رغم إصابته.. “فرحان حمدان” يصل للدكتوراه الزراعية ويحلم بتعليم الجرحى
“مافي شي مستحيل” جملة رددها الطالب وجريح الوطن فرحان حمدان (40 عاماً) لتلفزيون الخبر عندما تحدّث عن حلمه بالحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية.
ورغم الإصابة التي تعرض لها “حمدان” خلال تأديته واجبه الوطني في الخدمة الاحتياطية في الجيش العربي السوري، إلا أنه صبر ونال ووصل إلى الصفوف الأمامية التعليمية بالدكتوراه في كلية الهندسة الزراعية بجامعة البعث في حمص بدرجة امتياز.
ورسالة الدكتوراه لـ “حمدان” كانت في قسم المحاصيل الحقلية بعنوان “استجابة بعض الصفات المورفوفيزيولوجية والإنتاجية والنوعية لصنف الذرة الصفراء.
ويبدو أن “حمدان” كان له من اسمه نصيب رغم كل آلامه في مسيرة حياته، حيث تخرّج من جامعة دمشق إجازة الهندسة الزراعية، ثم التحق بالخدمة الإلزامية، وبعد التسريح التزم بوظيفته في جامعة البعث.
وقال “حمدان”: “حلمي لم يتوقف أسعى لأكون عميد بكلية الزراعة وأدرس فيها الأصحاء وجرحى الوطن”.
وكان طموح “حمدان” أن “يصل للدراسات العليا وتكلل ذلك بنجاحه في الماجستير عام 2012 بأعلى العلامات، ليأتي طلب التحاقه للخدمة الاحتياطية عام 2014 تزامناً مع ولادة ابنته “نايا”.
وفي حزيران 2015 أصيب “حمدان” بطلق ناري بالرأس عبر قن.اصة إره.ابي.ة أدت إلى كسور بالفك العلوي والسفلي مع قطع بالعصب الوجهي السابع وصولاً إلى فقدان السمع وضعف النظر في القسم اليساري من وجهه.
وقال “حمدان”: “بعد خروجي من المشفى، تجاوزت إصابتي وتخيطت آلامي بهدف تحقيق حلمي في رسالة الدكتوراه عبر زراعة الحقول وحققت نتائج جيدة جداً وأنا راضٍ عنها”.
وأضاف “حمدان”: “نعم كجريح يخرج من إصابته.. سعيت للوصول إلى الدكتوراه في الزراعة، وعملت على موسمين زراعيين برسالتي الزراعية بالتعاون مع المعنيين وبعض جرحى الوطن”.
“وإرادة الجريح مختلفة عن غيره، وإلى كل من مر بمحنة خلال الحرب يجب أن يتجاوز إصابته بإرادة وإصرار ويصل إلى حلمه لأنه في نهاية المطاف لأنه لا يوجد شيء مستحيل”، بحسب “حمدان”.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر