يوم أُكِل الثور الأبيض.. بعيداً عن منتخب الشباب وآسيا
كلما مرت الساعات بعد الخسارة الثانية التي تلقاها منتخب الشباب في بطولة آسيا 2023 واقتراب خروجه الرسمي من الدور الأول سيزداد عدد المنشورات والمواد الصحفية الناقدة لاتحاد كرة القدم.
لكن لماذا يتم انتقاد الاتحاد أو مهاجمته؟ هل خسارة منتخب في مباراة أو اثنتين تعني أن المنظومة التي تُسير أمور الكرة في بلادنا على خطأ وأنت من تتوارى خلف حسابك “الفيس بوكي” على صواب؟.
علينا أن نتمهل قبل النقد ونعلم أن المصيبة ليست بخروج المنتخب من بطولة آسيا للشباب المصيبة هي “يوم أُكل الثور الأبيض”.
“ثورنا الأبيض” ضحينا به منذ أول يوم لعمل هذا الاتحاد حين صمتنا عن سياسته ب”كم الأفواه” عبر إغلاقه للتعليقات في صفحته الرسمية على “فيس بوك”.
حيث كانت حجته حينها أنه لن يُشغل نفسه بالتعليقات السلبية المدفوعة من جهات مغرضة معروفة وسوف يتعفف عن رفع دعاوى ضد التعليقات السلبية وكل ذلك لأنه اتحاد “أفعال لا أقول”.
لكن ماذا جرى بعد ذلك هل كانت الأفعال على قدر الأقوال؟ هل تحسن دوري الرجال؟ هل تطورت أنديتنا الكروية؟ هل عادت عجلة دوريات الفئات العمرية (الخزينة الأساسية لمنتخبي الناشئين والشباب) للدوران؟ هل حُلت قضايا الأموال المجمدة والملاعب والحظر وهل أقنعكم السعي “الإعلامي” لحلها؟
كيف كانت قرارات الاتحاد منذ توليه مهمته هل كان على قدر الموقف والتوقع؟ كيف تعامل مع كارثة الزلزال وهل إعلانه عن مراسم توقيع عقد مدرب الرجال الجديد بعد مرور أقل من 24 ساعة على الكارثة كان مرضياً للجماهير وذوي الضحايا؟
لعشاق الأرقام هل نتائج منتخبات الرجال تحت قيادة “اتحاد أبي الطيب” (8 مباريات خسر منهم 7 وانتصر في واحدة وسجل 3 أهداف وتلقى 10) أو نتائج منتخب الناشئين بكأس العرب (خسارتين وتعادل وتلقى 9 أهداف) أو سجل المنتخب الأولمبي (خسارتين وانتصارين) هل هذه النتائج أقل جرحاً لقلوب مشجعينا مما جرى مع الشباب في أوزباكستان؟
وعليه لن تكون أخر الأسافين التي دُقت في نعش الكرة السورية ما قدمه منتخبنا الشاب في كأس آسيا فلم تعد الخسارة مؤذية للجماهير لكن ما هو مزعج “التطبيل” بما يعنيه من ضوضاء الذي صحب هذا المنتخب منذ استلام المدرب الهولندي مارك فوته لدكته.
فمنذ تعيينه انطلقت إعلانات تصحيح المسار وأن منتخب الشباب بقيادة “خليفة كرويف” هو المنقذ للكرة السورية وتم صرف الأموال على المنتخب برعاية الهولندي وإحداث المعسكرات الخارجية والتهليل للأداءات والنتائج عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ومنع أي نصيحة قبل النقد.
وفي النهاية يخرج علينا الأشقر الهولندي بعد خسارته من أندونيسيا قائلاً “لا أصدق أننا لعبنا أسوأ مباراة لنا منذ ثمانية أشهر وتحديداً في الليلة التي كان يجب علينا أن نكون جيدين جداً فيها على الرغم من أن اللاعبين كانوا يريدون لعب مباراة قوية فالتحضير كان جيداً والعقلية كانت جيدة في غرفة الملابس لكن الأداء كان غير متوقع من فريقي”.
وربما كانت المرة الوحيدة التي أصاب خلالها اتحاد الكرة بمنع التعليقات على منشوارته في “فيس بوك” هي هذه المرة لما كان سيجمعه منشور تصريحات “فوته” عن عدم تصديقه وتوقعه وفهمه لما جرى (وهو المدرب) من كلام “قاسي” يودي بكاتبه إلى محكمة الجرائم الالكترونية.
وكان تلقى منتخبنا الشاب خسارة في ثاني لقاءاته ضمن نهائيات كأس آسيا بهدف مقابل لا شيء أمام المنتخب الاندونيسي بعد هزيمته في افتتاح البطولة أمام أوزباكستان بهدفين دون رد.
يذكر أن اتحاد الكرة من الممكن أن يمنع التعليقات على صفحاته الافتراضية لكنه لن يستطيع محو الحسرة من عيون المتابعين فلن يلغي وجع المهتمين بالكرة المحلية تأهل منتخب الشباب ولن يزيده خروجه كل ما هنالك أن المشجع يبحث عن كرته الضائعة بين زواريب “اتحاد الفيحاء”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر