تسع سنوات على رحيل نضال سيجري
في الحادي عشر من تموز 2013، ودع السوريون والفت العربي الفنان السوري نضال سيجري، صاحب المسيرة الفنية القصيرة والضاربة في العمق في آنٍ واحد، بعد صراعٍ مع المرض الذي لم يُفقده إبداعه حتى أيامه الأخيرة.
ولد “سيجري” في اللاذقية 1965، وكان أثمر زواجه بولادة ولدين وتعود أصوله إلى قرية “سيجر” في ريف إدلب الغربي، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية.
وعشق “سيجري” المسرح و لم يتخلَّ عن نقطة انطلاقه الأولى رغم الشهرة التي تعد غاية وهدف كل فنان، حيث جرى تكريمه خلال افتتاح مهرجان المسرح الجامعي الذي أقيم في طرطوس عام 2011، و عُرضت له مسرحية “نيغاتيف” التي ألّفها وأخرجها أيضاً.
وشارك “سيجري” في الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، منها في المسرح: كاليغولا، ميديا وجيسون، السفر برلك، شو هالحكي، شوية وقت، آواكس، الغول، نور العيون، ونيغاتيف وغيرها.
وكان يشير دائماً إلى أنّ الفن المسرحي يجسد لغة التواصل والتعبير عن ثقافات الأمم وحضاراتها من خلال الإبداع الفني الأصيل، وأن أهمية الثقافة والفن تأتي من معالجة الفن المسرحي لقضايا الإنسان وهمومه اليومية، إضافةً إلى التعبير عن تاريخ الحضارات.
وشارك “سيجري” في الدراما التلفزيونية في أكثر من ثمانين عملاً تلفزيونياً، منها: القلاع، رمح النار، الأيام المتمردة، العبابيد، غزلان في غابة الذئاب، بقعة ضوء، قلبي معكم، مرسوم عائلي، أهل الغرام، الخط الأحمر، الزير سالم، الخربة، وضيعة ضايعة التي أبدع فيها.
وأثبت “سيجري” في فترةٍ قصيرة أن الفن بساطة و ذكاء في استخدام الإيماءات وتعابير الوجه والعفوية في الأداء، حيث شكل مزيجاً متوازناً من الفطرة والعشق والتمكن والتدريب.
وكان لـ”سيجري” في السينما العديد من المشاركات الهامة منها (زهرة الرمان، الترحال، خلف الأسوار، العريضة، خارج التغطية، الطحين الأسود، سيلينا، طعم الليمون، و الكثير غيرها).
وبعد وفاته، ُألبِسَت خشبة المسرح السوري السواد ولم يكن هذا مجازاً، لأن جثمانه سُجِّيَ على خشبة المسرح القومي في اللاذقية بناءً على وصيته.
رحل “سيجري” وهو يوصي بالوطن، قائلاً “سوريا عم توجعني” وكم من مرة نادى أبناء جلدته والحزن يستصرخه “أيها السوريون العظماء سوريا تبكيكم”.
تلفزيون الخبر