العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

ما هو الدواء الذي أعاد الأمل لملايين مرضى السرطان ؟

تمكن عدد من العلماء والباحثين من الكشف عن “أمل جديد ” لمرضى الأورام السرطانية، في إطار استخدام وتطويع البحث العلمي لمواجهة المرض.

وأثار دواء “Dostarlimab” ضجة علمية وطبية مؤخراً، بسبب نتائج دراساته التي أظهرت نتائجها أملاً بالقضاء نهائياً على الأورام السرطانية التي لم يكن مصابوها يتوقعون الخلاص منها بهذا الشكل على الإطلاق، فما هو “عقار الأمل” الجديد كما أُطلق عليه؟

بهذا الشأن، قال اختصاصي الأمراض الباطنية والصدرية، الدكتور محمد يوسف حسن، لتلفزيون الخبر: “يعتبر دوستارليماب من العلاجات المناعية، وهو عبارة عن ضد وحيد نسيلة موجه ضد مستقبلات على سطح الخلايا التائية، بحيث لو ارتبط مع هذه المستقبلات، فإنه يُساهم في تعزيز تكاثر وظيفة الخلايا التائية في مواجهة الخلايا السرطانية التي تتكاثر بشكلٍ جنوني”.

وأوضح أستاذ كلية الطب البشري في جامعة حماة: “بعد عدة تجارب على هذا الدواء والمعروف تجارياً باسم Jemperli، بات يُعتبر سلاحاً لا مثيل له بين الأدوية المضادة للسرطان”.

وتابع الاختصاصي: “التجربة الصغيرة شملت 12 مريضاً تمّ علاجهم بدواء دوستارليماب، حققوا شفاءً تاماً من سرطان الكولون، وكانت النتائج مذهلة بما يكفي لتحفيز العديد من أطباء الأورام على التأكيد أنها غير مسبوقة بين كافة نتائج دراسات الأدوية المضادة للسرطان”.

وأشار “حسن” إلى أنه: “كان لدى جميع المرضى الـ12 سرطان المستقيم الذي لم ينتشر خارج المنطقة المحلية للورم، ورُصد عند جميعهم طفرة أثرت على قدرة الخلايا على إصلاح تلف الحمض النووي”.

وأضاف الاختصاصي: “بعد تناول جرعة العلاج المستهدف للسرطان dostarlimab،شفي المرضى جميعاً، دون جراحة أو علاج كيماوي، ولا آثار جانبية حادة، ولم يُعثر على أثر للسرطان في أي مكان في أجسامهم”.

وعن التجارب السابقة للدواء، أجاب “حسن”: “معظم التجارب السابقة التي أجريت على الدواء كانت لمرضى سرطان البطانة الرحمية الناكس، وأبدى نتائج رائعة في النتائج المرصودة حتى الآن، علماً أن هناك تجارب تجري لاستخدامه في سرطانات الرئة وسرطانات صلبة أخرى”.

وحول سعر الدواء، قال الدكتور “حسن”: “بطبيعة الحال سيكون سعره مرتفعاً في بدايته، ثمّ ينخفض لاحقاً بعد زيادة إنتاجه بكميات أكبر، كما أن دواء دوستارليماب، وفق التجربة السريرية التي أجريت، يُعطى للمريض لمدة 6 أشهر، بمعدّل جرعة كل 3 أسابيع، ويبلغ سعر الجرعة الواحدة حالياً بين 10 إلى 11 ألف دولار”.

وعن موانع الاستخدام، أوضح “حسن”: “يمنع استخدام دوستارليماب منعاً باتاً خلال الحمل، فقد يتسبب في مشكلات تشوهية خطيرة للجنين، حتى إن الأطباء يصفون موانع الحمل لفترة 4 شهور قبل البدء في تناول العقار، ويجب منع الحمل بعد توقف استخدامه لمدة 4 أشهر”.

وتابع الاختصاصي: “أما في حالة كون المريضة حاملاً فيجب استشارة الطبيب المتابع وتقييم الحالة الصحية للأم والجنين وتقرير الخطة اللازمة للتعامل مع الأمر بحرص شديد”.

وأضاف “حسن”: “كذلك يمنع استخدام دوستارليماب عند الرضاعة، ويجب أن تتوقف الرضاعة في حالة تناول المريضة العقار لمدة 4 أشهر، ويستخدم الحليب الصناعي حينها، إذ تعد تلك الفترة هي فترة ضمان لتخلّص الجسم منه بشكلٍ كامل”.

يُذكر أن التكنولوجيا الجديدة المستخدمة في إنتاج دواء “دوستارليماب” لعلاج السرطان، جاءت بعد نجاحها في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، بحسب أستاذ الباطنية بمستشفى نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، الدكتور عبدالهادي خضر.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى