فرن يحرم مواطنة من رغيف الخبز.. والباعة الجوّالة: أهلاً وسهلاً الربطتين بـ 3500 ليرة
استذكرت “ليلى” (39 عاماً) المثل الذي يقول “صحيح لا تقسم ومقسوم لا تاكل بس كول واشباع” عندما تفاجأت بإغلاق فرن باب توما دمشق لأبوابه، الأربعاء، بعد عودتها من العمل ورفض العاملين فيه بيعها ربطة خبز واحدة، لترى نفسها أمام خيار شراء ربطتين بـ 3500 ليرة سورية من الباعة الجوّالة الذين انتشروا بعد دقائق من إغلاق الفرن، بحسب ما أكدت لتلفزيون الخبر.
وقالت “ليلى”: “المواطنون يعودون من أعمالهم متعبين ويريدون الحصول على رغيفين من الخبز ولا يجدون! أو لديهم خيارين إما العودة الساعة واحدة ليلاً والانتظار عالدور، أو شراء ربطتي الخبز بـ 3500 ليرة سورية، أي أن سعر الربطة الواحدة 1750، وبالتالي ثمن الرغيف الواحد 250 ليرة سورية”.
وأضافت “ليلى”: “شاهدت بعيني ربطات الخبز المكدّسة داخل الفرن ومغلّفة بالأكياس، وبات المواطن المنتظر على الكوات يترجّى العامل لكي يزوّده ربطة خبز واحدة، ولكن حال الأمر دون ذلك”.
بدوره، أكد مدير المخابز في دمشق أحمد حمدان، لتلفزيون الخبر أن “المعتمدين يحتاجون يومياً إلى 7 آلاف ربطة لتغذية الأحياء، فبعد إنتاج الفرن لـ 12 ساعة بدءاً من الـ 7 صباحاً من المنطقي إغلاق أبوابه لـ 10 ساعات تقريباً بهدف تأمين الربطات وإنتاج هذا العدد للمعتمدين”.
وأضاف “حمدان”: “ربطات الخبز الموجودة في الفرن بعد انتهاء الوقت الرسمي لتخديم المواطنين هي خاصة بالمعتمدين، حيث يحق لكل معتمد 250 ربطة يومياً، فيما يبلغ إنتاج فرن باب توما 15 طن يومياً”.
كيف يحصل الباعة الجوّالة على الخبز؟
تساءلت “ليلى” عن إمكانية حصول الباعة الجوّالة على الخبز بهذه البساطة، طالما المواطنون يحصلون على الخبز عبر البطاقة الذكيّة وأصحاب الأفران لهم مخصصات محدّدة.
وأضافت “ليلى”: “ألا يوجد رقيب!. لاداعٍ للانتظار على الأفران ولاداعٍ للتوتر فبائعي الخبز لديهم كميّة من الربطات وتستطيع شرائها بأي وقت لتكفي حاجتك، إذا كنت تملك المال”.
وتداولت بعض صفحات “فيسبوك”، مؤخراً أن “بعض الأفران تستغل مخصصات (الحالات الخاصة) وقدرها 5% التي تحصل عليها بطرق غير شرعية عبر الاتفاق مع البائعين الجوّالة.
ونفى مدير المخابز في دمشق، ما ذكر مؤكداً “أن مخصصات الحالات الخاصة هي 3% فقط، والمستفيد منها مرضى المشافي ودور الأيتام ودور العبادة”.
وأفاد “حمدان” أنه “تم التعميم على جميع المخابز بالسماح للمواطن حمل بطاقتين للحصول على الخبز، ولكن بعض الأشخاص يستغلّون هذا الموضوع”.
وأضاف “حمدان”: “هناك دوريات لمراقبة أعمال الغش وضبط الباعة الجوّالة الذين يتاجرون بالخبز، ولكن بالمقابل بالوقت الذي تكون فيه الكوات فارغة ولا يوجد ازدحام، يلجأ بعض المواطنين إلى الشراء من الباعة الجوّالة”.
العازب ورغيف الخبز “المدعوم”
قالت “ليلى”: “أخي عازب ويسكن بمفرده ولا يستطيع شراء الخبز المدعوم لأنه غير متزوج وحاول بالكثير من الطرق لكن دون جدوى.. فيشتري الخبز من الطرقات”.
وذكر “حمدان” أن “هناك حل بالنسبة للأشخاص الذين لا يملكون بطاقات ذكية مثل العازبين ما عليهم سوى التوجه إلى مختار المنطقة التي يقطنون فيها وإحضار كتاب لفرع مؤسسة المخابز، ليصار إلى تقديم ورقة ثبوتية للعازب تمكّنه من عرضها على أي فرن والحصول على الخبز يومين في الأسبوع”.
وشهدت الأفران الكثير من الاختناقات ضمن جميع المحافظات السورية، فيما انتهى الحال ببعض الأشخاص بشرائهم الخبز السياحي أو الخبز غير المدعوم المتوفر بكثرة، بالرغم من أساليب كثيرة اعتمدتها الوزارة في بعض المحافظات منذ بدء العمل بالبطاقة الذكية ومنها التوطين.
وأكدت الوزارة مراراً وتكراراً وجود دوريات بجانب الأفران لتنظيم المخالفات، إلا أن انتشار باعة الخبز الجوّالة متواجدين بشكل ملحوظ في سوريا.
واستبعدت وزارة التجارة الداخلية، بعض الشرائح من الدعم، حيث يحصلون على الخبز بسعر 1300 ليرة وهو سعر مدعوم أمام الكلفة الحقيقية لربطة الخبز والتي تكلّف 1800 ليرة، بحسب رأي الوزارة، الأمر الذي أغضب الرأي العام، مؤخراً، مع جملة كبيرة من التعليقات وعلى رأسها “إلا رغيف الخبز”.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر