سجيع بدران نحات من السويداء صنع عالمه الخاص بالمطرقة والأزميل
يتصدر مدخل قرية الفنان سجيع بدران في محافظة السويداء صخرة كبيرة منحوت عليها بلدة “الكفر” مع عنقود من العنب وفي منحته الخاص يمسك بيده اليمنى مطرقة وباليسرى يثبت إزميلاً لينحت على صخرة بازلتية أمامه لوحة كان حلم بها ليلة الأمس كما قال لتلفزيون الخبر.
وأضاف بدران (48 عاماً) وهو يضع اللمسة الأخيرة على لوحته لتلفزيون الخبر: “النحت فن ولد معي بالفطرة منذ كنت في الثانية عشر من عمري عندما قمت بنحت رأس إنسان على حجرة بازلتية لنشاط في المدرسة”.
وأكمل “أبو هشام” وهو يتذكر أيام الطفولة والزمن الجميل حسب تعبيره “كونت عالمي الخاص في غرفتي الصغيرة بالكثير من المنحوتات ذات التراث القديم كجرن الكبة والسيف بالإضافة للتماثيل الصغيرة”.
وافتتح “بدران” متجره الخاص بالمنحوتات منذ 15 عاماً ليشكل مصدر رزقه وعيشه، حيث أقبل الزبائن على متجره لشراء المنحوتات كطاولات الحجر والمغاسل بالإضافة إلى المنحوتات ذات التراث القديم.
ويشتري “أبو هشام” الحجر البازلتي من المعامل حيث تشتهر قريته بالحجر الجميل ويصل سعر المتر المكعب حاليا إلى مليون ونصف ليرة سورية كما أن هنالك نوعين من الحجر هما الهش والقاسي وغالبا يستخدم القاسي كما قال سجيع لتلفزيون الخبر.
وتابع الرجل الذي يعتبر النحت عشق وحب لاينتهي لتلفزيون الخبر أنه “رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لكن هنالك زبائن بشكل مستمر يرغبون بشراء بعض المنحوتات للزينة، وغالبا ما يأتون عن طريق صفحة الفيسبوك بسبب نشري لأعمالي فيها”.
وقدم “بدران” الكثير من المشهديات لأضرحة الشهداء بمبلغ رمزي وأحياناً دون مقابل، كما شارك بمعرضين ضمن المركز الثقافي على حسابه الخاص.
وقال “أبو هشام” لتلفزيون الخبر:”رغم وجود المنشار الكهربائي وامتلاكي لاثنين واحد صغير وآخر كبير إلا أن لا غنى عن الأزميل والمطرقة بسبب عدم توفر الكهرباء وتكاليف تصليح المنشار الباهظة”.
ويقول “عمر نصر الدين” أحد أبناء هذه القرية عن النحات “سجيع” لتلفزيون الخبر:”هو فنان بالفطرة امتهن النحت وأبدع فيه ووضع لمسات فنية خاصة تتميز عن أبناء هذه الحرفة بأداء بسيط ومتقن وفني وعملي بنفس الوقت فكانت حرفة لكسب الرزق ومجال للإبداع والفن”.
ويفتخر أبناء القرية بنحاتهم “سجيع” حيث لا يخلو منزل دون منحوتاته الجميلة ليكون فنان القرية ونحاتها الذي أبى التخلي عن مهنته رغم الظروف الصعبة.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر
