في الذكرى 108 لاندلاع الحرب العالمية الأولى..15 يوماً أنقذوا مُشعل الحرب من عقوبة الإعدام
اندلعت في 28 تموز 1914 شرارة الحرب العالمية الأولى بين الإمبراطورية النمساوية الهنغارية وألمانيا والسلطنة العثمانية وبلغاريا من جهة، وفرنسا وروسيا وبريطانيا وإيطاليا وأميركا (الحلفاء) من جهة أخرى.
وبدأت الحرب عندما أقدم طالب صربي يدعى “غافريلو برينسيب” في 28 حزيران 1914 على اغتيال وريث عرش الإمبراطورية النمساوية الهنغارية فرانس فرديناند وزوجته في أحد شوارع مدينة سراييفو عاصمة البوسنة ما دفع الإمبراطورية لإعلان الحرب على صربيا.
وكان “غافريلو” طالباً في المرحلة الثانوية وأحد أعضاء منظمة “البوسنة الشابة” الساعية إلى الاستقلال عن الإمبراطورية النمساوية الهنغارية.
مُعضلة قانونية
نص القانون الإمبراطوري للنمسا وهنغاريا على أنه لا يمكن إعدام أي شخص لم يبلغ من العمر 20 عاماً أو أكبر يوم ارتكاب الجر.يمة.
وولد “غافريلو” في 13 تموز 1894 ما يعني أن عمره يوم الاغتيال كان 19 عاماً و11 شهراً و15 يوماً أي أنه سيبلغ العمر القانوني للإعدام بعد أسبوعين فقط.
15 يوماً أنقذوا الجاني من حبل الإعدام
أصدرت المحكمة الإمبراطورية حُكماً على “غافريلو” بالسجن لمدة 20 عاماً وهو الحد الأقصى للعقوبة المفروضة على شخص في عمره في ذلك الوقت.
وقال “غافريلو” أثناء محاكمته “أنا يوغوسلافي قومي أهدف لتوحيد جميع اليوغوسلاف وأنا لا يهمني ما شكل الدولة ولكن يجب أن نتحرر من النمسا” وأكد أنه لم يرد قتل زوجة وريث العرش.
وسُجن “غافريلو” في سجن واقع حالياً في دولة التشيك قضى فيه حوالي 4 سنوات بظروف صحية سيئة فتم اقتراح نقله لسجن أخر أو تخفيف عقوبته إلا أن رفض وطالب بإعدا.مه.
وعاش “غافريلو” في السجن مصاباً بداء “السل” الذي أدى لبتر إحدى يديه حتى عُثر عليه ميتاً بزنزانته في 25 نيسان 1918 قبل انتهاء الحرب ومكتوباً على الجدار المجاور لجثته “ستبقى أشباحنا تجول في فيينا في القصور والأمراء يرتجفون”.
ودفن “غافريلو” بمقبرة في سراييفو وكتب على قبره “هذا قبر الذي أشعل الحرب”، واعتبر بطلاً قومياً لدى الشعوب السلافية بينما نُظر إليه كإرهابي في باقي دول أوروبا.
وبلغ عدد الوفيات مابين المدنيين والعسكريين جراء الح.رب العالمية الأولى حوالي 16 مليون وفاة، بينما وصل عدد الجرحى لعشرين مليون جريح، أما الأسرى والمفقودين قارب عددهم 8 مليون بين أسير ومفقود.
وانتهت الحرب بعد توقيع هدنة “كومبين الأولى” في فرنسا بتاريخ 11 تشرين الثاني 1918 بين الحلفاء والسلطنة العثمانية وإمبراطورية النمسا وهنغاريا وبلغاريا دون إعلان ألمانيا استسلامها رسمياً وتم تمديد الهدنة 3 مرات حتى توقيع “معاهدة فرساي” في 28 حزيران 1919 التي اسدلت ستار الحرب بشكل فعلي.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر