“ورشتي”..مشروع خشبي للجريح رامي ميهوب في طرطوس
لم تنل إصابة الشاب رامي ميهوب، ابن منطقة القدموس، بريف محافظة طرطوس، من عزيمته وإصراره على متابعة حياته، والعمل في مجال أحبه وأتقنه وبات يؤمن له مدخولاً ماديا ً جيداً.
وقال رامي لتلفزوين الخبر: “تعرضت للإصابة عام 2013 أثناء قتال المجموعات المسلحة، وبلغت نسبة العجز 80%، إلا أنها لم توقف رغبتي بالحياة”.
وأضاف “ميهوب” لتلفزيون الخبر: “كان لا بد بعد الإصابة، من إيجاد عمل يحقق لي مدخولاً مادياً يساعدني على العلاج والعيش بكرامة كي أكون فرداً فعالاً في المجتمع”.
وعن فكرة الأشغال الخشبية التي بدأ فيها، أشار “ميهوب” إلى أن: “الفكرة أتت من خلال مقطع فيديو شاهدته على اليوتيوب،
وكانت الإنطلاقة بصنع مخرطة خشب من محرك غسالة قديمة، وعدة قطع من الخشب والبراغي، ورغم بساطتها فقد كانت تجربة ناجحة”.
وبين الجريح رامي لتلفزيون الخبر أن: “البداية كانت بصنع كؤوس خشبية ومجسمات، ومن ثم طورت العمل وجمعت بعض المعدات لتسهيل العمل، حتى استطعت بعد فترة وجيزة أن أنشأ ورشة صغيرة بغرفة مساحتها 4 أمتار مربعة للعمل بها”.
وأكمل رامي: “كانت الورشة هي مشروعي الذي انطلقت به بجهد فردي بحت، وكوني من منطقة ريفية بعيدة عن المدينة فقد واجهت صعوبات في التسويق والبيع ما دفعني للتسويق عن طريق الفيسبوك”.
وتابع الجريح لتلفزيون الخبر: “أنشأت صفحة للعمل وبدأت التسويق عليها، وكان البيع يتم بشحن الطلبات عن طريق شركة القدموس إلى مختلف المناطق في كل المحافظات” .
ولفت رامي إلى أنه: “تم التركيز في أعمالي على أن تجمع ميزتي الإستعمال والمنظر الجمالي في الوقت نفسه كالصواني والكؤوس الخشبية، واللوحات المرسومة بالنار، وأطقم خشبية خاصة لمشروب المتة، وبارات المشروب، وكل مايطلبه الزبائن”.
وفيما يتعلق بالوقت الذي يتطلبه العمل، أوضح رامي أن: “كل قطعة تأخذ وقتاً مختلفاً عن الأخرى، فهناك طلب يكون من قطعة واحدة، وطلب آخر مؤلف من عدة قطع، حيث أشتري الخشب الجديد من السوق لتبدأ عملية تحويله إلى الشكل المطلوب”.
وأكمل رامي لتلفزيون الخبر: “أعيش حياتي بشكل طبيعي، ولم تعقني إصابتي من العمل ومتابعة نشاطاتي، حيث أقوم بإنجاز العمل من على كرسي المتحرك وتزوجت، وأشعر بالرضى الكامل في حياتي، مع تشجيع عائلتي المستمر”.
أما الصعوبات التي يواجهها في عمله، ذكر رامي لتلفزيون الخبر أنها: “بشكل أساسي تتمثل برفع الاسعار بشكل مستمر من قبل تجار الخشب ومواد الموبيليا والدهانات وغيرها من اللوازم”.
ويوجه رامي رسالته إلى الجرحى بأن: “لا تنتظروا مساعدة أحد في الأكل والشرب واللباس، بل عليك التسلح بالصبر والعمل إن استطعت ذلك، وأن تؤمن بنفسك وبالله الذي سيجد لك مخرجاً”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر