رحيل الموسيقار العربي إحسان المنذر
غيّب الموت الأربعاء الملحّن والموزّع الموسيقي الشهير وقائد الأوركسترا اللبنانية الشهير الموسيقار إحسان المنذر إثر صراع مع المرض، عن عمر ناهز 75 عاماً كرّس خلالها الكثير من النجوم على ساحة الفن العربي.
ولد الراحل إحسان المنذر عام 1947 في بيروت، وظهر تعلّقه بالموسيقا في السابعة من عمره وخاصة آلة القصب “الناي” الذي “كل ما عتق بيحنّ”.
قام والده بجلب آلة “أكورديون” إلى المنزل، ولاقت هذه الآلة اهتمام كبير من جانب الفتى إحسان، حتى تعلّم العزف عليها، إلى أن أتى ذات يوم صديق والده في زيارة للمنزل وسمع الفتى إحسان يعزف لحن “عزيزة” للموسيقار عبد الوهاب فأعجب بالعزف، ونصح والده بإلحاقه في معهد موسيقي وهذا ما حصل.
كانت البداية الحقيقية حينما قام والد “المنذر بتسجيل إبنه في “الكونسرفاتوار” الوطني، ليتلقّى دروساً في شغفه الموسيفي، وتحديداً آلة البيانو. وتلقّى دروساً خاصة من الأستاذ الروسي الشهير “تشيسكينوف” الذي هو أيضاً أستاذ زياد الرحباني.
سافر الراحل “المنذر” إلى القاهرة، ملتحقاً بجامعة عين شمس لدراسة العلوم النفسية والاجتماعية. لكنه، بعد سنة واحدة، عاد والتحق بشغفه ودرس ب “كونسرفاتوار الهرم”.
عاد الراحل إلى بيروت وفي عام 1970 سافر إلى إيطاليا ملتحقا ً بمعاهد خاصة في جنوى وميلانو لدراسة التأليف الموسيقي، وأخذ يعزف البيانو ويغني في ست لغات في الفنادق وفي حفلات خاصة، وعمل مترجما ً في القنصلية اللبنانية بمدينة ميلانو،
عام 1979 عاد الراحل “المنذر” إلى بيروت وسطع نجمه كعازف موسيقي أكاديمي، إلى أن سمعه المخرج سيمون أسمر الذي كان يستعد لبدء برنامجه الشهير استوديو الفن 1980، واقترح “الأسمر” على الموسيقار “المنذر” قيادة أوركسترا البرنامج وهذا ما حصل.
بدأ الجمهور اللبناني خاصة والعربي عموماً يعرف إحسان المنذر كموسيقي خاصة بعد أن أن ترأس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية عام 1985، وهنا كانت ألحانه بدأت تسمو لتشرق في سماء الفن اللبناني.
من أبرز الأغنيات التي لحّنها الراحل المنذر “لو شباكك ع شباكي” و”بكرا بيبرم دولابك” و”الكتب العتيقة” و”رح طير حمام” و”عن جد بقلك عن جد” لراغب علامة.
كذلك وضع المنذر ألحان لبعض أبرز أغنيات النجمة ماجدة الرومي، ومنها “يا نبع المحبة” و”ما حدا بيعبّي مطرحك بقلبي” و”كلمات”.
وتعاون الموسيقار “المنذر” أيضاً مع عدد آخر من المغنين، أبرزهم جوليا بطرس ونجوى كرم ووليد توفيق، ووضع الراحل بصمته الموسيقية في أغنيات للأطفال على غرار “طيري يا عصفورة” التي حققت نجاحاً منقطع النظير.
حاز الراحل عل جوائز عدة، منها: الجائزة الأولى من تونس سنة 1994 في مهرجان “الميكروفون الذهبي” على أغنية “لا أريد اعتذاراً” سمية بعلبكي، والجائزة الثانية سنة 1996 في مهرجان القاهرة على أغنية “نهر الايام” بصوت لور عبس، وحاز سنة 2006 على تكريم دار الأوبرا “الإسكندرية” من جمعية فناني الإسكندرية.
ورحل الأربعاء إحسان المنذر ليشيّعه عدّة فنانين وعدّة أقلام أجمعت على أن الراحل صنع الكثير من الألحان والموسيقى التصويرية ليثبت أن الموسيقى هي سفر عميق إلى القلب، وهي اللغة الوحيدة التي تُخاطَب بها جميع الأمم.
تلفزيون الخبر