عامان على رحيل المخرج حاتم علي

يصادف في مثل هذا اليوم رحيل صانع الروائع في الدراما السورية المخرج حاتم علي، الذي استطاع عبر مسيرته الطويلة تحقيق علامة فارقة ونقطة تحول في الدراما السورية.

البداية كممثل وكاتب

حاتم علي المخرج والكاتب والممثل الذي اجتمع جميع الوسط الفني على حبه بدأ حياته ممثلاً في مسلسل دائرة النار 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية وتنوعت بين الأدوار التاريخية والبدوية إلى الشخصيات المعاصرة بأنماط متعددة.

وكان للكتابة نصيب من إبداعات حاتم علي حيث ألّف فيلم “زائر الليل” الذي أخرجه “محمد بدرخان”، كما كتب مسلسل “القلاع” الذي أخرجه “مأمون البني”، وألّف فيلم تلفزيوني بعنوان “الحصان” أخرجه بنفسه، وشارك في كتابة فيلم “آخر الليل” مع الكاتب “عبد المجيد حيدر”، وحصل من خلاله على أول جائزة كمخرج من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 1996.

الإخراج والعلامات الفارقة

وتوجه ابن الجولان المحتل إلى الإخراج في منتصف التسعينات، حيث قدم الكثير من الأفلام الطويلة والسباعيات والثلاثيات، قبل أن يشكل مسلسله الزير سالم نقطة تحول في الدراما وحياته الفنية.

وحققت رباعية الأندلس، التي قاد دفتها الراحل قفرة نوعية في الأعمال التاريخية، حيث دبلج مسلسله صلاح الدين الأيوبي وعرض في ماليزيا وتركيا.

ولا تمر مناسبة تلفزيونية أو استفتاء لاستذكار أجمل الأعمال السورية، دون أن يتصدر مسلسل الفصول الأربعة القائمة مع مخرجه الراحل “حاتم علي” وبأنه عمل لن يتكرر كما قالت كاتبته “ريم حنا”.

وحول رائعة التغريبة الفلسطينية، عند سؤاله كيف يمكن لمخرج غير فلسطيني أن يقدم عملاً عن هذه القضية قال الراحل “إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً كعرب، وأنا لست فقط أحد أبناء الجولان المحتل الذين عاشوا تجربة تتقاطع في كثير من تفاصيلها مع تجربة شخصيات المسلسل التغريبة الفلسطينية ولكنني أيضاً عشت طفولتي وشبابي في مخيم اليرموك”.

وفي بداية الألفية الثانية في العصر الذهبي للدراما السورية، قدم الراحل أعمال خالدة، مثل أحلام كبيرة، عصي الدمع، ربيع قرطبة، الفصول الأربعة الجزء الثاني، ملوك الطوائف، وغيرها الكثير من الأعمال.

جوائز وتكريمات

وحصل الراحل على العديد من الجوائز في مختلف المهرجانات كجائزة أفضل مخرج عن مسلسل صلاح الدين الأيوبي من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن المسلسل الاجتماعي الفصول الأربعة، وذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون عن المسلسل التاريخي صقر قريش.

و منح رئيس دولة فلسطين “محمود عباس” المخرج “علي” وسام الفنون والثقافة والعلوم من درجة النجمة الكبرى تقديراً لجهوده.

وفاته ورثاء الفنانين له

توفي حاتم علي في مصر بتاريخ 29 كانون الأول عام 2020 ميلادي عن عمرٍ ناهز 58 عاماً، وذلك بسبب نوبة قلبية أصابته، وتم تشييع جثمانه من مسجد الحسن بدمشق ووري الثرى بمقبرة باب الصغير بالعاصمة السورية بجنازة كبيرة حضرها معظم الوسط الفني والناس المحبين.

وعقب وفاته، رثاه صديقه وشريكه الكاتب الفلسطيني وليد سيف قائلًا: “إن فاجعة الفقد أوسع من العبارة، وأبلغ ما ينعى به مبدع كبير مثل حاتم علي هو استدعاء آثاره الباقية، وهي على كل حال حاضرة حية مذكورة بلا تذكرة”، كما رثاه العديد من النجوم السوريين بكلمات معبرة.

يذكر أن المخرج حاتم علي من مواليد دمشق عام 1962 متزوج من الكاتبة السورية دلع الرحبي عام 1990، ورُزِقَ الزوجان بابنتين هما “غزل” و”غالية” وولد واحد هو المخرج عمرو حاتم علي الذي تدرب على يد والده، ولديه أخ يدعى زياد علي يعمل كمنتج فني.