العناوين الرئيسيةمجتمع

في يومهن العالمي..نساءٌ سوريات أشرقنَ على تلفزيون الخبر

سنحاول الإبتعاد -قدر الإمكان- عن المقدمات الإنشائية المترافقة مع يوم المرأة العالمي الموافق للثامن من آذار من كل عام، لا تقليلاً من أهمية هذا اليوم، ولا عجزاً عن إيجاد أكثر الكلمات تعبيراً عن تقدير المرأة ككيانٍ وذاتٍ وأساسٍ تبنى عليه المجتمعات.

 

عوضاً عن ذلك، سنعرض بعض النماذج المضيئة من النساء السوريات اللواتي سُرّ تلفزيون الخبر بسرد قصص نجاحهن وكفاحهن، بكل فئاتهن العمرية والعملية، ودون أي معيارٍ للتقسيم، فكلّ امرأة لها احترامها وتقديرها الثابت أبداً.

 

على قدر المسؤولية

 

البداية مع “أم رهاف”، السيدة الحمصية التي بدأت مشروعها بماكينة خياطة واحدة، جالسة سنوات طوال وراءها لكسب اللقمة الحلال، وتوسيع العمل حتى وصلت إلى مشروعها الشامل في حي السبيل.

 

وتصر المرأة الخمسينية، في حديثها مع تلفزيون الخبر، على أن المرأة قادرة ومتمكنة عندما تقرر ذلك، رافضةً الأقوال الشعبية عن عدم جواز عمل المرأة لمجرد أنها امرأة، والفقر لا يعتدي على أي شخص إلا إذا كان نفسه مستسلماً جالساً في مكانه دون أن يتحرك ويعمل.

 

وتستغرب “أم رهاف” ما تلاحظه من تحويل تفكير المرأة ليقتصر على الزواج والمنزل، فلا الزواج يضمن السترة الدائمة، ولا عيب في أن تعمل المرأة لتحقيق ذاتها وإعالة عائلتها، حسب تعبيرها.

 

سوريّات متألقات خارج حدود الوطن

 

ولم تقف إنجازات المرأة السورية عند حدود الوطن، بل حلقت في كل بقاع العالم طلباً للعلم والعمل وتحقيق الذات، متسلحة بالإرادة والإصرار التي حملتها من سوريا إلى الخارج.

 

ومن تلك النماذج التي استضافها تلقزبون الخبر كانت

المهندسة رزان الزين، التي نالت براءة اختراع من مكتب براءات الإختراع في الحكومة الهندية، عن موضوع بحثها في اختصاص الهندسة الانشائية من جامعة “فيل تيك”.

 

وقالت رزان في وقت سابق لتلفزيون الخبر :”سافرت إلى الهند للدراسة عام 2018 بعد صدور منحة (الألف طالب) المقدمة من الحكومة الهندية، ونلت المرتبة الأولى على دفعتي في درجة الماجستير، ما جعل الجامعة تقدم لي منحة مدفوعة التكاليف لمتابعة درجة الدكتوراه فيها”.

 

إلى جانب الرجال خلال كارثة الزلزال

 

ما إن وقع زلزال السادس من شباط مخلفاً آلاف الشهداء والجرحى، حتى انطلقت عشرات المبادرات باقتراح وتنظيم عدد من شابات ونساء المحافظات، لتقوم كل منهن بدورها الخاص، بجمع التبرعات أو الطبخ وغيرها.

 

ومن تلك المبادرات كانت “ثقة” التي أسستها الدكتورة شهد الحايك انطلاقا من حمص، فكان الفريق الطبي التطوعي الذي حدد هدفه ببسلمة جراح متضرري الزلزال في المحافظات.

 

كما جاءت “لهفة غوث حمصية” كمبادرة جديدة لدعم متضرري الزلزال وهي مؤلفة من فريق تطوعي مكون من مئة شاب وشابة من الطلبة الجامعيين يدعى (فريق هبة التطوعي).

 

وقالت مؤسسة الفريق، هبة صبوح، لتلفزيون الخبر أن:” انطلاقة فريقنا وتشكيله لهذه المبادرة الأولى بهدف إغاثة أهلنا المتضررين إثر الزلزال الذي تسبب بكارثة كبيرة نتج عنها فقدان أشخاص وممتلكات ثمينة إضافة لخسارة المأوى”.

 

فنانات ذوّاقات

 

واستضاف تلفزيون الخبر كذلك عدد من النساء اللواتي وجدن في الفنون أصدق تعبير عن ذواتهن، فكان الفن رسالتهن النبيلة ومصدر رزق لبعضهن الآخر.

 

وكانت “ابتسام ديب” سيدة من بين كثرٍ أحببن الأشغال اليدوية وإعادة التدوير في حمص، ونسجت بيديها أعمالها الفنية الخاصة انطلاقاً من إبر الصنوبر التي تساقطت خلال جلوسها في الحديقة، لتشارك من بعدها في المعارض على مستوى سوريا.

 

بدورها، شكلت “سوزان نكدلي” حالة متميزة للمرأة الراغبة بالنهوض والعمل، حيث استطاعت بأناملها تطويع أقسى المواد كالحجر و أسلاك النحاس وتحويلها إلى مجسمات فنية غاية في الجمال والإتقان.

 

وقالت سوزان لتلفزيون الخبر :”بدأت حكايتي مع الخرز كهواية منذ 7 سنوات ثم قررت تطويرها إلى مشروع عملي، رغم أنني أم لثلاثة أبناء، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام تحقيق مشروعي، فقررت استغلال أوقات الفراغ لتصميم المشغولات التراثية، حيث بدأت بعمل الصوف والصنارة ومن ثم انتقلت إلى الخشب وفن تدوير النفايات”.

 

لأنها الأم..وكفى

 

وكان تلفزيون الخبر في إحدى المرات بضيافةِ “حنين”..وهي طفلة مصابة بمتلازمة “داون” التي لم تكن عائقاً أمام طموح الطفلة ورغبتها بالتمثيل وتصميم الأزياء، ووالدتها التي عانت ما عانته في صراع مألوف مع نظرة المجتمع.

 

وروت السيدة فاتن نجم في حديثها لتلفزيون الخبر آنذاك، عما عانته من نظرة المجتمع لإصابة ابنتها، فكانت معاناة كبيرة من المقربين والجيران والمعارف، ورفضٍ اجتماعي لحالة حنين، ووصلت أن بعضهم كانوا يتعمدون إبعاد أطفالهم عند وجودها، ناهيك عن استخدام مصطلحات جارحة بشكل كبير”.

 

إلا أن فاتن أخذت القرار بالإبتعاد عن الجميع والإهتمام بطفلتها، كما قالت، ولاحظت التحسن مؤكدة أن سلوك الاطفال المصابين بمتلازمة (داون) العدواني أحياناً يكون نتيجة تقصير الأهل، وقناعتي كانت وستبقى أن حنين نعمة وأمانة بالنسبة لي.

 

شابات سوريات ومشاريع ناجحة

 

انطلقت كل من راحيل ميهوب وشقيقتها آن وصديقتها جويل، للعمل بمشروعهن الخاص للعناية بالشعر المجعد (الكيرلي).

وقالت راحيل ميهوب التي شاركت في عدد من المعارض إن “الفكرة جاءت منذ أن كنت صغيرة في العمر مع انزعاجي من طبيعة شعري (الكيرلي)”.

 

وتابعت “ميهوب” لتلفزيون الخبر “انضممت بداية إلى غروبات كندية ولبنانية ومصرية على فيسبوك متخصصة بهذا المجال، وتعلمت الخطوات وما المكونات الداخلة في تركيبة المواد والتي يجب ألا تدخل حتى وصلت إلى مشروعي الخاص الذي أطمح لتوسيعه”.

 

ناجيات هزمن المرض

 

وكان لتلفزيون الخبر لقاء مع سيدات واجهن مرض السرطان، كان منهن “أم أكرم” وهي ناجيةٌ حاربت سرطان الثدي بروحٍ وردية، والتي تحدثت بوجهٍ باسمٍ، وشعرٍ أبيضَ أزهرَ في رأسها بعد غيابه فترات طويلة مع العلاج الكيمائي عن كفاحها ضد المرض حتى انتصرت عليه

 

ولم تكد تتأكد أم أكرم من شفائها، حتى عادت إلى منزلها وأرضها للعمل بها ومتابعة الحياة، رافضة أن تكون حبيسة المنزل، بل عادت لتفتح أبواب منزلها أمام عائلتها التي استمدت قوتها منها.

 

قادرات على العمل

 

وكان لافتاً في العديد من الفعاليات والأنشطة الإنتاجية وجود العنصر النسائي بشكل كبير، إلى جانب الرجل، وكن رافضات للجلوس وراء جدران المنزل في ظل غلاء فاحش غير مسبوق.

 

وعلى سبيل المثال، فقد شاركت المرأة في سوق المنتجات الريفية المقام في الحديقة البيئية بحمص، بتقديم مختلف أصناف المواد الغذائية والمونة المنزلية والأشغال اليدوية بأسعار منافسة ومناسبة.

 

ومن بين تلك النسوة “نسرين عبد الرحيم” التي شاركت بمنتجات بلدة القريتين وساعدت بتسويق منتجات أبناء منطقتها، ممن عانوا من صعوبة النقل والتسويق.

 

أما رانيا الرفاعي، وهي إحدى المشاركات في السوق، قالت لتلفزيون الخبر أن “أهم مميزات السوق هو العرض لأن البضاعة كانت في المشغل لا تباع بشكل سريع كما يحصل هنا، حيث أبيع مختلف الأشغال اليدوية من الصوف وتوابعه”.

 

وفي مشروع جماعي آخر، اجتمعت 25 سيدة في مشغل للخياطة بحي باب هود في قلب مدينة حمص، للعمل في حياكة الصوف والكروشيه والشالات وغيرها من أصناف الملابس.

 

حيث وجدت هؤلاء النسوة في المشغل فرصة مناسبة للحصول على مدخول مادي جيد في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، مع الخبرة التي امتلكنها على مدى سنوات طويلة من العمل.

 

وكما حال المقدمة، لن نختم بعبارات إنشائية تقديرا ً لدور المرأة في المجتمع السوري، كونه لا يحتاج الإضاءة أو الإشادة، فهو واضح وضوح الشمس إلا لمن لا يحب ضوءها، وفي كافة الأحوال فإن الشمس لا تُحجب وراء اصبعٍ يراها مجرد ضلع ناقص.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى