ما دور الجمعية السورية للمعلوماتية في تطبيق “الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي”؟
تلعب الجمعية السورية للمعلوماتية دوراً هاماً في الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي للخدمات الحكومية، والتي سبق وأن اعتمدها مجلس الوزراء، بهدف “إحداث تغيير جذري في كيفيّة تقديم المؤسسات لخدماتها للمستهلكين النهائيين، بطريقة رقمية مؤتمتة، شفافة، شاملة، ومتكاملة”.
بهذا الخصوص، أفاد رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، المهندس محمد حسان النجار، لتلفزيون الخبر، أن “الجمعية ستكون مساعد رئيسي للحكومة في تدعيم فرقها الاستشارية في مرحلة التحوّل الرقمي بالخبرات اللازمة، وذلك بخبراتها المتراكمة عبر السنين من العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في سوريا، وبكوادرها المدربة”.
وبيّن “النجار”، أن “الجمعية تساهم بتدريب الكوادر العاملة في القطاعات المختلفة، من خلال مراكز التدريب والتأهيل الموزّعة على كامل الجغرافية السورية، إضافةً إلى تأمين بيئة معلوماتية آمنة لاستضافة بيانات القطاعات الحكومية المختلفة، وتحليل تلك البيانات، مما سيسهم بدعم نظم القرار، من خلال مراكز البيانات”.
وتابع رئيس الجمعية السورية للمعلوماتية “إضافةً إلى شركة مزوّد خدمة الإنترنت، وما تقدّمه من خدمات للقطاعات المختلفة، وجميعها تصب في مسار واحد، وهو دعم منظومة التحوّل الرقمي الوطنية”.
وعن أبرز المشاريع التي ستشارك بها، أجاب “النجار”: “ستكون الجمعية حاضرة بأي مشروع من مشاريع التحوّل الرقمي يتطلب خبرة فرق العمل بالجمعية والدعم اللوجستي اللازم لذلك، من خلال الكوادر البشرية ومركز البيانات وشركة المزوّد وخدمات التدريب والتأهيل”.
وأوضح “النجار”، أن “التحوّل الرقمي لن يقتصر على استخدام منظومات رقمية، إنما يحتاج تأمين كل متطلبات نجاح تطبيق هذه المنظومات واستثمارها بالشكل الأمثل، وحفظ البيانات وتحليلها وتأهيل كوادر قادرة على التعامل معها، وكل هذه الإمكانيات من الدعم يمكن للجمعية أن تكون حاضرة فيها، وتلعب دوراً هاماً في تحقيقها”.
وحول اعتمادية صناعة البرمجيات، وبرنامج التدريب والاعتمادية الخاص بتدريب الكوادر البشرية، قال “النجار”، إن “تنظيم قطاع العمل في صناعة البرمجيات التي يمكن أن نعدها أحد أهم طرائق الاستثمار، ولاسيما عندما نتحدث عن الاقتصاد المعرفي، والذي يعتبر مرحلة أساسية لنجاح هذا المجال، والإسهام برفع جودة المنتجات البرمجية لتصبح بالسوية المطلوبة”.
وأضاف رئيس الجمعية، أن “هذا يتطلب أن يتم تطبيق المعايير العالمية في اعتماد الشركات البرمجية، والتعريف بالمعايير العالمية وتدريب كوادر الشركات على الارتقاء بالعمل للوصول إلى تحقيق هذه المعايير، وهو ما سيكون اللبنة الأساسية نحو صناعة برمجيات متطوّرة ومنافسة بالمستقبل”.
وحول أبرز الصعوبات التي تواجهها الجمعية اليوم، أجاب “النجار”، أنها “تحديث البنية التحتية لمشاريع الجمعية في ظل الحصار المطبّق على سوريا، وخاصةً في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وسعي الجمعية الدائم أن تحافظ على ريادتها في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
وعن أهداف الجمعية للمرحلة القادمة، كشف “النجار”، أنه “هناك أهداف طموحة منها ما هو قصير الأجل مثل إطلاق مركز المعلومات ووضعه بالخدمة الفعلية للقطاعات المختلفة، ومنها ما هو استراتيجي يتمثل بمواكبة ما هو جديد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتيسير كل السبل المُتاحة لجعل ذلك في خدمة أبناء سوريا”.
وتابع “النجار”: “إضافةً إلى تأهيل الكوادر على استخدامها واستثمارها بالشكل الأمثل، وسعي الجمعية المتواصل لإعادة تنشيط المعارض التخصصية والنوعيّة في مجال المعلوماتية، وإعادة لم شمل العائلة المعلوماتية في سوريا، بما يسهم في توحيد الجهود للإسهام بإعادة الإعمار مع دمج التكنولوجيا وتوظيفها بالقطاعات المختلفة”.
يُشار إلى أن “الاستراتيجية الوطنية للتحوّل الرقمي” قدّمت /12/ برنامجاً، سيتم تنفيذها خلال 9 سنوات من العام 2021 وحتى عام 2030، تتضمن مجموعة من المشاريع عددها /49/ مشروعاً، سيتم تنفيذها في إطار الاستراتيجية.
وتؤدّي رقمنة العمليات الحكومية إلى توفير الجهد والمال على الإدارة العامة، كما تقلل من البيروقراطية، وتعزز سرعة أداء وفعاليّة الجاهز الحكومي، الأمر الذي ينعكس مباشرةً على تكاليف العمل الحكومي، إضافةً إلى التقليل من عمليات الفساد المالي والإداري.
يُذكر أن الجمعية السورية للمعلوماتية تهدف منذ تأسيسها إلى نشر الثقافة المعلوماتية في المجتمع السوري، عن طريق تنظيم مؤتمرات وندوات ومحاضرات ومعارض، إضافةً إلى إنتاج برامج تلفزيونية وإصدار منشورات في مجال تقانة المعلومات، والمساعدة في تشجيع وتنظيم سوق تقانة المعلومات والاتصالات في سوريا.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر