صقر بعيوننا وثعلب بنظر الماكرين.. 27 عاماً على اغتيال “المهندس”
عديدة هي الألقاب التي حملها، من صقر الكتائب إلى المهندس الأول والعبقري، أما بالنسبة للعدو فكان “ثعلب” ظنوا أنهم انهوا نهجه بسلب روحه عبر هاتف مفخخ، بعدما زعزع كيان المحتل بعمليات نوعية في حينها.
تمر الذكرى الـ27 على اغتيال “المهندس” المقاوم الفلسطيني يحيى عياش، الذي جنن العدو الصهيوني بمهارته الخاصة بهندسة المتفجرات.
وولد “عياش”، عام 1966، في قرية رافات جنوب غربي نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة بقسم الهندسة الكهربائية.
ونشط “عياش” خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، في صفوف كتائب “عز الدين القسام”، وبرع في تصنيع المتفجرات، منفذاً أول تجربة لصناعة عبوة مفخخة بأحد كهوف الضفة بداية عام 1992، ليغدو المهندس الأول في صناعة المتفجرات.
ونفذت أول عمليلة من تجهيزه سنة 1993، على يد الشهيد ساهر تمام في مستوطنة “ميحولا” بغور الأردن، ليقتل ويصيب عشرات “الإسرائيليين”.
وعلى إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، قاد “عياش” رد “كتائب القسام” عبر سلسلة من العمليات، لتأتي عملية “العفولة” في السادس من نيسان عام 1994، التي نفذها الشهيد رائد زكارنة في محطة باصات، وأدت إلى مقتل 9 “إسرائيليين”، وجرح 50 آخرين.
وحملت العملية بصمات المهندس الشهيد يحيى عياش، ليخط بذلك شكلاً جديداً من مقاومة الاحتلال.
واستشهد “عياش” على أيدي المخابرات “الإسرائيلية”، خلال تواجده في قطاع غزة، عن طريق تفخيخ هاتف لاسلكي.
وتمت عملية اغتيال “المهندس” في الخامس من كانون الثاني 1996، عن طريق عميل أوصل هاتفاً لقريب على علاقة بعياش، الذي كان يتواجد حينها في قطاع غزة، بعد أن انتقل من الضفة الغربية، بسبب الملاحقات “الإسرائيلية”.
وكان جهاز الاتصال المفخخ يخضع لرقابة “إسرائيلية”، حيث جرى تفجيره عن بعد خلال اتصال “عياش” بأهله في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاده.
وشيع جثمانه بجنازة مهيبة، وحمل لقب المهندس” كونه كان يشرف على تجهيز العبوات والأحزمة الناسفة، التي كان نشطاء الحركة يستخدمونها في تنفيذ عمليات تفجير وسط المدن “الإسرائيلية”.
الجدير بالذكر أنه في عام 2019، نشرت آخر مكالمة جرت بين “عياش” ووالده، ويُسمع فيهت حديث يدور بين الوالد الذي يسكن في “رافات”، وبين “المهندس” الذي كان حينها في قطاع غزة.
ويرد والد يحيى السلام على شخص كان برفقة نجله في غزة، ثم تنتقل المكالمة بعد ذلك إلى يحيى نفسه، ويدور حديث قصير جدا بينه وبين والده قبل أن ينقطع الخط، وهي اللحظة التي يعتقد بأنها كان قد جرى خلالها تفجير الهاتف الملغم بيحيى، لتكون هذه المكالمة هي المرة الأولى التي يسمع فيها براء يحيى عياش صوت والده بعد 24 عاماً على اغتياله.
لين السعدي – تلفزيون الخبر