رغم ضعف عيونها .. “غزل الجوراني”طالبة تتفوق بقوة إصرارها وعزيمتها في حمص
بعيون ضعيفة وعزيمة صافية الإبصار، استطاعت الطالبة غزل ابراهيم الجوراني، ابنة مدينة حمص، أن تبصر التفوق وتراه أمام عينيها بمجموع شبه تام في نتائج شهادة التاسع.
لم تمنع إصابة غزل البصرية من وصولها إلى عتبة الحلم بتحقيقها للمجموع الكامل، مع يقينها بوجود خطأ أثناء جمع علاماتها، لتكون بذلك قدوة يحتذى بها لعدم الإستسلام أمام الصعاب.
تلمع عيناها بالدموع، للعلامات السبعة التي حرمتها من مجموعها الكامل، وتروي لتلفزيون الخبر حقيقة مشاعرها لحظة صدور النتائج، وقالت” لم أدري ما هو الشعور الغالب حينها، بين فرحة عارمة بالتفوق، وخيبة أمل كبيرة بعدم وصولي للمجموع التام”.
وأضافت “كنت مستعدة مع أهلي للإحتفال بالعلامة التامة، إلا أنني صدمت بنقص مقداره 7 علامات، وهو ما لم أكن اتوقعه أبداً، الأمر الذي أدى لإحباطي بشكل كبير، ليقيني بوجود خطأ أثناء جمع العلامات”.
وتابعت غزل لتلفزيون الخبر “قمت بأقصى ما استطيع منذ اليوم الدراسي الأول لتحقيق المجموع الكامل وهو 3100 إلا أن النتيجة صدرت بمجموع قدره 3026، رغم قيامي بإعادة التصحيح حسب السلم الوزاري والتأكد من الإجابات”.
وعن حلمها قالت غزل “اتمنى مقابلة السيدة الأولى، وعلاجي أنا أو أي شخص من أفراد أسرتي بعودة النظر الكامل لعينيه، وتحسين وضع أسرتي، ومساعدة والدتي التي قامت بجهود لا توصف معي ومع كامل أفراد العائلة”.
وتوجهت غزل برسالة للطلاب عبر تلفزيون الخبر بأن” الإنسان ورغم مرضه يستطيع الإنجاز وتحقيق أحلامه وطموحاته بالمثابرة والإصرار، وأطمح في المستقبل ان أكون طبيبة ناجحة في بلدي”.
من جهتها، قال مديرة جمعية رعاية المكفوفين وضعاف البصر بحمص، نورا الشارابي، لتلفزيون الخبر أن” الجمعية قدمت لغزل وسائل مساعدة على الدراسة، منها كرت ذاكرة لتسجيل الدروس ومسجّلة تساعدها على متابعة الدروس سمعياً”.
وتابعت “الشارابي” أنه “في بعض الأحيان، فإن الطالب هو من يساعدنا بالوصول إلى هدفه ويشجعنا على بذل جهد مضاعف كما حالة غزل، وهنا أوجه رسالة ولاسيما للأهالي بعدم التقاعس ومساعدة أطفالهم لتحقيق أحلامهم”.
وتحدثت والدة غزل، المهندس نجاة العباس، لتلفزيون الخبر عن بعض الصعوبات التي واجهت ابنتها، قائلةً “يعاني كل أطفالي من ضعف البصر، وعدم قدرتهم على القراءة والكتابة، بينما فقد زوجي بصره بالكامل، وأفتخر بهم جميعاً كونهم متعلمين، فزوجي حاصل على إجازة في الحقوق ، وابني حيدر طالب حقوق سنة أولى، وفرح طالبة ثانوي”.
وتابعت “بذلت غزل جهوداً جبارة للوصول إلى هذا التفوق، دون تسجيل أي دروس خصوصية باستنثاء دورة واحدة، ومتابعة من كادر مدرسة الشهيد مجد عنقة، ومساعدات عينية من جمعية رعاية المكفوفين، إلا أن خيبة الأمل كانت كبيرة للأسف بعدم تحقيق المجموع الكامل”.
وأضافت والدتها “يمكن أن تكون ابنتي وقعت ببعض الأخطاء الإملائية أو ارتكبتها المعلمة التي كتبت الإجابات من دون قصد، وما أطلبه هنا هو الرأفة بحالها كونها كفيفة وبوضع صحي غير مثالي كبقية الطلاب”.
بدوره، توجه والد غزل، ابراهيم الجوراني، عبر تلفزيون الخبر “بالشكر الكبير لكل كادر مدرسة مجد عنقة، على جهودهم خلال العام الدراسي، والتي تكللت بتفوق غزل”.
وأضاف الوالد “لا يمكن إلا أن أتوجه الشكر لزوجتي، والتي كانت الجندي المجهول طيلة سنوات، وهي من استحملت قساوة الحياة وظروفها، وكانت لي ولعائلتي عوناً وسنداً، ولم يكن ليتحقق تفوق طفلتي دون جهودها الكبيرة”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص