات الوطنية السورية”.
يذكر أن العالم يحتفي في 18 آيار من كل عام بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف وذلك بالتنسيق مع المجلس الدولي للمتاحف “ICOM” وانطلقت المناسبة منذ 1977.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر