ابنة حلب “شام البكور” تدخل الفرح إلى قلوب السوريين
“إنت الشام مزينة .. وإنت قواس النصر .. تمنيت حالي دهب تصير متل الشام .. وتغار مني حلب.. وماعود فيي نام” كلمات للشاعر اللبناني طلال حيدر كانت واحدة من القصائد التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فخرا بالطفلة السورية شام البكور (7 سنوات) المتوّجة بلقب تحدي القراءة العربي بدورته السادسة في دبي.
ونشر القائمون على صفحة “البكور” عبر “فيسبوك” فيديو مدته ثلاث دقائق وثمانية وثلاثين ثانية تلخّص عقارب الساعة لتفاصيل حياة “البكور” وحكايتها.
وتعود “البكور” لعائلة بسيطة من محافظة حلب حكمتها الأقدار بأن تنجو من انفجار كبير لسيارة مفخخة على إيدي الإر.ها.ب راح ضحيتها والدها، لتصبح بعدها معجزة حقيقية على نطاق الوطن العربي بدعم من والدتها.
ووصف مدرسو الطفلة “البكور” عبر الفيديو بأجمل الكلمات، ثم عرض الفيديو تفاصيل عن شغف ممارسة الطفلة للقراءة واصفة تجربتها “كل قصة بتاخدك على مكان”.
وحظيت الطفلة “بكور” أصغر المتسابقات، بالكثير من الكلمات التي تفاعل فيها السوريين عبر منشوراتهم وانصب معناها بأن سوريا لها حق الوصول إلى أوسع نطاق في العالم بالنجاح والازدهار وأن الشعب السوري لطالما انتظر فرحة تلمع بها عيونهم وابتسامة تفرح فيها قلوبهم.
وكتب منسق محافظة حلب للمسابقة المهندس الشاب محمد دحدوح عبر “فيسبوك” عند تتويج الطفلة “الحمدلله وصلني حقي في تحدي القراءة العربي والشام شامنا”، في حين تداولت العديد من الصفحات رسائل شكر لـ “دحدوح” ووصفته بأنه الجندي المجهول ومهندس الواجب الإنساني والتربوي”.
وتوالت رسائل الدعم والتشجيع لبطلة سوريا في تحدي القراءة العربي قبل التتويج، حيث كتبت الإعلامية رائدة وقاف مشجعةً شام: الطفلة المعجزة.. سفيرة الشام.. يعم الخير والخصب أرض الشام حين تتكلمين يا صغيرتي.. فما أجملك وما أبهاكِ ، ما أملح محاسنك التي حيرت العقول وأبهرت الدنيا، قلوبنا معكِ والميدان ميدانك، بإمكاناتك البلاغية واللغوية، بصوتك العذب الملاك، بإجاباتكِ المُحكمة السَبْكِ رصينة العبارة، الثابتة الواثقة”.
وأضافت “وقاف”: “نعم… ستؤتي القراءة أكلَها وتثمر في تحدي القراءة وبيان الطفولة، شام البكور بذرةٌ تعهدتها يد الرعاية والحب والتربية الذكية لتنمو وتزهر وترتقي نحو آفاق لا يحدها حدٌ فالقراءة تفتح النوافذ على المطلق بهذا الاشتباك الجميل مع الحرف والكتاب، وسفيرة الشام الفصاحةُ لديها صنوَ البلاغة.. بارك الله في موهبتها وكلّلها بالغار.. ولمَ لا؟ فالغار لونُ حلب، وسيكون تاجاً لطفلتها شام بإذن الله تعالى”.
ونالت الطفلة “بكور” ابنة محافظة حلب، الخميس 10 تشرين الثاني الجاري تشجيع كبير من الجمهور على مسرح دار الأوبرا في دبي قبل الإعلان عن النتائج، فيما نقلت وسائل إعلام محلية سورية صوراً وفيديوهات لتشجيع محبي الطفلة من مدرسة دار السلام في دمشق.
وحضر حفل التتويج 2000 مشارك من نجوم التحدي وكبار الشخصيات والمثقفين والتربويين وأولياء الأمور، يتقدمهم الطلبة المتميزون الذين وصلوا إلى النهائيات، على مستوى الدول العربية والجاليات، وتنافست “البكور” على اللقب في المستوى العربي إلى جانب 18 مشاركاً يمثلون 18 دولة ”.
وسافرت الطفلة السورية ، إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة بحفل اختيار وتتويج بطل تحدي القراءة العربي، علما أنها المشاركة الأولى لسوريا.
وضم الوفد السوري المشارك في التصفيات النهائية بدبي أيضاً المشرفة حنين العبد الله التي حصلت على جائزة المشرف المتميز على مستوى سوريا، إضافة إلى الطلاب الذين حصلوا على المراتب التسع الأولى على مستوى سوريا.
يشار إلى أن مسابقة تحدي القراءة العربي التي بدأت قبل 6 أعوام، تشترط قراءة 50 كتاباً كشرط أولي لدخول المنافسة وشارك في نسختها لهذا العام 22 مليون طالب من 92 ألف مدرسة في مختلف الدول العربية وجالياتها حول العالم.
يذكر أن الطفلة “البكور” حصلت على لقب بطلة سوريا بتحدي القراءة العربي في الخامس من تموز الماضي ضمن منافسات التحدي.
كلير عكاوي- تلفزيون الخبر