حرمتهُ الحياةَ نصيبَه بالمشي فباعهُ على كرسيّه المتحرك..”شعبان حمود” فتى اليانصيب في حمص
وسطَ جوٍّ ملبّدٍ بغيومٍ أرسلت أولى قطراتها، منذرةً بإفراغ حمولةٍ وافرة بحسب التوقعات، يتخذ شعبان حمود ذو الـ 15ربيعاً مكاناً ملائماً لبيع اليانصيب قرب زاوية كاسر بحي الأرمن في مدينة حمص.
يوزّع شعبان ابتساماتٍ متفرقة على المارة عند تقاطع الطرقات الشهير، عارضاً عليهم شراء أوراق اليانصيب، كاملةً أو نصفَ ورقة، ليكسب بها مدخولاً يساعد من خلاله والدته في مصروف المنزل.
يقترب بكرسيه الكهربائي أمتاراً ويرجعها، يقودها باحترافية عالية قرب السيارات، ولعله يتخيلها سيارة بالفعل، فهذا ما أوحت به حركات جسده بشكل واضح، حتى تحدث لتلفزيون الخبر عن سر هذه (الشوفرة) حسب تعبيره.
“هدية جديدة من واحد ابن حلال”، يفصِحُ شعبان بسرور عن سبب إبقائه لكرسيه تتحرك يميناً ويساراً، فهي كهربائية مريحة مختلفة عن القديمة، التي أرهقت يدي أنا والدتي أيضا ً، يضيف لتلفزيون الخبر.
ويكمل الفتى حديثه بينما يبقي ورقات معدودات مرتفعات في يده قائلاً: “ولدت هكذا مصابا ً بشلل الأطفال، وأكد الأطباء أن لا أمل لي بالمشي، رغم إجراء العديد من العمليات الجراحية، التي اعتقدت أنها ستمحني ذلك الشعور الذي لم أعرفه أبدا ً”.
وعن الأماكن التي يتنقل فيها لبيع أوراق اليانصيب، أشار شعبان إلى أنها: “متنوعة وكثيرة غير ثابته، إلا أنها تتركز بحي الزهراء الأرمن، المهاجرين، طريق الستين، وهي شوارع مكتظة أجد فيها رزقي إضافة لكل زملائي الباعة”.
“خلقة الله والحمدلله على كل حال”، يتابع شعبان لتلفزيون الخبر، فهذه مشيئته ولا يجب علينا الإعتراض أبدا ً، وحقيقة الأمر أنني تقبلت حياتي على وضعها الراهن، أعيشها كأي طفل طبيعي دون أي تذمر من حكم الله”.
وعن أسباب عمله على كرسيه المتحرك، قال شعبان: “الأوضاع الإقتصادية الراهنة صعبة، وعلينا العمل بجد كي نكسب رزقنا ونأكل لقمتنا الحلال سيما أن والدي متوفي، حيث أساعد والدتي قدر استطاعتي وهي التي تعمل بدورها، والأمر نفسه ينطبق على أخي”.
وأكد الفتى المبتسم دائماً لتلفزيون الخبر أن: “العمل مستمر منذ ثلاثة أعوام، صيف شتاء، من الصباح وحتى ما قبل مغيب الشمس، بعد أن أبذل جهدي ببيع كل الأوراق، والعودة إلى منزلنا في حي المهاجرين، مع أمنيتي للجميع بالربح وتحسين أوضاعهم المادية عن طريقي”.
“بدي أمشي بس مليت من المعالجات”، لا يخفي شعبان شعورين متناقضين بداخله كما عبّر بجملته العامية، فمن جهة يشعر بالحزن لعدم فائدة المحاولات الطبية السابقة، ومن جهة أخرى يبدي أمله بالله وقدرته، كما قال لتلفزيون الخبر.
آملاً بسماع قصته من كل المعنيين، راغباً بأن يعالج في أي دولة بالعالم، وإلى حينها سيبقى شعبان-كما يؤكد- يبيع أوراق اليانصيب للحالمين بالحظ الذي لم ينل حصته منه، عسى أن يأتي دوره قريباً.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص