العناوين الرئيسيةمحليات

بانوراما حمص 2022..عام الأحداث المؤسفة والشكاوى المكررة

لم يحمل عام 2022 في أيامه ما يجعل الحماصنة يذكرونه بالخير كما يقال، حاله كما الأعوام السابقة، إلا أن المميز فيه هو ثقله على جيوبهم ومدخولهم المتواضع بشكل غير مسبوق.

 

وبطبيعة الحال، فإن ما يجعل عاماً أفضل من آخر هو مستوى الإنتعاش الإقتصادي والرفاهية التي يشعر بها أي شخص مع تحقيق الإنجازات المترافقة وانعكاساتها عليه.

 

عامٌ كارثيّ مرّ على المواطن الحمصي، كحال أقرانه من سكان المحافظات الأخرى بغالبيتهم العظمى، مع تضخّم مالي كبير وارتفاع جنوني بالأسعار تزامن مع ركود وثبات المدخول الشهري الذي لم تمنحه الزيادات أو المنح أي هامشِ قوة يذكر.

 

فلاحو حمص يشتكون..رغم بعض المواسم الوفيرة

 

تراجعت عائدات القطاع الزراعي في سوريا لعدة أسباب منها، ما يتعلق بخروج مساحات خصبة واسعة عن سيطرة الدولة، ومنها ما يتعلق بسياسات حكومية لم تساعد على تقليل الضرر وتخفيف الأثر، كما يقول مزارعون.

 

وكان نقص المياه اللازمة للري مع قلة المحروقات أثرها الكبير على مزارعي المحافظة، مع ما يلزم لتشغيل الجرارات الزارعية وآبار المياه، وانعكاس ذلك على نقل المحاصيل ونقص الأسمدة بالسعر المدعوم وفلتان أسعار الحر منها.

 

إلا أن المحافظة سجلت بعض الأرقام الجيدة لبعض المواسم الزراعية، حيث تصدرت المرتبة الأولى بين المحافظات بكميات الإنتاج لمحصول العنب والتي قدرت بأكثر من 54 ألف طن، كما تصدرت بإنتاج محصول التفاح الذي بلغ نحو 125 ألف طن بزيادة أكثر من 30 ألف طن عن العام الماضي.

 

بينما سجل إنتاج العسل في المحافظة تراجعاً كبيراً خلال الموسم الحالي بنسبة 30 _40% مقارنة بالعام الماضي، مع نسبة نفوق خلايا النحل بلغت ما بين 30 و40 بالمئة”.

 

“ضاع شادي”ّ..GPS حمص لم يطبق وأزمة نقل خانقة

 

عانت محافظة حمص، الأكبر مساحة في البلاد، من أزمة نقل حادة في كل مدنها وأريافها دون استثناء، وعلى خطوطها الداخلية والخارجية أيضا ً، مع عدم قدرة المعنيين المتعاقبين على تخفيف أثرها بأي شكل من الأشكال.

 

ورأى المعنيون في قطاع النقل أن إدخال نظام التتبع GPS في مختلف المركبات سيعمل حل أزمة السير والتحكم بمساراتتها منعاً لتسرّبها وتهرب سائقيها من العمل بعد الحصول على مخصصاتهم من المازوت، والتأكد من عملها على مختلف الخطوط.

 

إلا أن GPS حمص لم يبصر النور بعد رغم تطبيقه في محافظات سابقة، مع المبررات الجاهزة لتأخر ذلك، إلا أن اللافت هو تأجيل موعد تطبيقه عدة مرات وهذه المرة لأربعة اشهر كما وضح أحد أعضاء المكتب التنفيذي لقطاع النقل.

 

والجدير بالذكر أن الضغط الكبير على وسائل النقل الجماعي من السرافيس وباصات التقل الداخلي حصل بعد رفع سعر ليتر البنزين مؤخراً، وتضاعف أجور ركوب التكسي دون أي إجراء رادع لسائقيها ممن يضعون تسعيرات كيفية.

 

وفيات كثيرة بينها أطفال.. غرق وإطلاق نار وحوادث سير

 

شهدت المحافظة الكثير من حالات الوفاة غير الطبيعية، وكان للأطفال نصيب غير قليل منها، حيث سجل غرق 9 أشخاص كان معظمهم تحت سن 18 في حادثة تتكرر كل عام لاسيما في ساقية الري.

 

وأثيرت عدة تساؤلات حول عدم تسوير هذه الساقية من قبل مجلس مدينة حمص، ليوضح رئيس مجلسها المهندس عبد الله البواب لتلفزيون الخبر في وقت سابق أن” الأمر يحتاج مبلغ مالي كبير يفوق إمكانيات المجلس”.

 

كما تسببت حوادث السير بوفاة عشرات الأشخاص وإصابة اخرين، لاسيما على الطرقات العامة الواصلة بين المحافظة والمحافظات الأخرى، إضافة لحوادث إطلاق النار الناجمة عن خلافات وحالتا انتحار سجلتا خلال العام.

 

شو يعني كهربا؟ مافي تغطية..

 

شهدت المحافظة برمتها أسوأ واقع كهربائي منذ عصر “الأص” كما يقال بالعامية، ووصلت الأمور إلى مرحلة لم يصل فيها التيار إلى المنازل لأكثر من ربع ساعة كل 6 ساعات مع التبرير المكرر ذاته بقلة التوريدات.

 

وتبقى الكثير من أحياء مدينة حمص متفردة بخاصية لا يمتلكها الجميع، وهي الحماية الترددية التي تجعل من نصف ساعة وصل كاملة مجرد حلم جميل صعب المنال، مع قطع التيار عشرين مرة مع الضرر الحاصل بالاجهزة الكهربائية .

 

أما الإنترنت فحاله حال الديناصور الذي يظهر في متصفحات البحث عند انقطاع الإتصال، واللافت هو الرفع المتكرر من وزارة الإتصالات لأجور المكالمات والباقات بذريعة تحسين الخدمات وضمان استمرار العمل الذي استمر فعلاً بدون التحسن الموعود.

 

ويكاد خط بسرعة1 ميغا يصل كيلوبايتات معدودة، وأما التغطية الخليوية فعليها رحمة الله، لأن المحافظة تخرج بأكملها عن التغطية في بعض الأوقات لاسيما مع انقطاع الكهرباء، مع وعود بإيجاد الحل وتذرع بقلة المحروقات التي تدفع بمجملها جيوب المواطن.

 

مازوت التدفئة..36% نسبة التوزيع فقط

 

تساءل المواطن في حمص ولا يزال عن فائدة وصول مخصصاته من مازوت التدفئة مع نهاية فصل الشتاء، بعد أن يكون البرد نال من عظام الجميع مع عدم قدرة الغالبية العظمى على شراء المحروقات بالسعر الحر أو الإستعاضة بالحطب الذي ارتفع سعر الطن منه إلى أكثر من مليون ليرة.

 

وبعد توقف نسبة التوزيع عند 36% فقط، استئنفت عملية التعبئة بعد زيادة مخصصات المحافظة من المازوت، حيث تم تخصيص طلبين لمازوت التدفئة يومياً حسب توضيح من المكتب التنفيذي، بمسلسل متكرر على ما يبدو.

 

جوى اسطنبولي..فاجعة حمص

 

لاشك أن حادثة اختفاء الطفلة جوى اسطنبولي، البالغة من العمر 7 سنوات في حي المهاجرين، شكل صدمة عامة للمواطنين في حمص والبلاد بشكل عام، بل وصل صدى الحادثة لبلدان أخرى في المنطقة وخارجها.

 

وبعد مرور عدة أشهر على إقفال ملف القضية بإلقاء القبض على القاتل واعترافه بالجريمة، لا يزال اسم الطفلة يتردد في أحياء المدينة والريف، لبشاعة ما تعرضت له والغموض الذي رافق قضيتها لأسابيع.

 

ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي أثارت مشاعر وتساؤلات المواطنين، حيث وصل خبر وفاة الطالبة في كلية التربية، ولاء جلول، إلى ذويها بتاريخ 12/10/2012 في غرفتها الواقعة في الطابق التاسع بالسكن الجامعي بجامعة البعث في حمص.

 

وبعد التواصل مع جامعة البعث، قيل لهم أن سبب الوفاة هو تعرض ابنتهم للصعق الكهربائي، الأمر الذي أدى إلى وفاتها، بحسب قولهم، إلا أنهم لم يقتنعوا بالأسباب لعدم وجوج آثار حرق وطالبوا بإعادة فتح القضية حينها.

 

ختاماً، لا يمكن أن نشير ونذكر ونربط أي خلفية بهذه المادة، ولن ننقل آراء وأمنيات السكان في حمص ممن التقى بهم تلفزيون الخبر، كي لا نقع تحت بند وهن عزيمة الأمة، ويكفي القول أن الحمصي والسوري عموماً بات يترحم على كل يوم يمر، كونه يعلم مرارة اليوم التالي، أو قد لا يعلم، مع صدور معظم قرارات رفع الأسعار والضغط في ساعة ليل متأخرة.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى