الحزن يخيم على مدينة حلب المنتشية بالبطولة بعد سفر محمد الحراث
للجزائر في قلوب السوريين حصة كبيرة من المحبة حيث ارتبط البلدان تاريخياً بمصير مشترك وموقف واحد تجاه جميع القضايا والملمات التي تعصف بالبلدين والمنطقة.
وكانت الجزائر من الدول القليلة التي لم تتخل عن سوريا في الحرب التي تُشن عليها منذ عقد من الزمن ففي كل مرة كانت تحتاج سوريا سندا عربيا لم تتأخر الجزائر والعكس صحيح فمن ينسى مواقف السوريين في دعم ثورة التحرير الجزائرية وما تلا ذلك أثناء بناء الحقل التعليمي الجزائري على وجه الخصوص.
لكن ما سنرويه لكم في هذه المادة بعيد كل البعد عن السياسة إلا أنه يرسم ملمح من ملامح العشق السوري الجزائري فقصتنا اليوم عن رياضي جزائري احتل قلوب الحلبيين ونثر المحبة بينهم خلال فترة لا تتجاوز الشهرين حتى أصبح أيقونة يهتف باسمها “الأهلاويون” في كل لحظة.
محمد حراث أو “حبيب الأهلاوية” كما يلقبه مشجعي نادي أهلي حلب جاء مع افتتاح دور “الفاينال4” في دوري كرة السلة لينسج حلم الحلبيين في استعادة بطولة الدوري الغائبة عن خزائنهم منذ حوالي عقدين من الزمن.
تعملق “الحراث” في مباريات “الفاينال4” والمباراة النهائية وقدم كل ما يملك لكنزة “القلعة الحمراء” حتى تحقيق التتويج وكأنه ابن النادي ومتدرج في فئاته العمرية ما جعل اسمه يحمل حلاوةً خاصة في أغاني جماهير الأهلي على المدرجات.
وتحول “الحراث” خلال مجريات الدور النهائي من محترف عربي سمح اتحاد اللعبة للفرق المشاركة ب”الفاينال4″ من استقدامهم رفقة محترف أجنبي إلى بطل قومي لا يشاركه قلوب الحلبيين أي لاعب أخر.
وتناسى الحلبيون مرارة العقد الأخير الذي دمر المدينة وأدمى قلوب سكانها بمجرد رؤية “الحراث” على أرضية الملعب كيف لا وطيلة العشر سنوات الماضية تخلى القريب والبعيد عن حلب لكن ‘الحراث” بعقل الحلبيين لم يرفض المجيء لمدينة يروي عنها الإعلام المعادي أساطير من الخوف وكل ذلك لكي يسعد قلوب “الأهلاويين” بفنياته.
حداد عام..
من يتابع صفحات مشجعي أهلي حلب الأربعاء لا يقتنع أن هذا الفريق توج بلقب الدوري السلوي العشرين بتاريخه قبل أيام بل يستشعر الحزن والكآبة ومراسم الحداد العام في كل كلمة يراها على صفحة مشجع.
كل ذلك لأنه مع بزوغ فجر الأربعاء أقلعت طائرة من مطار حلب الدولي تحمل على متنها “حبيب الأهلاوية” بعد انتهاء عقده رفقة الفريق الحلبي.
لينطلق بعدها “الأهلاويون” بتسطير المرثيات لأيام من الفرح كانوا يحنون لعودتها ووجدوها على يد المحترف الجزائري لكن أيام الفرح قليلة والطائرات التي كانت تنقل شباب المدينة إلى بلاد الهجرة والاغتراب هرباً من الحرب تنقل هذه المرة حلم حلبي بالفرح يأملون عودته قريباً.
الكلام الرسمي..
عبر رئيس نادي أهلي حلب رصين مارتيني في تصريح لتلفزيون الخبر عن مدى محبة جماهير الفريق للمحترف الجزائري محمد حراث لما شكله من عامل حسم مهم في تحقيق بطولة الدوري السلوي وهو ما ظهر في منشورات الوداع التي كتبها الأهلاويون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفاد “مارتيني” أن “تم الاتفاق مع الحراث على مرحلة واحدة هي مرحلة الفاينال 4 وأتمها اللاعب كما نص العقد وأدى ما عليه تجاه الفريق وجماهيره وكان عاملاً مساعداً ومهماً على طريق التويج”.
وحول عودته مجددا للنادي الأحمر، قال”مارتيني” أن “لا يوجد قانون واضح صادر بشكل رسمي حول مشاركة اللاعبين العرب والأجانب مع أندية الدوري الموسم المقبل لذلك لا يمكننا استباق التعاقد مع أي لاعب حالياً”.
وأوضح “مارتيني” حول خطة الأهلي للموسم القادم “نحاول حالياً المحافظة على قوام الفريق كما هو وتدعيمه بكل ما هو متاح لتجديد الإنجاز العام المقبل فالموسم القادم طويل وبحاجة حسابات خاصة”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر