جائحة قناديل البحر الرحّالة تصل سوريا.. حقائق وتوصيات
شوهد طلائع من أفراد قنديل البحر الرحّال “روباليما نوماديكا” جنوب سواحل محافظة طرطوس خلال اليومين الماضيين، بعد مرورها أمام سواحل لبنان.
وتوقّع اختصاصي بيولوجيا البحار، الدكتور سامر ماميش، في حديثه لتلفزيون الخبر، وصولها شواطئنا السورية خلال الأيام القادمة على شكل جائحة، كما حصل في المياه اللبنانية، مبيناً احتمالية لأن يجرفها التيار بعيداً عن الشاطئ إلى عرض البحر، فتصل بأعداد أقل نوعاً ما.
ما أهم النصائح والتوصيات لمرتادي البحر والسباحين؟
وحول النصائح المتوجب اتباعها خلال ذروة مرور القناديل الرحّالة، أجاب “ماميش”: “أخذ حقيبة إسعافات أولية تحتوي على زجاجة من الخل المنزلي، سكين، ملقط، بعض المراهم المستخدمة لمعالجة قرص الحشرات، ومراهم مضادات التحسس”.
وبيّن “ماميش” أنه: “في حال مشاهدة قناديل البحر بأعداد كبيرة يجب عدم النزول إلى البحر، لأن لسعاتها قد تكون خطيرة جداً، وربما تؤدّي إلى الدخول إلى المشفى نتيجة الصدمة العصبية”.
وتابع اختصاصي قناديل البحر: “بالنسبة للغطاسين، جرى تداول أن هذا النوع مضيء، وأنها فرصة للسباحة بالقرب منه للتمتع بمشاهدته، وهذا خطأ كبير كون هذا النوع لا يملك ميزة الإضاءة الحيوية التي يتمتع بها بعض أنواع قناديل البحر الصغيرة الأخرى”.
وأكّد اختصاصي قناديل البحر أنه: “في حال الغطس بوجود هذ النوع يجب ارتداء بدلة غطس سميكة مع قفازات ونظارات تغطي الوجه”.
وذكر “ماميش” أنه: “في حال الشعور باللسع أو ألم حرق في الجسم أثناء السباحة، يُنصح بعدم الهلع والذعر، والمسارعة إلى الخروج من الماء فوراً”.
وأشار “ماميش” إلى ضرورة: “عدم استعمال الماء العذب أو رش الكحول أو العطور على مكان الإصابة”، مبيناً أنه من الأخطاء الشائعة والمتداولة إلى حد كبير هو استخدام ووضع البول البشري على مكان الإصابة.
ونوّه الاختصاصي إلى أنه: “في حال أردنا إبعاد القنديل عنّا أثناء السباحة عند اقترابه منّا، يجب الحرص على لمسه من المظلة فقط، وتجنّب الأذرع الفموية والخيوط اللاسعة، فالمظلة في النوع الرحّال مجرّدة من الخلايا اللاسعة”.
وشدد “ماميش” على: “عدم لمس قنديل البحر حتى ولو كان ملقى ميتاً على الشاطئ، لأن الخلايا اللاسعة تظل محافظة على قدرتها على اللسع حتى بعد موت الحيوان وتحلل معظم جسمه”.
وأوضح اختصاصي بيولوجيا البحار، في حديثه لتلفزيون الخبر، أن: “بعض الوسائل وصفحات التواصل الاجتماعي اللبنانية ونقلت عنها السورية، نشرت لقاءات مع بعض الأشخاص غير الاختصاصيين لأخذ رأيهم العلمي حول الظاهرة، بالتالي جرى تداول عدد كبير من المعلومات السطحية والمغالطات العلمية”.
وأضاف اختصاصي قناديل البحر: “قد يترتب على ماتمّ تداوله بعض الضرر والأذى على القراء والمتابعين ومرتادي الشاطئ للاستجمام، لذلك من واجبنا نشر المعلومات العلمية الصحيحة من أهل الاختصاص، بعيداً عن الشائعات والمغالطات”.
وتابع “ماميش”: “وذلك يكون بهدف التوعية والتنبيه والحذر في التعامل مع هذه الأحياء وسبل الوقاية من لسعاتها المؤلمة، وكيفية التعامل معها، وليس بغاية التهويل ونشر الذعر”.
يُذكر أن خلايا “الرحّال” اللاسعة وظيفتها اقتناص الفرائس والدفاع عن الجسم الجيلاتيني الحساس، وتحتوي على مزيج فريد من المواد الكيميائية الحالة والسموم العصبية والأنزيمات، والتي تسبب التأثيرات الجلدية والتنفسية بعد اللسع، مما أوجب وضعه ضمن قائمة أسوأ 100 نوع قنديل غازٍ في البحر المتوسط، وأكثرها تأثيراً.
ويعتبر وجود قناديل البحر بما فيها “الرحّال” المهاجر ضمن أعداد طبيعية وغزارة قليلة أمراً طبيعياً وربما صحيّاً، لكن انتشارها بأعداد كبيرة على شكل “جائحات” يُعدّ بمثابة تهديد حقيقي للإنسان.
يُشار إلى أن القنديل “الرحّال” يستمر في الظهور لأسبوع أو أسبوعين على الأكثر، وتكون مدة الذروة عادةً 3 أيام فقط، لتتراجع أعداده بعدها بشكلٍ ملحوظ ويختفي فجأة كما ظهر فجأة، بحسب “ماميش”.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر