ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان الاحتلال .. القصة الكاملة
وقعت الدولة اللبنانية اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وكيان الاحتلال، الخميس، بشكل رسمي وذلك بعد سنوات من التفاوض الذي كاد أن يصل للاشتباك.
أصل الحكاية والخط 23..
بدأت الدولة اللبنانية بترسيم حدودها البحرية عام 2002 وحددت حكومة السنيورة عام 2009 الخط 23 حداً بينها وبين العدو واستكملت ذلك عام 2011 بعدما أقرت مشروع المرسوم /6433/ الذي حدد حدود المنطقة الاقتصادية للبنان مع سوريا وقبرص وكيان العدو معتبراً الخط /23/ الواقع شمال الناقورة خطاً أولياً للحدود البحرية والمنطقة الاقتصادية للبلاد.
خط “هوف” الأميركي
وفي عام 2012، قامت الولايات المتحدة عبر مساعد وزير الخارجية فريدريك هوف بتقديم اقتراح بحل النزاع الحدودي البحري مع “إسرائيل”، من خلال رسم خط عُرف في حينه بخط “هوف”، ويقع بين الخط اللبناني 23 والخط الإسرائيلي 1، لكن لبنان رفضه.
خط 29..
طالب الجيش اللبناني في كتاب عام 2019 بتعديل المرسوم /6433/ واعتماد الخط /29/ في عملية ترسيم الحدود البحرية بدلاً من الخط /23/ لأنه يسمح للبنان بالاستفادة من كامل حقل “قانا” ونصف حقل “كاريش” ما يرفع حقوق لبنان من 860 كلم2 إلى 2290 كلم2 في المياه البحرية وذلك بناء على دراسات بريطانية وصلت لقيادة الجيش.
وشهد لبنان جدلاً سياسياً بعد امتناع الرئيس اللبناني ميشال عون عن توقيع مشروع المرسوم /6433/ المتعلق بتعديل ترسيم الحدود البحرية ورد “عون” الأمر إلى ضرورة إقراره من قبل حكومة “تصريف أعمال” نظراً لأهميته والنتائج المترتبة عنه.
وانطلقت في تشرين الأول 2020 مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وكيان الاحتلال برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية بين الطرفين لحل مشكلة استخراج الغاز البحري في المتوسط.
وعُقدت عدة جولات تفاوض بين الطرفين وصلت ل5 شهدت توقفات كثيرة نتيجة الخلافات على الحدود المنطقة المتنازع عليها وكان أخرها في أيار 2021.
أزمة سفينة “إينرجيان” ..
وصلت بحسب صحف لبنانية سفينة لانتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه تابعة لشركة “إينرجيان باور” الأوروبية وتعمل لصالح كيان الاحتلال حيث دخلت حقل “كاريش” المتنازع عليه في 6 حزيران 2022 وقطعت الخط /29/ وأصبحت على بعد 5 كلم من الخط /23/ وذلك بهدف التجهيز لانتاج الغاز.
موقف المقااومة..
أطلق الأمين العام عدة تهديدات بوجه كيان الاحتلال وداعميه على مدار العامين الأخيرين حول منع البدء بعمليات الحفر في حقل “كاريش” طالما لم يتم ترسيم الحدود البحرية والسماح للبنان باستخراج حقوقه.
وقال “السيد” في خطاب 9 أيار 2022 “لديكم مقااومة تستطيع أن تقول للعدو إذا منعتم لبنان من التنقيب عن الطاقة ستمنعكم ولن تأتي أي شركة إلى حقل كاريش والأميركيين يأتون للتفاوض حول الحدود لأنهم يعرفون أن لبنان يملك المقااومة”
وأعلن “الحزب” في 3 تموز أنه أطلق 3 طائرات مسيرة فوق حقل “كاريش” جنوب البلاد للقيام بـ”مهام استطلاعية” حيث أكد الحزب أن “المهمة المطلوبة أنجزت والرسالة وصلت”.
وأفاد “السيد” في 9 أب 2022 إن “اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستُقطع كما قطعت عندما امتدت إلى أرضه ونحن في الأيام المقبلة ننتظر أجوبة العدو حول مطالب لبنان بشأن ترسيم الحدود ومن الواجب الاستعداد لكل الاحتمالات نحن في هذا الملف جادون إلى أقصى درجات الجدية وصلنا الى آخر الخط وسنذهب الى آخر الطريق”.
وشدد “السيد” في خطاب 17 أيلول 2022 على أنه “لا يمكن السماح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه وذلك خط أحمر وأعطينا المفاوضات فرصة لحل الأمر”.
وتابع “السيد” أن “الحزب بعث برسالة قوية جداً بعيداً من الإعلام مفادها أنّ (الاحتلال) أمام مشكل إذا بدأ الاستخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة نحن لسنا جزءاً من المفاوضات وعيننا كلها على كاريش وصواريخنا كذلك وإذا فُرضت المواجهة فلا مفر منها على الإطلاق”.
وكان أعلن الاحتلال عن توقيتات مختلفة لبدء ضخ الغاز ولكن مع تهديدات المقااومة تراجع عنها كلها وأعلن في 9 تشرين الأول 2022 أنه سيبدأ عمل تجريبي عوضاً عن الضخ الكامل.
تلفزيون الخبر